بسم الله وله خالص الحمد والثناء إذ رزقنا التقرب إليه بوسيلته الكبرى للعالمين محمد وآله الطاهرين صلوات الله وتحياته وبركاته عليهم أجمعين.
السلام عليكم إخوتنا المستمعين ورحمة الله وبركاته، تحية طيبة مباركة نهديها لكم في مطلع لقاء اليوم من هذا البرنامج، نعيش فيه رحاب شمسي بغداد الساطعتين، مولانا الإمام باب الحوائج موسى الكاظم وحفيده الإمام الجواد التقي (عليهما السلام).
نقرأ لكم مقطوعات لثلاثة من أدباء الولاء العلماء، فيها لطيف التعبير عن مشاعر المودة القدسية لأهل بيت النبوة (عليهم السلام) وبركاتها وآثارها واضحة وكذلك بركات التوسل بالجوادين (عليهما السلام) الى الله عزوجل من خلال تجارب وجدانية.
وأولى هذه المقطوعات للأديبالحسيني المبدع شاعر ديوان (سحر بابل وسجع البلابل) السيد جعفر الحلي المتوفى سنة ۱۳۱٥ للهجرة، والثانية لمعاصره الشيخ جعفر الشرقي، أما الأخيرة فهي للأديب المعاصر الدكتور الشيخ محمد حسين الصغير... كونوا معنا.
نبدأ بأبيات السيد جعفر الحلي حيث يخاطب (رضوان الله عليه) مولاه ومولانا باب الحوائج موسى الكاظم (عليه السلام) قائلاً:
لك يا ابن جعفر تشخص الآماق
ويردها من خوفك الإطراق
أدعو وملء جوانحي أشواق
يا من بغرة وجهه الإشراق
زهرت بنور جمالك الآفاق
لابد من عاداك يقرع سنه
ندماً ويبصر كذب ما قد ظنه
قسماً بحبك والذي قد سنه
لم أخش من نار الجحيم لأنه
من نار حبك في الحشا إحراق
يا من زكى أصلاً وطاب نباته
وحكت هبات المعصرات هباته
هذا مقامك قد سمت هضباته
فاق الأماكن كلها عتباته
فلثمنها الأفواه والأحداق
كانت هذه مستمعينا الأطائب أبيات الشاعر المبدع السيد جعفر الحلي في مدح باب الحوائج الإمام موسى الكاظم (سلام الله عليه) ومنها ننقلكم إلى مقطوعة لمعاصره وسميه الشيخ جعفر الشرقي رحمه الله، وهي مقطوعة قصيرة جداً لكنها تحمل مضموناً كبيراً يحكي تجربة الشاعر في التجائه الى الإمامين الجوادين وتوسله بهما (عليهما السلام) الى الله، لنيل الشفاء من مرض عضال وفوزه سريعاً بذلك، قال (رضوان الله عليه)؛
لما وفدت على الجواد وجده
في حالة تشجى لها أعدائي
حيث السقام جرى بجسمي سابق
منه ودب الموت في أعضائي
فغرست في روض الثنا دوح الرجا
وجنيت حين غرست ورد شفائي
أيها الأخوة والإخوة، وأخيراً مع ابيات توسلية أخرى بالجواد وجده الكاظم لنيل الشفاء أيضاً من الله ببركتهما (عليهما السلام) وهي من إنشاء الأديب المعاصر الشيخ الدكتور محمد حسين الصغير، يقول فيها؛
فتى الرضا لا حرمنا منك مكتسباً
وأنت في الله ما أعطى وما وهبا
زوروا الجواد وأموا قدس ساحته
فكل فخر إلى أمجاده إنتسبا
شبيه يحيى وعيسى في إمامته
من يقرأ الذكر يقرأ آيه عجبا
ويا نزيلاً على بغداد محتضناً
في الكاظمية جداً خاشعاً رهبا
موسى بن جعفر من جلت مواقفه
ومن تحدى من الطغيان مؤتشبا
شربت حبكم طفلاً وخامرني
فتىً وذا الشيب في رأسي قد التهبا
فأنتم الآية العظمى التي نطقت
بالمعجزات وكل الكائنات هبا
الواقفون على الأعراف تكرمة
والحاملون لواء الحمد منتصبا
غداً شفاعتكم تجرى ورحمتكم
تجري لتنقذ هذا المذنب الثربا
واليوم يأمل أن يشفى على يدكم
ومن أتى البحر حاز اللؤلؤ الرطبا
وبهذه الأبيات الجزلة للأديب المعاصر الشيخ محمد حسين الصغير ننهي مستمعينا الأفاضل لقاء اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) إستمعتم له مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، تقبل الله أعمالكم ودمتم بكل خير.