بسم الله وله عظيم الحمد والثناء أذ جعل وسيلتنا إليه أحب الخلق إليه المصطفى الأمين وآله الطيبين الطاهرين صلواته وتحياته وبركاته عليهم أجمعين.
السلام عليكم أيها الاخوة والأخوات ورحمة الله وبركاته، تحية مباركة طيبة نهديها لكم في مطلع لقاء اليوم من برنامجكم هذا وقد إخترنا لكم فيها إحدى قصائد التوسل الى الله عزوجل بسادة أوليائه الصادقين محمد المختار وآله الأطهار.
ويشكل التوسل الى الله بهم- عليهم السلام- أحد الأغراض الأساسية للشعر الولائي إنسجاماً مع النصوص الشريفة التي إعتبرت هذا التوسل القدسي أحد أركان الولاء الحق والإرتباط بالله عزوجل.
فالآيات الكريمة تأمرنا بأتخاذ الوسيلة الى الله عزوجل وتشير الى أن أقربها هو النبي الأعظم، فهو- صلى الله عليه وآله- الذي من جاءه زائراً يستغفر الله ثم إستغفر رسول الله له لوجد الله تواباً رحيما كما تصرح بذلك الآية الرابعة والستون من سورة النساء.
وقد صرحت كثيرٌ من الأحاديث الشريفة أن محمداً وآله صلوات الله عليهم أجمعين هم الوسيلة التي أمر الله عزوجل بأبتغائها إليه...
ولذلك نجد في كثير من الأدعية المأثورة كثيراً من النصوص التي تعلمنا أدب التوسل الى الله بهم- عليهم السلام- منها دعاء التوسل المشهور.
ومن القصائد المؤثرة في هذا الباب هي القصيدة الوحيدة التي عثر عليها من شعر العالم التقي الشيخ عبد الله بن محمد الحرز وهو من علماء الإحساء في القرن الهجري الثالث عشر ومن تلامذة العلامة الشهيد الشيخ الجليل علي بن محمد بن رمضان المتوفى سنة ۱۲٦٥ للهجرة رضوان الله عليهما...
قال الشيخ الحرز في قصيدته الولائية التوسلية هذه:
إلهي بالمعظم في الأنام
محمد سيد الخلق التهامي
بحق وصيه البدر التمام
علي الطهر حيدرة إمامي
وبالزهراء نور النيّرين
صفية ربها أم الحسين
وأم المجتبى الماء المعين
وأم السادة الغرر الكرام
وبالحسن السجايا الهاشمي
سلالة حيدر الليث الكمي
وبالقرآن ذي الشأن العلي
وبالأملاك والبيت الحرام
بحق الفرقد الثاني الشهيد
حسينٌ صاحب الخطب الشديد
بجثته على حر الصعيد
بما لاقت هناك من السهام
بصحبته الكرام الأصفياء
ببذل نفوسهم عند اللقاء
بما حازوه من حسن الثناء
بشربهم المنون وهم ظوامي
بنسوته أسرن على المطايا
سوافر بين الحاظ البرايا
وبالسجاد مصباح الدياجي
بموضعه الذي فيه يناجي
بحسن صلاته والليل ساجي
يسح الدمع في جوف الظلام
بحق الباقر العلم البهي
محمد نجل مولانا علي
بحق الصادق القول الرضي
بزمزم والمشاعر والمقام
بموسى الكاظم الغيظ النبيل
أخي الإحسان ذي المجد الأثيل
بحرمة شأنه عند الجليل
وبالحبر الرضا الطهر الامام
بحق محمد الندب الجواد
وبالهادي علي ذي الأيادي
شفيع الخلق في يوم المعاد
سليل الاصفيا جود العظام
وبالحسن الزكي أخي الكمال
وبالمهدي محمود الفعال
مفرج كرب شيعته الولي
خليفة جده البطل الهمام
فيا مولاي يا بن الاكرمين
فديتك قد ظلمنا وابتلينا
وقد حكمت رزايا الدهر فينا
وصرنا عبرة بين الأنام
فعجل واكشف الضرّاء عنا
فانا قد بلينا وامتهنا
وابناء الزمان تهضمتنا
وجرعنا بكاسات الحمام
كانت هذه أيها الاخوة والأخوات قصيدة أنشأها في التوسل الى الله عزوجل بمحمدٍ وآله الطاهرين- عليهم السلام- الأديب الولائي المرحوم العالم الشيخ عبد الله بن محمد الحرز من علماء الإحساء في القرن الهجري الثالث عشر.
وقد قرأناها لكم ضمن لقاء اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) ومن إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران تقبل الله منكم جميل المتابعة ودمتم في رعايته آمنين والحمد لله رب العالمين.