بسم الله و الحمد لله الذي رزقنا التشيع لرسول الله و حبيبه المصطفى و آله مصابيح الهدى صلوات الله وتحياته وبركاته عليهم أجمعين
السلام عليكم إخوة الإيمان . مما لا شك فيه انطلاقا من كثير من النصوص الشريفة أن الرسول الأكرم و وصيه المرتضى و بضعته الزهراء و سبطه المجتبى عليهم السلام قد شاهدوا من عالم البرزخ ما جنته أيدي الطغيان و الجفاء على بقية أهل الكساء الحسين و ولد رسول الله و عيالاته في يوم كربلاء .. و لذلك كان أصحاب الكساء هم أول من يعزى بمصائب عاشوراء الفجيعة ، وهذا ما دأب شعراء المراثي الحسينية على التعبير عنه بلغة التساؤل الشعري نظير ما افتتح به قصيدته الحسينية التالية العالم التقي والزاهد المتعبد الشيخ حسن قفطان السعدي الرياحي المتوفى في جوار أمير المؤمنين عليه السلام سنة ۱۲۷۹ للهجرة .. نقرأ لكم مرثية وفيها تفجع مؤثر لسبي الفاطميات ..
قال الشيخ حسن قفطان الرياحي :
لله يـوم ابـن البتول فـإنــه
أشجى البتولة و النبي وحيدر
يوم ابن حيدر والجنود محيطة
بخباه يدعوا بالنصير فلا يري
فهناك دمدم طامنا في جاشه
بمهند يسـم العـديـد الأكثـرا
متصرفا في جمعهم بعوامل
عادت بجمعهم الصحيح مكسرا
فهوى على وجه الثرى روحى الفدا
لك أيها الثاوي على وجه الثري
أحسين هل وافاك جدك زائرا
فرآك مقطوع الوتين معفرا
أو هل درى بك حيدر في كربلا
تربا صريعا ظاميا أم ما دري
هلا بعثت إلى شقيقك بـالـذي
قاسيـتـه فيهـا يؤيـد مخبرا
من مبلغ الزهراء أن سليلها
أدمت أمية شيبه و المنحرا
و فرى سنان نحره بحسامه
شلت يداه أكان يعلم ما فري
و بناتها يوم الطفوف سليبه
تسبى على عجف المطايا حسرا
فكأنها من قيصر و لربما
صانوا عن السب المعنف قيصرا
لم أنس زينب وهي تندب ندبها
يا كافل الأيتام يا غوث الوري
سهدت عيني ليتها عميت إذا
مرت على أجفانها سنة الكري
فأنا السبية و الفواطم روعت
يا طود عز كان لي سامي الذرا
ورواق أمن كنت في الدنيا لنا
تمسي بأرض الطف محلول العرا
هل أستطيع تصبرا و أراك في
رمضائها لا تستطيع تصبرا
ما كنت أعرف قبل رأسك واعظا
بالذكر قد جعل العوالي منبرا
نصبوه خفظا و هو رفع و الثنا
منهم عليه مهللا و مكبرا
لم أدر من أنعاه يومك يا حمي
حرمـي و يا كهفي إذا خطب عرا
عباس أنعى أم بني عمك الـ
ـطيـار أم أنعى علـي الـأكـبـرا
أم مسلما وبني عقيل أم بني الـ
ـحسن الزكي أو الرضيع الأصغرا
أم لابنك السجاد فهو معالج
سقما و جـامعة و قيدا و السـري
أو للنساء الخائفات يلذن بي
و يرين في الخيم الحريق المسعرا
تسبى وتقرع بالرماح إذا بكت
و شكت فتنتاب الزفير تحسـرا
صلى الله على الباكين على الحسين وأصحاب الحسين وعيالات الحسين و شعراء رثاء الحسين – عليهم السلام – ومنهم العالم النجفي الأديب والمتعبد الزاهد الشيخ حسن قفطان السعدي الرياحي – رضوان الله عليه – الذي استمعتم آنفا لإحدى مراثيه الحسينية المؤثرة و بهذا ننهي من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران حلقة اليوم من برنامج (مدائح الأنوار) تقبل الله دمعتكم على الحسين وفي أمان الله.