البث المباشر

الفوز العظيم

الأربعاء 18 ديسمبر 2019 - 12:17 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 652

بسم الله وله الحمد والمجد الرحمان الرحيم أرحم الراحمين، وأزكى صلواته وتحياته على أعلام صراطه المستقيم وهداه نهجه القويم أبي القاسم محمد وآله الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم – إخوتنا المستمعين – أهلاً بكم ومرحباً في حلقة اليوم من هذا البرنامج، من الخصائص المهمة لأهل بيت النبوة المحمدية – عليهم السلام – هو الإجماع على نزاهتهم وسمو منزلتهم ومقاماتهم، فقد أقر حتى أعدائهم بفضلهم والفضل ما شهدت به الأعداء.
والسر في ذلك يرجع إلى كونهم – عليهم السلام – قد تنزهوا عن جميع أشكال العمل بالأهواء والمطامع الشخصية، هذا المضمون الجميل نلمحه في قصيدة (الفوز العظيم) وهي في مدح أمير المؤمنين ومولى الموحدين – عليه السلام – وقد اخترناها من ديوان (الوسيلة) للأستاذ ناجي داوود الحرز، أحد أعلام الأدب المعاصر في الإحساء.. تابعونا على بركة الله.
قال الأديب الحرز حفظه الله:

حناناً أيها النبأ العظيم

فقد حصر المفوه والكليم

وألقى الشعر ألوية القوافي

لدى قدميك أثقله الوجوم

هو الجبروت يا طود المعالي

على سفحيه ينتحر الخصوم

وفي أدنى ذراه الشم تأوي ال

كواكب ثم تحتشد النجوم

وما لي لا أطوف على المعاني

تطببني كما طاف السقيم

فأرجع قد أثرت بهن هماً

كما ثارت بمهجتي الهموم

نعود إليك يا بحراً أناخت

على شطآن قدرته الحلوم

نعود إليك يا باباً تباهت

على أعتاب رحبته العلوم

فمنذا يا أمير النحل يروي

أزمزم؟ قصتيك أم الحطيم؟

أم البيت العتيق تلوذ عند ال

مخاض بستره أم رؤوم؟

أم المبعوث حين دعاك طفلاً

إلى الإيمان نسأل يا قديم

لعمرك أن نسائل عنك ليلاً

وأنت على الفراش فدىً عظيم

أم اليوم الذي أرقاك طه

على كتفيه يغبطك السديم؟

أم السيف الذي جدلت عمراً

به بالنطق عنك لنا زعيم؟

أم الشمس التي غربت فردت

كما ألوى بجامحة شكيم؟

وكم من شاهد لك لو أردنا

شهوداً أيها الغيث العميم

ولكني سأسأل عنك قوماً

تعاطيهم عداوتك السخيم

فهم نطقوا بفضلك قبل نطقي

وأي العطر يخفيه الكتوم؟

وأعلنها الذين عليك جاروا

حقائق لا تساورها الوهوم

فعفوك أن تخذت الصمت نهجاً

فإن نطق العدى سكت الحميم

وهذا الكون يا مولاي حولي

لسان لا الكليل ولا السؤوم

سألت الصبح عنك فقال: شمس

وقال الليل: بدر مستديم

سألت الغيث عنك فقال: بحر

وقال البحر: صائبة سجوم

سألت الخير عنك فقال: لطف

وقال اللطف: أواه حليم

سألت السيف عنك فقال: حق

وقال الحق: منهاج قويم

أبا الحسنين هل في ذاك عذر

لمن غالى وزل به الرجيم؟

وقال: لقالع الأبواب صلوا

ففيه عرفت بارءكم وصوموا

فأضرمت الحياة عليه ناراً

فمات وليس يردعه الجحيم

وما شأن العقول إذا تداعت

لشأنك يا علي ويا عظيم؟

وفيك تجمع الأضداد حتى

غوى الشيطان والملك الكريم

وأما نحن فيك فما برحنا

قلوباً تطمئن وتستقيم

عرفنا عنك سراً فانطوينا

عليه كما طوى العطر النسيم

وآمنا بربك يا وصي ال

رسول هواك حجتنا الخصوم

فأنت الآية الكبرى وأنت ال

سراط الأحمدي المستقيم

وأنت العروة الوثقى التي لا ان

فصام لها ولايتك النعيم

فحمداً يا ولي الحمد حمداً

كثيراً ما انجلى الليل البهيم

فقد فزنا بحبك يا قسيم ال

جنان وذلك الفوز العظيم


وهذا هو ختام قصيدة (الفوز العظيم) للأديب الولائي المبدع الأستاذ ناجي الحرز، قرأناها لكم ضمن حلقة اليوم من برنامج (مدائح الأنوار)، نشكر لكم أيها الأكارم كرم الإستماع ولكم خالص الدعوات من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، في أمان الله.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة