بسم الله وله الحمد والمجد حبيب قلوب الصادقين وأزكى صلواته وتحياته وبركاته على صفوته المنتجبين محمد الأمين وآله الطيبين.
السلام عليكم إخوة الإيمان والولاء، تحية طيبة نستهل بها لقاء اليوم من برنامجكم هذا وقد أعددنا لكم فيها مديحتين لمولاتنا العقيلة الكبرى زينب الحوراء- صلوات الله عليها-، وتشترك المديحتان- وهما من غرر المدائح الزينبية- في بيان حقيقة مهمة وهي أن هذه البضعة المحمدية قد جمعت- كسائر أهل الكساء- عليهم السلام- الأخلاق السامية بمختلف أقسامها التي قد تبدو في أعين الآخرين متضادة لا يمكن التحلي بها مجتمعة...فهي سلام الله عليها- تجمع مثلاً بين الحياء الإيماني بأسمى صوره وبين الشجاعة في قول كلمة الحق بوجه الظالمين بأكمل مصاديقها...كما جسدت ذلك في خطبها الشهيرة في مجالس الطواغيت في الكوفة والشام. وبذلك صارت الصديقة زينب الكبرى وكجدها ووالديها وأخويها- صلوات الله عليهم- الأسوة الحسنة للمؤمنين والمؤمنات ولطالبي التخلق بالأخلاق الإلهية في كل عصرٍ وزمان فكان للتعرف على سيرتها وأخلاقها والسعي للإقتداء بها عظيم الأثر في إعانتهم على بلوغ مراتب الكمال والسعادة الحقيقية في الدنيا والآخرة.
نبدأ أيها الاخوة والأخوات بما أنشأه العلامة الأديب الشيخ ابراهيم بن يحيى المخزومي القرشي الطيبي من أعلام علماء منطقة جبل عامل وأدبائها في القرن الهجري الثاني ومن تلامذة سيد أهل المعرفة في عصره السيد مهدي بحر العلوم رضوان الله عليه...
قال هذا الأديب الولائي المبدع مخاطباً البضعة المحمدية زينب الكبرى-سلام الله عليها-:
يا دوحة بسقت في المنبت الزاكي
حيّا الحيا ربعك السامي وحياك
حاكيت شمس الضحى والبدر مكتملا
أباً وأماً وكان الفضل للحاكي
أبوك حيدرةٌ والأم فاطمةٌ
والجد أحمد والسبطان صنواك
فخر لعمر العلى ما ناله أحد
إلاك يا بضعة الزهراء إلاك
لك المقام الذي ما زال مشتملاً
على ملائكةٍ غر وأملاك
يقبلون ضريحا ضم ناسكة
ترعرعت بين زهاد ونساك
يبكون من خيفة والثغر مبتسم
من المسرة يا للضاحك الباكي
ويصدرون وفي أيديهم سببٌ
من المحامد موصول بذكراك
أولاك مولاك مجدا لا يرام فما
أحراك بالغاية القصوى وأولاك
لجيد مجدك أطواق الثنا خلقت
جلّ الذي بحلي الفضل حلاك
طوبى لمن شم يوما من حماك شذا
لأن من جنة الفردوس رياك
أيها الاخوة والأخوات، هذه الإشارة اللطيفة التي يشير إليها العلامة الأديب ابراهيم يحيى المخزومي القرشي العاملي- رضوان الله عليه- لجميل آثار وبركات الإرتباط الوجداني بالعقيلة الحوراء – سلام الله عليها- نلمحها بوضوح في مديحةٍ زينبية غرّاء لأحد شعراء الولاء المعاصرين نشرت على شبكة الإنترنت دون أن تقرن باسم هذا الأديب الولائي المبدع...عنوان هذه المديحة هو:
(في حب عقيلة الطالبيين)، وفيها يخاطبها- عليها السلام- قائلاً:
اهرقت أشرعتي على مرساك
وأتيت أرفل في سفين رؤاك
وبصدري الأزمان خفقة ذاهلٍ
يرنو بمقتله عظيم سناك
من أنت؟ واشتبكت بسؤلي ساعةٌ
فيها ولدت وكان بدء علاك
أشرقت ملء الطهر حين ترقرقت
من حولك زمرٌ من الأملاك
والدار يسعاها (الأمين) ورهطه
خدماً لتغدوا في نعيم رضاك
كان النبي يحيك منك روايةً
للمجد حين لصدره أدناك
وبحيث (قبّل) قام قطب مجرةٍ
للصبر، يكمل دورة الأفلاك
لكنّ أفق الغيب أفصح سرّه
وبدى إليه ما يحول مداك
فتقاطرت منه الدموع بمنظرٍ
تسبين فيه على يدي أعداك
هو يوم مولدك، ولكنّ العنا
يطوي السنين فيستحيل أساك
ولربما اكتملت فصول حكايةٍ
من قبل أن تسري بوحي الحاكي
مستمعينا الأفاضل ويختم هذا الأديب الولائي المبدع مديحته الزينبية هذه فيقرن الإشارة بالمصاب الزينبي بأشارة بليغة الى آثار المواقف الزينبية الأبية في حفظ الإسلام ومنار الهدى الى يوم القيامة، قال حفظه الله مخاطباً مولاتنا الصديقة الكبرى- سلام الله عليها:
أعقيلة الأطهار والشرف الذي
لاذت إليه حقيقة الإدراك
أبداً يصوغ الدهر منك كماله
وبكفه ملء اليقين لواك
ذكراك سطرها الخلود بريشة الـ
تقوى وسيجّها صفاء هداك
هل كان يسمع والخطوب مروعةٌ
والرزء مزدحمٌ، سوى نجواك؟؟
حتى إذا بلغ المصاب أشدّه
كانت (صلاة الليل) من سلواك
يا ذروة العلياء حسبك أنما
يحوي الزمان من العلا علياك
يا من تقاسمت البطولة والفدا
أقسمت ما كان الهدى لولاك
صلى عليك الله ما أملاكه
طافت مقدّسةً بقدس حماك
اخوتنا مستمعي إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران نشكر لكم حسن الإستماع لحلقة اليوم من برنامج (مدائح الأنوار) وقد خصصناها لاثنتين من المدائح الغرّاء للصديقة الحوراء زينب الكبرى- سلام الله عليها- الى لقاءنا المقبل دمتم في رعاية الله.