بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله وله الحمد والمجد منير القلوب بمودة ومولاة مشارق النور المبين المصطفى الأمين وآله الطيبين الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين
السلام عليكم أيها الأطائب ورحمة الله وبركاته
إن من أقرب السبل التي جعلها الله تعالى وسائل لقربه والفوز برضاه ورضوانه عزوجل سبيل مودة أهل بيت النبوة المحمدي عليهم السلام فهذه المودة القدسية هي التي تجلب للإنسان كل الخير فهي تجعله لاإرادياً يتخلق بأخلاقهم الإلهية ويجتهد في إتباعهم فيحظى بحب الله له واذا أحب الله عبداً جذبه اليه وقرّبه منه ومن الوسائل التي تُرسخ هذه المودة القدسية إنشاء الشعر الصادق فيهم عليهم السلام وإنشاده وهذا مانسعى له معاً مستمعينا الأكارم في حلقات هذا البرنامج ومنها هذه الحلقة التي نخصصها لمديحة غرّاء لأشبه الناس خلقاً وخُلقاً ومنطقاً بالحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله مولانا الفتى الحسيني علي الأكبر سلام الله عليه وهذه المديحة من إنشاء عميد المنبر الحسيني الدكتور الشيخ الوائلي رضوان الله عليه وقبل أن نقرأها لكم نشير الى معنى أحد أبياتها يصف فيه هذا الفتى الحسيني الغيور بقوله:
بطل تخبُ به ربيبة سَبسَب
يهتز سلواها من الخيلاء
ومعناه أنه عليه السلام بطل تخب به أي تُسرع به الى العلياء روح لاتقدر الصحاري المقفرة او السباسب وهو جمع سِبسِب وهي جمع سَبسَب وهي الأرض المقفرة عن منع حركته بإتجاه المعالي فروحه الملحمية تتحدى هذه الصعاب وتفخر بسلواها أي حماستها بعبور تلك الصعاب. قال المرحوم الدكتور الوائلي في مديحته لشبيه المصطفى صلى الله عليه وآله:
ندب تحدّر من سلالة فتية
ملئوا رباع الأرض بالآلاء
بدر تتوجه خلائق أحمد
بفصاحة وسماحة ومضاء
مُتجلدب من حيدر بشجاعة
ومن الحسين موشح بإداء
سَل عنه أكناف الطفوف فكم
بها تركت صفيحته من الأشلاء
وسَل القواضب والقنا عن نثره
والنظم سهل به من الخبراء
مَلَك الوغى بحسامه فأحالها
دهماء أعيت ألسن البلغاء
خرست مقاولها فلا متكلم
وفغدت تشير اليه بالإيماء
سيّان عند سنانه وحسامه
يوم الهياج قريبها والنائي
بطل تخبُ به ربيبة سَبسَب
يهتز سلواها من الخيلاء
غراّء تستبق النواضر إن سرت
أوحت لذهنك ليلة الإسراء
غيران يَفتك بالألوف وعمره
ماجاوز العقدين في الإحصاء
والسبط يرصده وفوق جبينه
للناظرين بوادر السرّاء
وأصاغ يسمع رجزه ويُجيبه
الميدان عند الرجز بالأصداء
واذا به يدعوه أدركني فقد
دارت عليّ بجمعها أعدائي
واذا به يدعوني فقد دارت
عليّ بجمعها أعدائي
فإنقض مثل الصقر شام فريسته
وجلى الصفوف وجال في الأرجاء
حتى اذا دفع العدا عن شبله
آوى اليه بلوعة وبكاء
ألفاه منعثر الجبين تمازجت
حُمر الدماء بوجنة بيضاء
ورأى شفار المُلهفات تلاعبت
بجمال تلك القامة الهيفاء
فجثى وأقنى للسماء بشيبة
مغمورة بمدامع ودماء
ياعدل قد قتلوا شبيه محمد
أنزل بساحتهم عظيم بلاء
وأحل رأس وليده في حجره
وإنصاع يمسح غبرة الغبراء
يانبعة غذيتها بدم الحشى
وغرستها في روضة غنّاء
ووقيتها لفح الهجير وحظّتها
بأضالعي بدلاً عن الأنحاء
حتى اذا بسقت لدان فروعها
وتفتّحت عن بهجة ورواء
وتضوّعت نفحاتها عبّاقة
وتماوجت في رونق وسناء
وذهبت أرقب ما رجوت من الجنى
ثمراً يُعوضني كبير عنائي
أودى بها الحدَثان وهي فتية
فأحال قفراً من خصيب رجائي
أبُني أقصدني الزمان وفتّ في
عضُدي فلا أسطيع حمل ردائي
لم أنسَ إذ حملته فتية هاشم
لحرائر يندبن وسط خباء
فحنت عليه الثاكلات لواطماً
حرّ الوجوه بلوعة وشجاء
لهفي لزينب اذ رأت وفراته
مخضوبة بدم عن الحنّاء
عقد الأسى منها اللسان فأعولت
لفقيدها بالدمعة الخرساء
أبُني كنت ليّ الأنيس اذا جذى
الليل البهيم وكنت بدر سماء
ياصرح آمال ألوذ بجنبه عند
الخطوب فهُدّ صرح بنائي
فالى اللقاء يوم المعاد فلاأرى
الأيام تُسعد قبله بلقائي
كانت هذه ايها الأخوة والأخوات قصيدة لعميد المنبر الحسيني الشيخ احمد الوائلي رحمة الله عليه أنشأها في مدح شبيه المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم مولانا الشهيد علي الأكبر سلام الله عليه وقد قرأناها لكم ضمن لقاء اليوم في برنامجكم مدائح الأنوار من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران. تقبلوا منا خالص التحيات والدعوات ودمتم في أمان الله وأسألكم الدعاء.