بسم الله وله الحمد والمجد نور السماوات والأرضين وأزكى صلواته وتحياته وبركاته على أبواب رحمته للعالمين محمد وآله الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم أيها الأطائب ورحمة الله.. معكم في لقاء آخر مع مدائح أهل بيت الرحمة المحمدية – عليهم السلام- ننور قلوبنا فيها بقراءة شطر من مديحة رضوية للأديب الولائي الدكتور الشيخ محمد الصغير ضمنها ديوانه المطبوع وعنوانها هو (نفحات الإمام الرضا عليه السلام).
وهذه المديحة أنشأها الأديب خلال زيارته للحرم الرضوي المبارك وفيها إشارات لطيفة إلى الآداب المعنوية لزيارة مشاهد أهل البيت (عليهم السلام) أهمها ترسيخ قيم المحبة والموالاة والإتباع لهم ابتغاء لمرضاة الله عزوجل والتوسل إليه بهم (عليهم السلام)؛ تابعونا مشكورين.
في جانب من قصيدته يتناول الأديب الولائي الشيخ محمد حسين الصغير قضية تولي الإمام الرضا –عليه السلام- ولاية عهد الطاغية العباسي الملقب بالمأمون، قائلاً؛
(أبا الجواد) أبى مجد خلقت له
أن تستكين على التضليل توطينا
(ولاية العهد) لم يخدعك زبرجها
وأمرها كان بالتهديد مقرونا
أبوك قد قارع الطاغوت (هارونا)
وأنت قاومت من أسموه (مأمونا)
ولم يكن بأمين حين تخبره
خان المواثيق والأعراف والدينا
أراد تهدئة الأوضاع ملتجئاً
إليك.. لا صاعداً بالحق مرهونا
ثارت عليه (بنو الزهراء) واختلفت
إليه أخبارهم روحاً ومضمونا
في (الشرق) ثورة إعصارويتبعها
في (الغرب) أصداء من هبوا ميامينا
تدافعت حوله الآفاق.. وانفجرت
طوراً عصوفاً.. وأحياناً براكينا
و(يثرب) تتلظى في أشواسها
و(الشام) تقذف يحموماً وغسلينا
ساق (الولاية) رهواً في سكينتها
كالماء يطفئ بالنضح الكوانينا
وأضمر الغدر.. والأجيال شاهدة
ذاك التآمر.. أو تلك الأفانينا
هيهات.. ما روعيت للدين حرمته
ولا (الرضا) صين إعزازاً وتمكينا
بل قد سقاه الردى سماً.. وغادره
كالنجم.. يهوي فتبكيه ذرارينا
مستمعينا الأطائب، إن مشاهد أهل بيت النبوة المحمدية (عليهم السلام) هي من بيت نورالله التي أذن عزوجل أن ترفع لكي يكون محال ذكره وتمجيده ودعائه واستلهام الدين الحق الذي ارتضاه لعباده، فأصحاب هذه المشاهد هم (عليهم السلام) الذين جسدوا قيم الدين الإلهي بأنقى وأسمى صوره، هذا المعنى الجميل نتسلمه في المقطع التالي من هذه المديحة الرضوية وفيها يصور الشيخ محمد حسين الصغير بعض مظاهر رفعة المشهد الرضوي المبارك، قال؛
وطفت في قبرك المعمور.. فانبعثت
تلك النسائم بالألطاف تذكينا
وحام من حوله الإشعاع.. وانسحبت
تلك القناديل في أعطافها لينا
ونضدت من صنوف الفن مائجة
من الأعاجيب تصميما وتكوينا
تبارك الصنع تطريزاً وهندسة
فعاد لوحة فن في مرائينا
قامت على جدث بالقدس مؤتزر
يطاول الناطحات الشم تحصينا
لا ترتقي الشمس إلا دون غرته
وللسموات أرض قد هوت دونا
الوحي والقبس القدسي منطلق
والنجم صافح من مثواه عرنينا
تأبى الحضارة إلا أن يشرفنا
من الضريح نضار راح يزهونا
بحضرة شمخت في ظل تربته
تضمخ الأفق ريحانا ونسرينا
تهدي إلى الحق من دانوا، ومن جحدوا
وتبعث الناس في حج ملبينا
ويا إمام الهدى بوركت منتجعاً
خصباً.. وقدست لمحاً في مآقينا
قصدت سدتك الغراء.. فانبجست
سحائب الخير تسقينا وتروينا
أنزلت حاجاتي القصوى بساحته
فحققت عنده أقصى أمانينا
أرجوا النجاة غداً من سوء منقلبي
ولن يخيب الذي يأتي الأساطينا
آباؤك الصيد في (الأعراف) قد وقفوا
درعاً حصيناً لأشتات المحبينا
هم هم العروة الوثقى.. ومن مسكت
بها يداه.. فلن يخشى الشياطينا
و(باب حطة) غفراناً.. وحبهم
في الحشر.. يثقل هاتيك الموازينا
كانت هذه أيها الأكارم بعض مقاطع مديحة رضوية أنشأها الأديب الولائي المعاصر الشيخ محمد حسين الصغير قرأناها لكم ضمن لقاء اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) إستمعتم له مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، تقبل الله أعمالكم ودمتم في رعايته سالمين.