بسم الله وله الحمد والثناء والعزة والكبرياء وصلواته المتناميات على أنوار هدايته حبيبه المصطفى وآله مصابيح الهدى.
السلام عليكم إخوتنا المستمعين صرحت الأحاديث الشريفة بأن الله تبارك وتعالى قد عوض الحسين –عليه السلام– عن شهادته بأن جعل الأئمة في ذريته والشفاء في تربته واستجابة الدعاء تحت قبته ، وعظيم الأجر في زيارته..
وكل هذه الاثار المباركة هي أمور مشهودة سجل لنا التاريخ الإسلامي كثيرا من مصاديقها وما حفظت صدور الأجيال أكثر بكثير ، فقد صار المشهد الحسيني مركزا لأعظم البركات الإلهية من استجابة الدعوات واستلهام قيم الحياة الطيبة من الملحمة الحسينية فضلا عن الإستشفاء بالتربة الحسينية المقدسة .. وقد اهتم شعراء الحسين – عليه السلام – بتصوير قبسات من هذه البركات في قصائدهم، ومنها قصيدة (كربلاء الحسين) للأديب المعاصر سماحة الشيخ سلطان الكاظمي الطائي حفظه الله وهي منشورة على موقع (براثا) الإلكتروني وقد اخترناها لهذا اللقاء من البرنامج، فتابعونا على بركة الله.
قال الشيخ الطائي مخاطبا سيد الشهداء – صلوات الله عليه –:
إني رأيتك يا حسن حياتي
يا مرحبا إن كان فيك مماتي
لك روضة يشفي العليل ترابها
يا تربة شفيت بها علاتي
لك قبة عرش الإله بها انطوي
وسرادق اللاهوت والسبحات
أركان قدسك للوجود هياكل
صمدية الجبروت والعظمات
فردوسك الملكوت بابك حطة
للتائبين و معدن البركات
يا أيها الأزلي سرك سرمد
يا أيها الباقي لما هوآت
شعشاع نورك بالبهاء مهيمن
يا مهبط الأملاك و الآيات
لك في ذرى العلياء خد أقدس
يعلوه نور الحق في السجدات
يا حامل الأسرار أي خزانة
أعيت حقائق سرها كلماتي
شمس تجلت في الطفوف بنورها
لكنها خفيت عن اللحظات
ما الكون إلا ذرة في كفه
مبسوطة جلت عن القبضات
حتف أذاق الحتف غصة حتفه
وقضت به الأرواح في اللهوات
ملك المنايا خادم لحسامه
والموت موقوفعلى الضربات
يا كاف تكوين البرايا كلها
والتين والزيتون في الشجرات
يا علة الإيجاد سرك سرها
يا عالم الخطرات في الخلوات
يا نقطة الباء المجرد ذاتها
مكنونة في ذاتها بالذات
مرآت وجهك يا حسين حقيقة
أجريتها بحرا على الوجنات
يوم الطفوف ويا لها من غصة
غصت بها الدنيا بشط فرات
يا واحدا جمع الألوف بحبه
ذكراك خالدة برغم عداتي
يا ضامئا عجبا و كفك زمزم
والكوثر القدسي في الجنات
عرش الحسين منارة في كربلا
تجري على أعتابها عبراتي
جذبت قلوب العاشقين لحبه
يا كعبة الأحباب في الفلوات
و أناخ رحل الوالهين بطفه
يتجاذبون الحزن و العبرات
حزني عليك مؤبد لا ينقضي
فلتنقضي حزنا عليك حياتي
أيها الإخوة والأخوات ، كانت هذه قصيدة (كربلاء الحسين) التي أنشأها الأديب الولائي المعاصر سماحة الشيخ سلطان الكاظمي الطائي في قبسات من البركات الحسينية الخالدة وقد تلوناها لكم في لقاء اليوم من برنامج (مدائح الأنوار) تقبل الله منكم حسن الإصغاء ودمتم في رعايته آمنين.