بسم الله وله الحمد والمجد نور الأنوار، وأزكى صلواته وتحياته آناء الليل وأطراف النهار على سادة الأبرار وأسوة الأخيار، حبيبه المصطفى المختار وآله الأطهار.
سلام من الله عليكم أيها الإخوة والأخوات ورحمة منه وبركات، أهلاً بكم في لقاء من هذا البرنامج نخصصه لمديحتين لتاسع أئمة العترة المحمدية بحر الجود والعطاء مولانا الإمام محمد التقي الجواد -عليه السلام-.
المديحة الأولى نختارها من شعر شاعر الحماسة المعاصر لإمامنا الجواد _عليه السلام_ وهو الشاعر الشهير أبو تمام حبيب بن أوس الطائي المتوفى سنة ۲۳۰ للهجرة، وهي أبياتٌ من قصيدة لم تنتشر ضمن ديوانه المطبوع، عثر عليها الشيخ حسين بن علي آل سليمان البحراني- فنشرها جزاه الله خيراً في كتابه( رياض المدح والرثاء).
أما المديحة الثانية فقد نشرتها عدة من المواقع الإسلامية على شبكة الإنترنت لأحد أدباء الولاء المعاصرين هو السيد طاهر، تابعونا مشكورين.
نبدأ- أيها الأفاضل- بالأبيات التالية لإبي تمام الطائي _رحمه الله_ حيث يقول في قصيدته المشار إليها:
ربي الله والامين نبيي
صفوة الله والوصي إمامي
ثم سبطا محمدٍ تالياه
وعلي وباقر العلم حامي
والتقي الزكي جعفر الطيب
مأوى المعترّ والمعتام
ثم موسى ثم الرضا علم الفصل
الذي طال سائر الأنام
والمصفّى محمد بن عليٍ
والمعرى من كل سوءٍ وذام
ثم قال ابو تمام- رحمه الله- في مديح الامام محمد بن علي الجواد-عليه السلام-:
أبرزت منه رأفة الله بالناس
لترك الظلام بدر التمام
فرع صدقٍ نمى الى الرتبة
العليا وفرع النبي لا شك نامي
فهو ماضٍ على البديهة بالفصل
من رأي هبرزيّ همام
عالم بالأمورغارت فلم
تنجم وهذا يكون بالإنجلام
بالأمورالتي تبيت تقاسيها
على حين سكرة النوّام
هؤلاء الأولى أقام بهم
حجته ذو الجلال والاكرام
عصبةٌ لست منكراً أنني
يفنى قعودي بحبهم وقيامي
مستمعينا الأفاضل، ومن عصرالإمام الجواد ومديحة الشاعر الشهير أبي تمام الطائي له –رحمه الله- ننقلكم الى مديحة أحد أدباء الولاء المعاصرين هو السيد طاهر التي يقول فيها متشوقاً لتاسع ألائمة المعصومين-عليهم السلام-:
يا صاح غن فإن البعد أضنانا
واضرم فؤادك بالآهات نيرانا
فربما يبصر النيران ذو دنفٍ
فيطرق الحيّ للشكوى فيغشانا
عشاق ترتجف الأشعار في دمنا
تخالنا في سواد الليل رهبانا
ما العشق إلا ارتقاء الروح مرتبةً
تسمو فيغدو سليل الطين إنسانا
يا صاح حسبي بعشق الآل مفخرةً
ما فارق العشق قلبي منذ أن كانا
يشدني نحوهم شوقٌ ويدفعني
إلى الجواد فؤادٌ بات ظمآنا
جد يا جواد فأنت الفيض ما برحت
كفّاك تغدق فوق الكل إحسانا
جرّدت روحي وكان الشعر راحلتي
ورحت أعزف في الآفاق ألحانا
فلوّحت لي قباب المجد باذخةً
ربّان أبصر خلف الموج شطآنا
فطافت الروح سبعاً حولها وجثت
وامّلت من عظيم الشأن إيذانا
وعفّرت خدّها في تربة عبقت
بالمسك تنشقها روحاً وريحانا
ورحت أسترجع التاريخ في مرحٍ
وأنبش الدهر في ذكراه هيمانا
إمامة الخلق نيطت بابن عاشرةٍ
فقام يبني لدين الله أركانا
قد غرّ قومك صغر السنّ فاندفعوا
يجادلوك فأضحى القوم صبيانا
يا منهل العلم قد أشبعتهم حكماً
فعاد قولهم زوراً وبهتانا
من شكّ فيكم كان الخزي مرجعه
ويخذل الله أهل السوء خذلانا
مولاي يا بن الرضا ما حكم لو سكرت
روحي وقلبي فأضحى الكلّ سكرانا
هل تحرق النار قلباً فيه قد سكنت
محبةٌ هي فوق العقل سلطانا
أم تلمس النارعقلاً منه قد عصرت
صهباء عشقٍ تروي الشعر أشجانا
هذي قلوب محبيكم قد احترقت
شوقاً وما الشوق إلا ذكر ما كانا
مددت كفّ الرجا يا سيدي طمعاً
بالجود فاملأ كفوف القوم إحسانا
يا ربّ ثبّت على عهد الولا مهجا
أضحت بفضل جواد الآل إخوانا
وبهذا الإخوة الكرام ننهي بتوفيق الله حلقة أخرى من برنامجكم(مدائح الأنوار) خصصناها لمديحتين في مولانا بحر الجود المحمدي الإمام محمد التقي الجواد -عليه السلام- الأولى لمعاصره الشاعر الشهير أبي تمام الطائي والثانية لأحد أدباء الولاء المعاصرين نشر مديحته الجوادية باسم(السيد الطاهر).
من إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران نجدد لكم خالص الدعوات والتحيات، ودمتم في أمان الله.