بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على أنوار هداية الله وكنوز رحمة الله ومعادن حكمة الله رسول الله محمد وآله صفوة الله.
السلام عليكم مستمعينا الأكارم ورحمة الله.. ما اخترناه لكم من مدائح الأنوار في هذا اللقاء، هي قصيدة في مدح مولانا ابن الرضا الإمام التقي محمد الجواد – صلوات الله عليه.
وهو من إنشاء الأديب العالم المعاصر الشيخ محمد حسين ابن الشيخ علي الصغير، منشورة في ديوانه الموسوم ( بديوان أهل البيت عليهم السلام ).
عنوان القصيدة هو (على باب الجواد أنخت ركبي).. وفيها يشير الأديب إلى تجربة وجدانية بلغه الله فيها ما أمله ببركة التوسل إليه بتاسع أئمة العترة المحمدية عليهم السلام.
قال الشيخ محمد حسين الصغير مخاطبا مولاه ومولانا الجواد – صلوات الله عليه – مسجلا بعض مناقبه بقوله:
سموت وأنت سر في اعتقادي
بمنزلة الشغاف من الفؤاد
و رمز للأصابة و التسامي
و فيض للإحاطة و السداد
وكنز من كنوز العلم أضفي
على الآفاق باب الإجتهاد
و ركب من فتوة هاشمي
حثيث الخطو، صلب الإنقياد
ركينا... لم تزلزله الرزايا
و قد لاقى صنوف الإضطهاد
وتعركه الصروف فيحتويها
حديد الطرف، ممتنع الرقاد
يدير الحق في عزو و حزم
ويمضي الأمر في أي اعتداد
لقد نفست بك الدنيا فريدا
فحزت المجد فيها بانفآراد
تعج بك المآثر و المعالي
و تفتخر الحواضر و البوادي
رأى التاريخ فيك عميد قوم
رفيع الشأن منتصب العماد
فقلدك الخلود.. و كنت فذا
بعيد الغور، رحب الإمتداد
تجلى نورك الألق انقيادا
فغطى كل نور و اتقاد
فأنت لكل وكروة فتاها
و أنت الصوت فيها والمنادي
سليل محمد، و جنى علي
و صنو طريف مجد و التلاد
فما ( سقراط ) إلا مستمد
لحكمتك المنوطة بالرشاد
و(رسطاليس) قد قصرت يداه
و(أفلاطون) دونك في العداد
وكل فضيلة رسمت.. تنادي
بفضلك و الشمائل و الأيادي
أراد الله رفعك سرمديا
فأنى تستطيل يد العباد
و أنى يستعيد الشعر معنى
و أنت بكل معنى مستعاد
إذا الأحباب قد منعوا مقالا
فقد نشرت فضائلك الأعادي
وإن حبس اللسان القول عيا
فمجدك ناطق في كل نادي
وإن عصفت بمغناك الرزايا
فذكرك سائر بين البلاد
تؤم ضريحك الأرج المندي
وفود الله من حضر و بادي
فيعمر بالصلاة و بالتناجي
و يزهر بالدعاء و بالسهاد
كأن المسك ضمخ جانبيه
بأشذاء الروائح و الغوادي
يباكره الندى غضا نديا
ويسقي روضه صوب العهاد
ويتابع الأديب الشيخ محمد حسين الصغير مديحته الجوادية وهو يخاطب تاسع أئمة العترة المحمدية – عليهم السلام – قائلا:
أبا الهادي سلام الله يسري
على تاريخك النضر المعاد
وعمر بالصلاح قضى شبابا
ذخيرته المزيد من الجهاد
كأن الخمسة العشرين عاما
حياة معمر صلب القياد
كشفت بها عن الأمد المجلي
و طلت بها الجياد من الطراد
سديد الرأي.. لم تهدأ عصوفا
يحيل رؤى الطغاة إلى رماد
ويعتصر النضال يجف عودا
ليوريه بأي شبا زناد
و يدفع بالضمير و قد تهاوى
إلى لقيا مراح مستراد
إلى كنف الرجولة و المعالي
و أروقة المروءة و النجاد
فكان النبل مندفعا سيولا
وكان الفضل يزحر بازدياد
و سار العلم في ركب وقور
صليب العود، مخضر المداد
فللتاريخ ما أبقى جهاد
و للأجيال أصداء الجلاد
لقد ضمدت جراح الدين فيه
وهل تؤسى الجروح بلا ضماد
فأنت العروة الوثقى بحق
وحصن الله في الكرب الشداد
وباب للحوائج... جئت أسعى
إليه، فطاب لي نيل المراد
وسرت على خطاه بلا انحراف
وصرت على هداه بلا ارتداد
على باب (الجواد) أنخت ركبي
فكان الفتح في باب الجواد
و لا عجب فقد قالوا قديما:
(وفدت على الكريم بغير زاد)
كانت هذه – أيها الإخوة والأخوات – قصيدة في مدح باب المراد والعطاء مولانا الإمام محمد التقي الجواد – سلام الله عليه – من إنشاء الأيب المعاصر الشيخ محمد حسين الصغير، وقد قرأناها لكم ضمن لقاء اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) نجدد لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران خالص التحيات مقرونة بأسمى الدعوات ودمتم في أمان الله.