البث المباشر

قصيدة حسينية للشاعر الأستاذ مرتضى شراره العاملي

الإثنين 16 ديسمبر 2019 - 07:59 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 530

بسم الله وله الحمد والثناء حمد سادات الشاكرين له في السراء والضراء والعافية والبلاء محمد وآله الأصفياء صلوات الله عليهم أجمعين.
السلام عليكم إخوتنا ورحمة الله.. خطب الحسين – عليه السلام – هو ولا شك الخطب الأعظم من كل خطب عرفه وسيعرفه التأريخ، كما أن حب الحسين – عليه السلام – هو الحب الأشد والأسرع تأثيراً في الفوز بمحبة الله جل جلاله، أليس رسول الله – صلى الله عليه وآله – هو من قال "أحب الله من أحب حسيناً".
ومما يبعث حب الحسين – عليه السلام – في القلوب معرفة أنه صلوات الله عليه، قدم كل التضحيات التي جعلت خطبه أعظم الخطوب لكي يوصل رسالة النجاة المحمدية إلي وإليك – أخي المستمع – لكي لا تقع في ضلالات الأموية السوداء وظلماتها، فأي قلب لا يهفو إلى حب من ضحى لكي ينقذه؟
هذه الحقيقة نتلمسها إخوة الولاء في الأبيات التي إخترناها لهذا اللقاء من قصيدة حسينية للشاعر الولائي المعاصر الأستاذ مرتضى شراره العاملي تابعونا على بركة الله.
قال الأديب اللبناني الولائي؛

إن الخطوب، وإن تعاظم هولها

في جنب خطب في الطفوف قليل

لما النبال تخيرت لنصالها

أن ترشق الإيمان وهو يصول

وكذا السيوف ولم تكن مجبورة

إذ أصبحت وخضابها التهليل

ثم الأسنة بعد طعن للهدى

شرعت بهامات الصلاة تجول

لكن ما جعل العيون سحائباً

للدمع: زينب إذ جرى الترحيل

من بعد أن حرقوا الخيام خساسة

فيها على ضغن الحشا تدليل

وعدوا وراء الطاهرات! كأنهم

ما مر في أسماعهم تنزيل

سلبوا وسبوا واستهانوا، بئسما

طويت عليه من الضلال عقول

آه، وأي الخطب أذكر؟! إنه

في كل خطب فالمصاب مهول!

أدم الرضيع؟ وقد رماه إلى السما

عجباً فلا ترميهم السجيل

أفكان أكرم من حسين وابنه

في قوم صالح ناقة وفصيل؟!

كلا، ولكن حكمة خفيت، فلا

يرقى إليها العقل وهو كليل

أمصاب زينب؟ إذ ترى إخوانها

لا اللحم لحم، لا العظام مثول

وتروح تبحث بين قتلاها، وإذ

كف الكفيل، ولا هناك كفيل

أواه، ما هذا المصاب!! قلوبنا

لحم، وهذا النار والتنكيل!

وأكاد أزعم أنه مذ كربلا

فالغيث دمع والرعود عويل!

وإذا تعن على الخيال رقية

فإذا فصول للأسى وفصول

وإذا التفجع في القلوب كخفقها

وإذا التوجع في الحشا تقتيل

أما بذكر للعليلة فالنهى

لتحار أن الأرض ليس تزول

ولذاك، فالسجاد ظلّ سحابه

للدمع جالت حيث كان يجول

ولو البحار دموعه بل ضعفها

فلصبها ولقال: ذاك قليل!!

تلك الوغى ليست تفارق بالنا

يبقى لها فينا دم وصهيل

تبقى القنا وكأنها بصدورنا

ويظل في أذن الزمان صليل

تبقى دماء السبط تجري ملهماً

في كل يوم من دماه سيول

تحمي الولاية والولاء، وإنها

إرث الرسول، وإنها لرسول

يا ليتني كلّي أياد ترتوي

من لمس قبرك، ليس عنك رحيل

أو أنني كلّي شفاهٌ، شغلها

فوق الضريح اللثم والتقبيل

أو أنني كلي خطىً تسعى، ما

بحياتها إلّا الحسين سبيل

لهفي على نفسي جفوتك سيدي

وعطاء نحرك في الحياة هطول

لكن أحبك ليس من قلب به

بعض الشذى إلّا إليك يميل


رزقنا الله وإياكم أيها الإخوة والأخوات وكذلك رزق الله أخانا الأديب مرتضى شرارة العاملي المزيد من حب الحسين عليه السلام فهو السبيل للفوز بحب الله عزوجل.
اللهم آمين،، وبهذا ننهي أعزاءنا لقاء اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) إستمعتم له مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، تقبل الله أعمالكم وفيس أمان الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة