بسم الله وله الحمد والثناء اذ رزقنا روح الولاء لصفوته النجباء سيد الانبياء وآله الاوصياء صلوات الله وتحياته عليهم اجمعين.
السلام عليكم اخوتنا المستمعين وأهلاً بكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج ..
أيها الاعزة من ديوان عميد خطباء المنبر الحسيني المرحوم الدكتور الشيخ أحمد الوائلي نقرأ لكم في هذا اللقاء أبياتاً مختارة من قصيدةٍ أنشأها رضوان الله عليه بمناسبة مولد سيد الشهداء ومنار الاباء الامام أبي عبد الله الحسين _عليه السلام_ سنة ۱۹٥۹ ميلادية وقد تميزت القصيدة بجميل استلهام قيم النهضة الالهية من الملحمة الحسينية الخالدة… تابعونا على بركة الله.
افتتح المرحوم الوائلي قصيدته بخطاب رقيق لمولانا الحسين _عليه السلام_ يقول فيه:
لم لايلذ على الحاني السمر
وأنت لي في نشيد حالم وتر
غنيت باسمك فأهتز الوجود الى
دنيا يمتع فيها السمع والبصر
الى فتى ليس مجد الواهبين سوى
قدر ضئيل الى جدواه يفتقر
الى البطولة يستشرى بها وهج
وعي الشعوب اذا استشرى بها الخور
الى الصلابة من أجل الحياة ترى
حرب المقادير أو يستسلم القدر
الى وريف من الافياء رف على
الضاحين حيث هجير البغي يستعر
الى الحسين وهل غير الحسين إذا
ما التاث فكر وضاع الورد والصدر
أمنت أنك حقل ما تمنع اذ
يستاف عطر وإذ يستقطف الثمر
يممت يومك أستجلي روائعه
فأشبعت ناظري موارة صور
ما رمت رائعة الاوجدت به
كأن كل سمو فيه منحصر
هو المدى ميز الشوط البعيد به
أعنة الركب من جدوا ومن قصروا
لو شئت قلت، وما زهو الفتوح سوى
دنياك، انك دنيا ملؤها ظفر
أنبئك أن دما أهرقت ألوية
شم اذا ما استحر الخطب تنتشر
ولوعة في رضيع أثكلوك به
وجبهة وسموا أو خنصرا بتروا
قذائف قد أدالت من عروشهم
ورحت وحدك في الميدان تنتصر
فارو الخلود فما كان الخلود سوى
وثيقة وقعتها باسمك العصر
مستمعينا الافاضل، وفي مقاطع أخرى من قصيدته هذه يتحدث المرحوم الشيخ أحمد الوائلي عن واقع الامة الاسلامية في ظل تجاذبات النفعيين بمختلف اتجاهاتهم وبعضهم يتستر باسم الدين لكنه يسعى الى استنزاف المسلمين لصالح أعدائهم قال _رضوان الله عليه_ محذراً منهم:
مولاي عاد الى السمار مجلسهم
وعاد يبعث فينا اللذة الخدر
لكنني، وبقايا الكأس مابرحت
تغري النشاوى أرى أن يؤخذ الحذر
فان ذبذبة الانواء مابرحت
والبوق للنفخ ماينفك ينتظر
وشيمة النفر المسعور تخبرنا
بأنهم يهلكون الحرث لو قدروا
فأججوا الدم عزما في ترائبنا
باسم الحسين ليوم الهول يدخر
ياأيها النشا يا نبعا تبرعم من
أكبادنا وربيعا نبته عطر
إنا نراك الغد المرجو نطلعه
صبحا اذا ما ظلام الخطب يعتكر
لاتخدعن بأحلام مزوقة
أكذوبة ليس في أخلافها درر
في كل يوم تلاقي من سرابهم
خوادعا فلماذا ليس تعتبر
صبوك في الف شكل من قوالبهم
حتى كأنك للتزييف مختبر
وأشرعوك سلاحا لاتجذبه
الا يداك وجسرا فوقه عبروا
كم واعدوك وحادي العيس طال به
حدو وليس لما يحدو به أثر
يا نشئعد للحمى الاسمى فأرضك من
خصب زهت وسماك الثر ينهمر
متى افتقرنا وقد اغنى موائدنا
محمد واهتدى من وحينا البشر
وختم عميد المنبر الحسيني قصيدته بخطاب لمنار الاباء ابي عبد الله الحسين _عليه السلام_ يقول فيه:
سقيت ذكراك والصهباء قافية
هذي الحشود فما ذنبي اذا سكروا
وطالعتهم وما أسمى الجلال بها
رؤاك في جنبات الحفل تنتشر
هنا يلألئ يا لنجم منتصبا
من الشموخ جبين شجه الحجر
وها هنا قدم سارت وما عثرت
في حين عاف السرى بالدرب من عثروا
وهاهنا وعليه النبل أوسمة
صدر يحلي العوالي منه مشتجر
وهاهنا اشرعت مخضوبة بدم
كفاك تلطم خدا كله صعر
وهاهنا وهنا من جانحيك مشت
روح توثب كالبركان ينفجر
منها نسجت فلم لايزدهي نغمي
وأنت لي في نشيد حالم وتر
كانت مستمعينا الافاضل طائفة من أبيات احدى القصائد التي أنشأها عميد المنبر الحسيني الدكتور الشيخ أحمد الوائلي _رضوان الله عليه_ بمناسبة مولد الامام الحسين _عليه السلام_ قرأناها لكم في حلقة اليوم من برنامجكم(مدائح الانوار) استمعتم له مشكورين من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران… تقبل الله منكم جميل الاصغاء ودمتم في رعايته سالمين.