بسم الله وله الحمد والمجد نور الأنوار، وأزكى صلواته على قادة الأخيار وأسوة الأبرار محمد وآله الأطهار.
السلام عليكم مستمعينا الأفاضل ورحمة الله وبركاته.. معكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج نقرأ لكم فيه قصيدة غراء في مدح السبط الأكبر ثاني أئمة العترة المحمدية ورابع أصحاب الكساء الحسن المجتبى (عليه السلام).
أيها الأعزاء.. للإمام الحسن الزكي (عليه السلام) دور أساسي في تثبيت دعائم ركن البرائة من أعداء الله عزوجل، وهذا ما قام به من خلال صلحه مع معاوية، فبه عرف الأمة بهوية الذين يجب أن نتبرأ منهم، أي بالمنافقين المعادين لله ورسوله وأوليائه والساعين لإستعباد الأمة والإستئثار ببركاتها بنزعات جاهلية طاغوتية، فبعد صلحه صرح معاوية في خطبته الشهير بأنه لم يقاتل أهل الكوفة لكي يصلوا أو يصوموا فهو يعلم أنهم يقومون بذلك، بل قاتلهم لكي يتسلط عليهم وأعلن في هذه الخطبة عدم الإلتزام بشروطه التي إشترطها على نفسه في صلحه مع سبط رسول الله (صلى الله عليه وآله).
هذا المعنى نلمحه في قصيدة هذا اللقاء وهي من إنشاء العالم الأديب الشيخ محمد علي اليعقوبي من أعلام الخطابة الحسينية في النجف الأشرف في القرن الماضي، تابعونا على بركة الله.
قال الشيخ اليعقوبي في مديحته الحسنية؛
مضت بغياهب الغسق الدجى
أشعة مطلع الحسن الزكي
تفرع من أصول زاكيات
أتت في ذلك الثمر الجني
هو اللطف الذي غمر البرايا
(وكم لله من لطف خفي!)
هو النور الذي قد شع قدماً
بساق العرش مع نور النبي
فيا لك فرحة يهدي التهاني
بها الداني إلى النائي القصي
لقد خصت رسول الله بشراً
وعمت في البسيطة كل حي
به الأملاك قد هبطت تزف الـ
بشائر بالغداء وبالعشي
سرى روح الجنان بها عبيراً
فعطر نفخة الزهر الندي
فطيبة والأباطح بابتهاج
لميلاد السري الأبطحي
بسبط هدى به تهدى البرايا
إذا ضلت عن النهج السوي
ومقتعد لحجر أحمدي
ومرتضع لدر فاطمي
مستمعينا.. وبعد هذه الإشارات اللطيفة لبركات مولد الإمام المجتبى (عليه السلام) وتجليات لطف بعباده بواسطته، ينتقل الأديب العالم الشيخ محمد علي اليعقوبي الى قضية الصلح الحسني وما تحمله الإمام من صعاب لكشف المنافقين وحقن دماء المؤمنين، قال رضوان الله عليه؛
بنفسي أول القمرين أوفى
بغرته على القمر المضي
فما قمر السما مهما تجلى
بأبهى من محياه البهي
سما قدراً فليس الفكر منا
يحيط بقدره السامي العلي
وليس عليه هون وانتقاص
بتسليم الحكومة للدعي
رأى حقن الدماء عليه فرضاً
وتلك سجية البر الوفي
وكيف يصول في جيش خؤون
به لعبت يد الطمع الدني؟!
تجرع من أعاديه خطوباً
سقته الهم بالكأس الروي
وعبء الضيم أثقل كل عبء
ينوء بكاهل الحرب الأبي
أعد لكريم أهل البيت ذكراً
ودع ذكر بان شيبان وطي
يفيض على العفاة ندى يديه
فقل بالبحر والسيل الأتي
ندىً يحيا به ميت الأماني
وتروى غلة القلب الصدي
وأبيض واضح الحسبين طالت
أولي الأحساب فيه بنو لوي
إذا افتخرت بعلياها قريش
بعهد هدى وعصر جاهلي
فإن الله شرفه عليها
بسؤدد التليد الهاشمي
حوى شرف النبي الطهر إرثاً
وحاز على الإمامة من علي
رحم الله الأديب العالم الشيخ محمد علي اليعقوبي وجزاه خير الجزاء على مديحته الغراء في رابع أهل الكساء مولانا المجتبى (صلوات الله عليه) قرأناها لكم أيها الأعزاء في لقاء اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار)، تقبل الله منكم حسن الإصغاء ودمتم في رعايته سالمين.