بسم الله وله الحمد والثناء على جميل صنعه وحسن تكريمه لمنقذي عباده من الضلالة، الحبيب المصطفى وآله الطاهرين – صلوات الله عليهم أجمعين -.
السلام عليكم أيها الأكارم ورحمة الله وبركاته، معكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج نقرأ فيه قصيدة تستجلي بعض قيم الملحمة الحسينية الخالدة من خلال التركيز على نقاء الدافع الإلهي فيها سواءً في سيد الشهداء – سلام الله عليه – وهي المثل الكامل للإخلاص أو في أنصاره والمستشهدين بين يديه، ونلاحظ في هذه القصيدة لطيف تصوير وتعليل تخلف عبد الله بن الزبير عن نصرة الحسين – عليه السلام – وإباء الحسين صلوات الله عليه عن إستنصاره، إذ أن أنصار الحسين هم صفوة إختارها الله عزوجل بعد صفاها من كل ما سواه تبارك وتعالى.
والقصيدة أيها الأكارم هي من إنشاء الأديب العراقي الولائي الأخ عمار جبار خضير، حفظه الله.
في وصف جميل للإمام الحسين – عليه السلام – بكونه (سورة الحمد) أي الذي لا يخلو منه قلب المؤمن أبداً مثلما لا تخلوا الصلاة من سورة الحمد، يبدأ الأخ عمار مديحته قائلاً؛
يا سورة الحمد يا نوناً به نطقت
أهل الضمير فهزت باسمه دولا
سر الخلود تجلى فيك منبثقاً
وصار معناه حبلاً فيك متصلا
أعدت في الطف دين الله إذ عصفت
عواصف البغي عصفاً يقطع السبلا
قريش لولاك لاشتدت غوايتها
وعاد للأمس كفراً عابدو هبلا
خرجت لله في ركب الهدى قدما
لتنقذ الدين من بعد الذي حصلا
يزيد في الأرض يلهو في مفاسده
يصيّر الناس قهرا جلهم خولا
وإنما الكفر ذات فيه مركزها
فكيف للحكم يدعى من به اشتملا
ما فارق الخمر شربا في معاقره
والناس تلقاه دوماً سارباً ثملا
لكنه الخوف في جبن يحركها
وبعضها الحقد فيها فعله فعلا
كابن الزبير عشيق العرش رغبته
أن لا يراك وسراً طالما أملا
لو كان لله يرجو في مناجزة
لكان في ركب خير الناس متصلا
وأنت حاشاك يابن الطهر فاطمة
ممن أضل تريد النصر مبتذلا
خرجت لله لا بطراً ولا أشرا
إلى العراق تحد السير مرتحلا
إلى العراق وفيها كربلا انبسطت
ذكواتها البيض للركب الذي نزلا
لم تخش فب الله جيشاً في مسالحه
ملئ الفجاج وغطى السهل والجبلا
جاءوا إليك كما الأحزاب غايتهم
أن يخضعوك لحكم يزيدهم ذللا
وساوموك إبي الضيم إذ جهلوا
أن الإباء سيرمي جمعهم شعلا
أما القبول بذل للذي أملوا
أو الطعان بسمر تردف الأسلا
وأنت يخشاك كل الموت أجمعه
وإنما الحرب شوقاً خضتها جذلا
ضربت بالسيف حتى فرقوا بدداً
طعنت بالرمح حتى جيشهم أكلا
ويوم صفين فيهم عاد ثانية
أثم عباس فيهم أرجع الجملا
وحولك الغر من فتيان بجدتها
قد صدقوا الوعد ووازى ضربهم زحلا
وهكذا الدين قد رويته فنما
قبلك الدين يا بن المصطفى ذبلا
يا صرخة العز في الأجيال هادرة
تستنهض العزم والإيثار والمثلا
في الطف غيرت تاريخا بأكمله
فخط في الدهر سؤالاً طالما سؤلا
أأنت قتلوك في عاشوراء وانتصروا؟
لا فأنت لكل طغاة الجور من قتلا
يا قبلة الله طافت حولها أمم
وأنت للخلق باب للهدى جعلا
في القبر أرجوك ذخراً يا بن فاطمة
وأنت حاشاك تنسى خادما عملا
من وحيك الثر صغت اليوم قافيتي
وطالما الفكر قد ناجاك منشغلا
ما فارق الدمع عيني في مصائبكم
أبيت والجفن بالعبرات منسدلا
وأسأل الله ربي من شفاعتكم
حبلا من الفوز يوم الحشر متصلا
وإلى هنا مستمعينا الأكارم، ننهي لقاء اليوم من برنامج (مدائح الأنوار) خصصناه لمديحة (سورة الحمد) الحسينية، وهي من إنشاء الشاعر الولائي المعاصر الأخ عمار جبار خضير من العراق، تقبل الله منكم طيب الإصغاء ولكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، أزكى التحيات وخالص الدعوات، في أمان الله.