بسم الله وله الحمد والثناء حمد صفوته الشاكرين الحامدين في السراء والضراء والعافية والبلاء، المصطفى المختار وآله الأطهار، صلوات الله عليهم، آناء الليل وأطراف النهار.
السلام عليكم، مستمعينا الأطائب ورحمة الله وأهلاً بكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج.
أيها الأكارم، العارف الجليل آية الله السيد روح الله الخميني مفجر النهضة الإسلامية المعاصرة، رضوان الله عليه، إعتبر في مقدمة وصيته السياسية الإلهية الخالدة أن المجالس الحسينية هي أهم دعائم وحدة المسلمين، والسر في ذلك، أيها الإخوة والأخوات، هو أن المظلومية الحسينية هي أعمق من أن يختلف فيها إثنان من المسلمين كما أن بشاعة وإلحاد أعدائه هي أوضح من أن يتوقف بشأنها أحد ذاق طعم الإسلام، فمن يحارب الحسين وشيعة الحسين وشعائر الحسين – عليه السلام – هو ولا ريب، من أعداء الله ورسوله – صلى الله عليه وآله -.
هذه الحقيقة هي محور المديحة الحسينية التي إخترناها لهذا اللقاء وهي من إنشاء الشاعر الولائي المعاصر الأخ الأستاذ عبد الباقي عبود التميمي وهو يعمل مشرفاً تربوياً إختصاصياً في تربية محافظة البصرة العراقية.
يقول الأخ عبد الباقي التميمي في قصيدته الحسينية؛
أبلغ محرم إذ يجيء عتابا
وأهطل بوادي مقلتي سحابا
أنى بكيت فلن تذوب مواجعي
بهوى الحسين المستنير مصابا
لا غرو أني دون ذلك ميت
زدني إلهي دون ذاك عقابا
ماذا أقول وما أنا بمكانة
ترقى الغبار ببابه وترابا
وعجبت كيف الناصبون تمردوا
وتلقطوا في كرهه أسبابا
حب الحسين دم ونبضة خافق
ما سد يوماً للمحبة بابا
لا يستكين العاشقون بغيره
حتى تراهم يملأوون شعابا
أيقنت كل الناس تنطق اسمه
متشوقين تلذذاً ورضابا
صيرورة الدنيا تفتت نفسها
فيه فباتت نيزكا وشهابا
من كان سبطاً للحبيب محمد
وإبناً لأم لا تخيب لبابا
وأب تفرد في بطون بطاحها
أضحى بمنزلة التقى محرابا
وكفى به ليف وسادته ودرـ
عٌ مهره عند الركوع أثابا
لابد أن الله شرع حبهم
فسرى رعافاً في الوريد وطابا
وعجبت كيف الناصبون تنكروا..؟
لأبي الرضيع السالب الألبابا
أو أنهم لم يعرفوه وما دروا
لم يعتلي الرأس الشريف حرابا..؟
قدم المسيح هناك تلثم توبة
والعرب تذبح للحسين رقابا
من لي بذينك أن يراعوا ذمة
فيحطموا الأصنام والأنصابا
من لي بهم أن يرعووا عن غيهم
ويعطروا بدم الحسين خضابا
لله من ورم الصدور وحقدها
فإلى متى نقضي الحياة سبابا
أمدد يداً دعني أصافح راحة
بمودة لا أن نكون ذئابا
إن كان لا إكراه في الدين النقي
فلم التعصب قد أماط نقابا
إني طموح أن أصاهر عالما
فوق البسيطة يسقط الأربابا
الله واحد والنبي محمد
والسابقون تعانقوا أصحابا
ما دام كل الناس روحاً واحداً
ما للعقول توزعت أحزابا
يرضيك أن الدهر أوقع بيننا..؟
فتشعب أوصالنا أحسابا
ما لي وما لك والسنون وقد مضى
نسناسها وتدارست أحقابا
أو ما يليق بأن يكون حسيننا
لكموا حسيناً مخبتاً أوابا
لغتي بكاء للحسين وعبرة
كن أنت لفظاً منصفاً وخطابا
كانت هذه، مستمعينا الأفاضل، مديحة حسينية للشاعر الولائي المعاصر عبد الباقي عبود التميمي البصري، دار محورها هو المجالس الحسينية وتدعيم أسس الوحدة، وقد قرأناها لكم أيها الأطائب في حلقة اليوم من برنامج (مدائح الأنوار) تقبل الله منكم حسن الإصغاء ولكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران أطيب التحيات وخالص الدعوات، دمتم في أمان الله.