بسم الله نور الأنوار وله الحمد اللطيف الغفار وأزكى صلواته على حبيبه الهادي المختار وآله الأطهار .
السلام عليكم إخوة الإيمان والولاء .. طابت أوقاتكم بكل ما يحبه الله لكم ويرضاه معكم في لقاء اليوم مع مدائح الأنوار الإلهية ، نخصصه لقصيدتين معاصرتين في مدح سيد الحكماء كريم آل المصطفى – صلى الله عليه وآله – وبهجة قلب الزهراء شبل المرتضى مولانا الإمام الحسن المجتبى – صلوات الله عليه – .
وقد ورد في الروايات الشريفة أن الله تبارك وتعالى اشتق اسم ( الحسن ) من اسمه عزوجل ( المحسن ) وفي ذلك إشارة إلى أن مشيئته تبارك وتعالى قد اختارت وارث السؤدد والهيبة من جده الحبيب المصطفى لكي يكون ينبوعا لإيصال أسنى المواهب والألطاف الإلهية لخلق الله عزوجل .
ومن هذا المنطلق جاءت قصيدتا هذه الحلقة من برنامج مدائح الأنوار وقوامهما التوسل إلى الله بنبع مواهبه السنية . وهما من إنشاء الأديب المعاصر سماحة الشيخ أسعد حيران أسعد اللامي أوردهما في ديوانه تراتيل في محضر الشمس وقد خصصه كاملا لمدح أهل بيت النبوة – عليهم السلام – .
يشير سماحة الشيخ أسعد اللامي في مطلع قصيدة عنوانها (الطود الشامخ) إلى بهجة كل الخلائق – وليس البشر فحسب – ببركات كريم أهل البيت – عليهم السلام – قائلا :
أفق ضاحك علاه السرور
في صباح تأنقته الدهور
ونسيم يهز أغرشه الطير
ليشدو بعض وبعض يطير
صوب كبد السماء يرسم حرفا
لابتسام قد لونته العطور
يرسم العشق في السما ثم يغدو
و جناحاه أثقلتها الزهور
والغضون الميساء تحكي حكايا
عن غد مشرف حكته البدور
أسأل الكون عن خفايا سرور
عم هذي الدنا فنعم السرور
ثم أمضى أسائل الروح همسا
عن سروري فيستفيق الشعور
مال قلبي الولهان يخفق حبا
كلما قد علا السماء النور
فيجيب الوجود جاء ابن طه
قري عينا يا أمه .. يا أمير
ولد السبط وابن خير البرايا
ولد المجتبى والسراج المنير
ولد النور يا برايا فصلوا
كبروا ، اليوم يزهر التكبير
يا إمامي ويا سرور فؤادي
يا ضيائي ويا كيانا يدور
في ضميري وفي خبايا وجودي
رمت مدحا فخانني التعبير
رمت مولاي أن أبث شعوري
وودادي و ما يكن الضمير
فإذا بالزكي طود عظيم
فامسكي يا يراعتي ، هو طور
سيدي المجتبى ، أبا السبط طه
لي قلب بحبكم يستجير
من لظى يوم حسرة و اكتئاب
يوم عسر و شره مستطير
يا إمامي و عندي بعض أماني
لي وصحبي وبعض صحبي الحضور
فاقض حاجاتنا يا سبط طاها
يا شفيعا بنوره نستنير
أيها الإخوة والأخوات والمديحة الحسينية الثانية لسماحة الشيخ أسعد اللامي هي التي أنشأها في مولد الإمام المجتبى – عليه السلام – وقال فيها :
سقيا لأيام الصبا المعهود
لوهاد قدس زخرفت بورود
و لمرتع خضل تلونا فوقه
أنشودة تحكي صدى التغريد
ولسلسبيل فجرت أنهاره
حتى جرى في الصخرة الجلمود
كنا ندامى تحت أفياء الهوى
والسعف يطربنا بأحلى عود
تحنوا علينا نخلة بصرية
لتزيل عنا سكرة التسهيد
والشعر يفصح عن تراتيل الهوي
عن آهة أو أنة لعميد
حتى لتسكرنا النسائم والندى
والشط يسكره دلال الغيد
كنانعيش العشق أعذب كذبة
حتى لقد تبنا إلى المعبود
ولقد صبئنا عن ديانات الهوى
ولقد كفرنا بابنة العنقود
ولقد هجرنا في الديار أحبة
وربيع عمر طارف وتليد
من أجل أطهر ملة وعشيرة
طاها وآل البيت أهل الجود
إني فراتي الهوى و نشيدي
حبي لطاها صفوة المعبود
ترتيلي الحيرى و مطلع دفتري
حب الوصي المرتضى المحسود
من لوعة الزهراء أقطف لوعتي
وودادها يسري بكل وجودي
وملئت حبا للزكي المجتبي
وحسين طاها قبلتي ونشيدي
أولاء سادات الورى و بحبهم
ترياق كل مسهد منكود
من حزنهم حزني وموسم عيدهم
هو موسمي،هو مولدي،هو عيدي
لا سيما عيد الزكي المجتبي
نجل الوصي المرتضى الصنديد
سبط النبي المصطفى رمز العلي
من نوره من نور عرش مجيد
يا سيد الحسن الزكي المجتبى
مني سلام مشفع بعهود
من عاشق وله يعالج شوقه
بالآه والحسرات والتسهيد
إنا عشقناكم و نرجو فيكم
منجى لنا يوم اللقا الموعود
مولاي يابن المرتضى يا ذخرنا
و ملاذنا يا موسما للجود
كانت هذه مستمعينا الأفاضل مديحة حسينية من إنشاء الأديب المعاصر سماحة الشيخ أسعد اللامي وبهذا ينتهي لقاء اليوم من برنامجكم ( مدائح الأنوار ) استمتم له مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران .
تقبل الله أعمالكم ودمتم بألف وألف خير .