بسم الله وله الحمد حمد أسوة الشاكرين في السراء والبلاء سيد الأنبياء وآله النجباء عليهم صلوات الله اناء الليل وأطراف النهار .
السلام عليكم مستمعينا الأفاضل ورحمة الله ، كان الهدف الأول الذي أصابته الجرائم الأموية يوم عاشوراء هو قلب رسول الله – صلى الله عليه وآله – فقد أفجعوه بعترته الطاهرة بما لم يشهد له التاريخ الإنساني في بيوت الأنبياء .
ولذلك كان المعزى الأول بواقعة الطف الفضيعة هو المصطفى – صلى الله عليه وآله – . لنا في هذا اللقاء أيها الأكارم تعزية للنبي الأكرم من إنشاء شاعر الولاء الخالد دعبل الخزاعي تليها ندبة شجية للأخذ بثارات الأنبياء وأبناء الأنبياء لشاعر أهل البيت – عليهم السلام – السيد جعفر الحلي رضوان الله عليه .
قال دعبل الخزاعي في رثائية حسينية معبرة :
أأسلبت دمع العين بالعبرات
و بت تقاسي شدة الزفرات
و تبكي لآثار لآل محمد
فقد ضاق منك الصدر بالحسرات
ألا فابكهم حقا و أجر عليهم
عيونا لريب الدهر منسكبات
ولا تنس في يوم الطفوف مصابهم
و دهية من أعظم النكبات
سقى الله أجداثا لى أرض كربلاء
موابع أمطار من المزنات
وصلى على روح الحسين وجسمه
طريحا لدى النهرين بالفلوات
قتيلا بلا جرم ينادي لنصرة
فريدا وحيدا أين أين حماتي
أأنسى و هذا النهر يطفح ظامئا
قتيلا و مظلوما بغير ترات
و قد رفعوا رأس الحسين على القنا
و ساقوا نساه حسرا و لهات
فقل لابن سعد عذب الله روحه
ستلقى عذاب النار و اللعنات
سأقنت طول الدهر ما هبت الصبا
و أقنت بالآصال و الغدوات
على معشر ضلوا جميعا عن الهدى
وألقوا رسول الله في الكربات
مستمعينا الأفاضل ، ومن حسرات دعبل الخزاعي وشدة تألمه للكربات التي أصابت رسول الله وهو – صلى الله عليه وآله – الشاهد الشهيد على أعمال العالمين في حياته وبعد مماته ، وقد رأى ما حل بعترته وعيالاته يوم عاشوراء .. من هذه الحسرات ننقلكم إلى ندبة شجية لشاعر أهل البيت في القرن الهجري الرابع عشر السيد جعفر الحلي وهو يتشوق لظهورالأخذ بثارات الحسين – عليه السلام – وكل المظلومين ، من بني أمية وأشياعهم مولانا الحجة المهدي – عجل الله فرجه – فيخاطبه قائلا :
أتغضي فداك الخلق عن أعين عبرى
تود بأن تحظى بطلعتك الغرا
أتغضي و أجفان النواصب قد غفت
و لم يرقبوا أمنا و أجفاننا سهرا
أتغضي و ذي أرزاؤكم قد تتابعت
فجايعها في كل آن لنا تتري
أتغضي و ذاك المجتبى سبط أحمد
سقته الأعادي السم حتى قضى قهرا
أتغضي وقد حامت عن الدين عصبة
قضت في عراص الطف أكبادها حرا
أتغضي وقد أضحى الحسين بكربلا
وحيدا وفي خيل العدى غصت الغبرا
أتغضي و قد نادى الحسين أمية
يذكرها الأخرى فلم تنفع الذكري
أتغضي و قد أضحى لفهر بكربلا
عميد بسيف الشمر أوداجه تفري
أتغضي وقد أضحى الحسين مجدلا
و منه عوادي الخيل هشم صدرا
أتغضي وشمر حز نحر ابن فاطم
و كان يشم المصطفى ذلك النحرا
أتغضي و هاتيك البغاة أمية
بأجدال آل المصطفى انشبت الخدرا
أتغضي و قد غارت خيول أمية
وعن حنق منها تناهبت الخدرا
أتغضي و هاتيك الفواطم أبرزت
غداة أتاها القوم من دهشة حسري
أتغضي و هاتيك الفواطم سيرت
على قتب الأجمال بين العدى أسري
أتغضي و رأس السبط لاح أمامها
على سمهري يخجل الشمس والبدرا
أتغضي وقد حنت على الكور زينب
حنينا على أكفائها يصدع الصخرا
أتغضي ورأس السبط يهدي لفاسق
دعي و في عود له ينكث الثغرا
كانت مستمعينا الأفاضل ندبة شجية للطالب بدماء الشهداء مولانا المهدي الموعود - عجل الله فرجه – ، من إنشاء شاعر الولاء السيد جعفر الحلي قرأنا لكم ضمن لقاء اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) استمعتم له مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران ..
تقبل الله أعمالكم ودمتم بخير .