بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله والحمد نور السموات والأرضين، وأزكى صلواته وأطيب تحياته وأسنى بركاته على مشارق نوره المبين وأبواب رحمته وعطائه للعالمين حبيبنا محمد الأمين وآله الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم إخوتنا المستمعين، طبتم وطابت أوقاتكم بكل خيرٍ وبركة، أهلاً بكم في حلقة اليوم من برنامجكم هذا، نعطر أرواحنا فيه بقراءة بعض أبيات الشعر الصادق في مدح أهل بيت الرحمة المحمدية-صلوات الله عليهم-.
أيها الأطائب، إخترنا لكم في هذا اللقاء طائفةً من أبيات قصيدة ( فدىً يا طوس)، وهي في مدح الإمام الرؤوف شمس الشموس الرضا- عليه السلام، وقد أنشأها الأديب الولائي المعاصرالأخ علي حميد خضيرالسماوي.
وقد قرأنا لكم أيها الأكارم في حلقةٍ سابقة الشطر الأول من هذه المديحة الرضوية ونقرأ لكم اليوم شطرها الثاني وفيه ينتقل هذا الأديب الولائي بلطافةٍ وبلاغة من مدح الإمام الرضا -عليه السلام- الى بيان حقيقة أن التمسك بأيٍ من أعلام أهل البيت لايتحقق إلا بالتمسك بهم جميعاً، كما أن التمسك بالقرآن الكريم لايتحقق إلا بصدق التمسك بهم -صلوات الله عليهم أجمعين-، فالقرآن والعترة هما معاً عروة الله الوثقى المنجية من الضلالة والموصلة الى الفلاح والهداية.
أيها الأعزاء، بإشارة لطيفة الى الحديث القدسي الشريف المعروف بحديث (سلسلة الذهب) الذي رواه مولانا الإمام الرضا-عليه السلام-، يتابع الأديب السماوي مديحته الرضوية وهو يخاطب أنيس النفوس-عليه السلام- قائلاً:
غريب الدارصرت بها أميراً
وظنّ المبلسون بها تعاب
فأحييت النفوس بها لخيرٍ
وصار بفيئك العجب العجاب
دعوت النّاس للتوحيد فيها
فإن وحّدتم أمن العذاب
ولكن شرطها بإمام عدلٍ
وإنّي شرطها ذكر الكتاب
وكنت لشرقها والغرب بابا
غدا الإيمان تتلوه الشّعاب
فطوبى للذين سروا بدربٍ
تقارعه المصائب والصّعاب
وذا عهدٌ من المولى سيبقى
وبالمهديّ ينكشف الحجاب
سيملأ كونها قسطاً وعدلاً
به للحقّ سوف يرى الصّواب
فلا طاغٍ بهذا الكون يبقى
وعند الشّمس يفتضح الضّباب
فيا مولاي قد تعبت نفوسٌ
لهذا الصّبر قد طال الغياب
فكم دارت رحا الإسلام فينا
وكم في دهرنا نبحت كلاب
وكم طاغٍ تربّع في ربانا
فلا صدقٌ يقال ولا صواب
وفلسفة الحياة غدت سكوتاً
فكم راقت لاهليها الثّياب
وأصوات الملوك بها تبارت
وفي بلدانها غاب اللّباب
وذاك الحجّة الكبرى علينا
فما الأقوال إن صبّ العقاب
فما الدّنيا بباقيةٍ لمرءٍ
ولا زادٌ يرى الاّ الثّواب
فسر نهج الهداة ولا تخطّى
بأمواجٍ يحوط بها الضّباب
وأسوتنا رسول الله تبقى
له الحسنى وللدّنيا الخراب
مستمعينا الأفاضل، ويختتم الأديب الولائي المعاصر الأخ علي حميد خضير السماوي مديحته للإمام الرضا -عليه السلام- بأبيات يناجي فيها ربه الجليل تبارك وتعالى طالباً منه عفوه ورضاه متوسلاً إليه بحب أهل بيت رحمته -عليهم السلام-، ومتقرباً إليه بالتمسك بعرى الثقلين القرآن الكريم كتاب الله الصامت وعترة نبيه وهم قرآنه الناطق، قال:
وبالراضي الرضا سنصون عهداً
وكبرى الحجتين هو الكتاب
إلهي إن عفوت فأنت أهلٌ
إذا غاب الأحبّة والصّحاب
تجرأنا بجهلٍ يا إلهي
وأمهلت الأنام ولا عقاب
فكم طالت بنا الآمال سوءاً
وكم مرّت وعفوك يستطاب
وقفنا دون بابك إذ ندمنا
وأيقنّا بحبٍّ لا يراب
إذ الأهوال قد شخصت بعينٍ
وللدّنيا من الآفات باب
فنسألك العواقب يا إلهي
لحسنى إنّها أملٌ مهاب
ورضواناً وذلك لا يضاهى
وكم نسمو إذا طاب المآب
فيا ربّاه قد جئناك سعياً
بآل المصطفى وهم الصّواب
فإن نعتب فذاك عتاب جهلٍ
وإن ترضى فذاك هو المتاب
والى هنا ننهي أيها الإخوة والأخوات لقاء اليوم من برنامجكم(مدائح الأنوار) إستمعتم له مشكورين، من إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران، تقبل الله منكم حسن الإصغاء، ودمتم في رعايته سالمين.