بسم الله و له كامل الحمد وخالص الثناء إذ هدانا للإستنارة بأنوار هداه للعالمين حبيبه و حبيبنا المصطفى الأمين وآله الطيبين الطاهرين صلوات الله و تحياته و بركاته عليهم أجمعين .
السلام عليكم إخوتنا المستمعين ، معكم أيها الأكارم في لقاء اليوم من هذا البرنامج نعيش فيه دقائق مع سفير الحسين – عليه السلام – ورائد دعوته ومبلغ كلمته النهضوية مولانا مسلم بن عقيل ، نستلهم من سيرته - صلوات الله عليه – قيم الولاء الصادق بأسمى مصاديق وقيم الحب الخالص لسيد الشهداء – عليه السلام – ، أليس هو الذي شهد له عند مولده رسول الله الصادق الأمين – صلى الله عليه وآله – بصدق المحبة الخالصة للحسين واستشهاده على هذه المودة القدسية ، فقد روى الشيخ الصدوق – رضوان الله عليه – في كتاب الأمالي مسندا عنه – صلى الله عليه وآله – أنه قال لأمير المؤمنين – عليه السلام – : ( إني أحب عقيلا حبين ، حبا له وحبا لحب أبي طالب له ، وإن ولده لمقتول في محبة ولدك ، تدمع عليه عيون المؤمنين وتصلي عليه الملائكة المقربون ) ثم بكى صلى الله عليه وآله وقال : إلى الله أشكو ما تلقى عترتي من بعدي .
مستمعينا الأفاضل ، نقرأ لكم في هذا اللقاء أبياتا من قصيدة في مدح سفير الولاء البطل الحسيني الخالد مسلم بن عقيل صلوات الله عليه مستلهمة من الحديث النبوي المتقدم وهي من إنشاء الأديب الولائي المعاصر الأخ حميد عبد الحسين الحائري وقد اختار لها عنوان (شمس كوفان) قال حفظه الله :
قتيل على حب الحسين مبضع
تفيض له من أعين الآل أدمع
ويبكيه عشاق الحسين تشوقا
لعشق تجلى بالدما يتشعشع
ويبكيه أهل الدين للدين لوعة
و يندبه الأيمان و الندب مفجع
رثاه رسول الله يبكي شبيهه
بشجو مدى الأعصار يعلو ويسمع
بكاه شهيدا يفجع القلب خطبه
و في حين مولده لـه يتفجع
حبيب رسول الله والطهر حيدر
بكاه شهيدا في الحسين يقطع
غريبا قضى المبعوث والثقة الذي
إليه ثقاة السبط تنمى و ترجع
عضيـد يؤاخيـه الحسين مقدمـا
براية ركب المجد في كوفان ترفع
أحاطت به الذؤبان وهو يذودها
بعــزم يفتتهــا رعبـا و يـقــرع
يفلـق هـامـات الـعتـاة بسيفـه
وحيدا يقارع جمعها و يبضع
يميث بها بأسا بأنفاس حيدر
سجود لصولته تخـر و تــركع
صريع وقد واسى الحسين بنفسه
ولولا سهام الغدر ما كان يصرع
صريع و قد أدى الأمانة مسلم
فصـار لـه الإسلام بالفخر يتبع
سفير الولاء الحق نبكيه فاتحا
تهيم به الأرواح و القلب يخشع
سفير الفداء الصدق فدى إمامه
بروح إلى المعبود تهفو و تهرع
مناه ربى كوفان عرف زائرا
حسينـا و سلـم بالدمـوع يـودع
و عيد قبل العيد والهدى قلبه
بلهفـة قربان إلى الله يسـرع
جزوع على فقد السفير إمـامـه
يسلي اليتامى و الفؤاد مقطع
تسيل دموع الوجد حمرا و كفـه
تناغي الحميدة و اليتيمة تسمع
فتقول يا مولاي إن يمضي والدي
شهيد هواك الطهر فالقلب يفزع
إليك أبا الأيتام مادمت سالما
تهون خطوب الكون فالروض ممرع
بك يا حمانا القطب ياخير من حمى
فما دمت فينا لا نضام و نخضع
كانت هذه مستمعينا الأفاضل قصيدة (شمس كوفان) في رثاء سفير الولاء الحسيني مولانا باب المرتضى مسلم بن عقيل – صلوات الله عليه – أنشأها الأديب الولائي المعاصر الأخ حميد عبد الحسين الحائري وقد قرأناها لكم ضمن لقاء اليوم من برنامج (مدائح الأنوار) ، استمعتم له من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران ، تقبل الله منكم طيب الإصغاء ودمتم في رعايته سالمين.