بسم الله والحمد لله الذي رزقنا معرفة ومودة وموالاة سادة الهداة إلى خاصة رحمته معادن حكمته والمتخلفين بأخلاقة الهداة إليه سيدهم الهادي المختار وآله الطيبين الأطهار – صلوات الله عليهم آناء الليل وأطراف النهار -.
السلام عليكم أيها الإخوة والأخوات، تحية من الله مباركة طيبة نهديها لكم ونحن نلتقيكم في لقاء اليوم مع مدائح الأنوار.
المقطعان الرابع عشر والخامس عشر هما اللذان نقرأهما لكم في حلقة اليوم من مديحة (في محراب علي) التي طفق الأديب المسيحي المعاصر الأستاذ خليل فرحات يسجل فيها ما استلهمه من سيرة صوت العدالة الإنسانية الإمام المرتضى – عليه وعلى سيده المصطفى وآلهما أطيب الصلوات وأزكى التحيات وقد عمد لذلك شكراً لله عزوجل بعد أن شافاه من مرض عضال عجز عنه الأطباء بعد أن توسل إليه بقديسه ووليه أميرالمؤمنين عليه السلام.
في هذين المقطعين يشير الأستاذ فرحات إلى تجليات الأخلاق الإلهية في العفو والصفح العلوي في تعامله مع الذين جفوه وأساؤوا إليه بعد رحيل أخيه رسول الله – صلى الله عليه وآله – وحاربوه بعد أن بايعوه وبايعه المهاجرون والأنصار بعد أن كان موقفه تجاههم في العهد النبوي أنبل المواقف في دفع الإفك عنهم في حديث الإفك الذي سجله القرآن الكريم، تابعونا على بركة الله.
قال الأديب فرحات تحت عنوان (حدس كالوحي):
رويدك لم أنس الذين بمكرهم
أمضوا رسول الله بالنبأ النكر
أضافوا إلى الحسناء قبح نفوسهم
ودافوا لبيت النبل أكذوبة العهر
وجاءك من يسعون عونا لباطل
وجاءك من يسعون ذودا عن الطهر
وقفت من العذال وقفة كابر
وقلت عن العزلاء أنقى من الزهر
وحين الرسول إشتار منك نصيحة
أشرت: بأن الله يكسو ولا يعري
يجرب أبراراً ويمكر ماكرا
ليفخر بالصافي على فاسد العكر
فإن كان تجريب فغيرك من يهي
وإن كان تجريم فما غيره يبري
ولكن جود الله أعطى رسوله
نساءً.. وخيرات وأغناك من فقر
هناك تنزيل فينظر يومه...
وصبر رسول الله درب إلى النصر!
وكان هو التنزيل – سبحان ربه -
مثيلاً لما أفتى به سيد الدهر
عليك سلام الهل يا مصدر الرضى
ومنك سلام الله يا خاذل المكر
أعذت من الحرمان من كان طاوياً
وشلت فتاة الصفو من بؤرة العكر
تجمعت الأخلاق عندك وانتهت
إليك وكان الله يبري كما تبري
مستمعينا الأفاضل، وفي المقطع الخامس عشر يستلهم هذا الأديب المسيحي من سيرة مولى الموحدين – صلوات الله عليه – دروس العدالة الإلهية في عهد حكمه وتحليه بالزهد والرأفة والإعانة بالمستضعفين وفيه تفسير لطيف للمقولة التي نسبت إليه – عليه السلام – تجاه المرأة وتوجيه هذه المقولة إلى إختصاصها بمورد معين سبب للمسلمين ويلات وأزمات، قال الأستاذ خليل فرحات تحت عنوان: (ويبقى اللغز)
أمير العلا إني أتيتك سائلاً
فهلا أجبت العقل عن سؤله المر
وكانت بساتيني بنعماك أزهرت
سوى بعض أغصان تعصت على الهصر
ترى! أنت محروم؟ فلم ترتض الطوى
أو العيش مقصوراً على بلغة البر
إذا حل يوم البذخ شوهدت باذخا
بماء على ماء ونزر من التمر
ومن دارك السمحاء كم عاد سائل
فأولم للأطفال والكلب والهر!
وعن بيت مال المسلمين رددتهم
جميعا وذو حاج إليه كذي وفر!
وتنصب ميزاناً لدى كل شهوة
وتفرض آداباً على الخصب والعقر!
نعيت لربات الحجال حظوظها
وساويتها في الروع بالولد الغر
وقلت عليها: إنها الشر كله
وشر الذي فيها احتياج إلى الشر!
أما كانت الأزواج والأم في النسا؟
فكيف بلا عقل يكن ولا بر؟
معاذك لم تقصد سوى ذات مرأة
أو أنك أنت الفرد في سرك الدهري!
سألتك صفاحاً ما قصدت بمنطقي
مروقاً أنا إبن البيت يا شارح الصدر
يقول سواك القول قد أحتفي به
ولكنني المغرور إن قلت والمغري
فقولك سيف لا ترد نصاله
وهل سل يوماً ذوالفقار ولم يبر؟
وما همت الأسياف بل هم من نضا
يشرف أو يخزي السيوف أخو الشهر
وأنك ذاك المركز الجاذب الورى
فلا منك مهروب ولا بهم تزري
محبة هذا الناس عندك تبعها
وعائدة يوماً إلى نبعها الثر!
مستمعينا الأكارم، بقيت من رائعة (في محراب علي) للأديب المسيحي العالم الأستاذ خليل فرحات مقاطعها الختامية الثلاثة نسأل الله التوفيق لنقلها لكم في حلقة قادمة بإذنه عزوجل من برنامجكم (مدائح الأنوار) يأتيكم دوماً من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران شكراً لكم وفي أمان الله.