بسم الله و له كامل الحمد و خالص الثناء تبارك و تعالى نور السموات و الأرضين، و أزكى صلواته و تحياته و بركاته على مطالع نوره المبين حبيبنا المصطفى الأمين و آله الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم إخوتنا المستمعين، على بركة الله نلتقيكم في حلقة أخرى من هذا البرنامج نقرأ لكم مقاطع من قصيدة وجدانية في مدح ثامن أئمة العترة المحمدية مولانا الرضا – عليه السلام – . القصيدة هي للأديب الولائي المعاصر الدكتور الشيخ محمد حسين الصغير ، و مما يميزها جميل تصويرها الفني لبركات المشهد الرضوي و ما يظهره الله عزوجل فيه من كرامات استجابة دعوات الداعين و قضاء حوائج المتوسلين بأبواب رحمته للعالمين .. و هي بركات إليها تجذب قلوب العباد و تعينهم على الإقتداء و التأسي بسير أحب الخلق إلى الله....
في افتتاحية قوية لمديحته يخاطب الشيخ الصغير مولاه الإمام الرؤوف قائلا
ركبت لك المفاوز و الهضابا
و جبت الأرض و اجتزت السحابا
و جئت أبا الجواد إليك أسعي
أؤمل أن أنال بك الرغابا
أؤمل أن أرد بك العقابا
غداة غد .. و أنتجع الثوابا
فيا كهف العفاة لأنت كهفي
و أكرم فيك مأوى و انتسابا
و يا فرع النبوة .. ما تدلى
بأزكى منك أصلا و انتجابا
و يابن الطيبين أبا و أما
و يابن الأكرمين يدا و بابا
أنخت ببابك الألق الركابا
فأخصب .. وامتطى الدنيا الركابا
و في أعتابه أنزلت ثقلي
و لم أسمع لعاذلة عتابا
و لما كنت كالفجر انطلاقا
و كالأنداء روحا و انسكابا
حملت هداك رأيا و اعتقادا
و قلبا ما تشكك و استرابا
وعزما سعر الجمرات وقدا
و فكرا توج الدنيا صوابا
و بعد هذه الإستلهامات الوجدانية من سيرة عالم آل محمد – صلى الله عليه و آله – ينتقل الأديب العالم الشيخ محمد حسين الصغير إلى عرض إشارات إلى قضية قبول الإمام الرضا – عليه السلام – بولاية العهد و ما قام خلالها من جهود لتعريف الأمة بحقيقة الإسلام المحمدي و استشهاده بسبب ذلك ، قال الأديب :
غريب الدار يا نجما تحلى
و يا بدرا تشعشع ثم غابا
دعتك سياسة الإرهاب قسرا
فما ألفت لدعوتها جوابا
فناهضت الطغاة ... و كنت فذا
أعد لكل داجية شهابا
و ما ألقيت في الهلكات نفسا
فلست كمن : يحابي ، أو يحابي
فصنت الدين من شبهات قوم
أداف ضلالهم عسلا و صابا
و كنت ضحية التضليل لما
لقتلك أشرعوا تلك الحرابا
لقد غدروا بشخصك و استهانوا
و عند الله يلقون الحسابا
أيها الأطائب ، و في مقطع لاحق يشير الأديب الشيخ محمد حسين الصغير إلى استمرار النفحات الرضوية على الخلائق مدى العصور مقارنا بلطافة بين تكريم الله و خلقه لغريب الغرباء و سوء عاقبة قاتليه و أعداء الله من طواغيت بني العباس الذين ملكوا الدنيا حسب أوهامهم فكان عاقبتهم أن نالتهم اللعنات الإلهية على ظلمهم للناس، قال الأديب العالم:
غريب الدار .. يا نفحات قدس
تعيد على المحبين الشبابا
و يا روح الإمامة .. طبت روحا
نديا .. يجذب القلب انجذابا
أتيتك زائرا.. فشممت تربا
كأن المسك خالطه خضابا
كأن بقبرك الجنات تجري
و قد حضنت من القدس الرحابا
أرى الملأ العلي به مغذا
هبوطا .. أو مجيئا .. أو ذهابا
و دار المتقين إلى خلود
و دار الظالمين بدت خرابا
و قبر ( للرشيد ) غدا محطا
إلى اللعنات بدءا و انقلابا
فأين الملك ؟ و الدنيا لديه
و كان يعد للدنيا الخطابا
لقد طويت هباء .. فهي تذري
عليها الريح .. إذا تركت يبابا
و ذي عقباك .. تزدحم البرايا
عليك بها خشوعا و ارتهابا
كانت هذه مستمعينا الأفاضل ، بعض مقاطع قصيدة أنشأها الأديب الولائي المعاصر الدكتور الشيخ محمد حسين الصغير في مدح إمام الرأفة الإلهية مولانا أبي الحسن علي بن موسى الرضا صلوات الله عليه .
و قد قرأنا لكم ضمن لقاء اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) استمعتم له مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران .
دمتم سالمين في رعاية الله رب العالمين .