بسم الله وله الحمد والشكر والثناء على أن حبانا بأعظم النعماء مودة وموالاة سيد الأنبياء وآله الأوصياء صلوات الله عليهم أجمعين.
السلام عليكم إخوتنا المستمعين ورحمة الله وبركاته تحية مباركة طيبة نهديها لكم ونحن نلتقيكم على بركة الله في لقاءٍ من برنامجكم هذا ومديحة نبوية غراء أنشأها في مديح النبي المصطفى – صلى الله عليه وآله-، شاعر مسيحيٌ من الذين هزت وجدانهم معالم العظمة المحمدية وطيب الشمائل الأحمدية.
إنه الشاعر المهجري جورج بن ميخائيل بن موسى صيدح وهو وليد دمشق سنة الف وثمانمئة وثلاثة وتسعين ميلادية والمتوفى في پاريس سنة الف وتسع مئة وثمانية وسبعين، وهو من أصحاب السياحات هاجر الى القاهرة ثم فنزويلا ثم الأرجنتين واقام في پاريس، له كتاب معروف هو(حكاية مغترب) وطبع له ايضاً ديوانا شعرهما: (النوافل) و(النبضات). نقرأ لكم مديحته بعد قليل، فكونوا معنا مشكورين.
مستمعينا الأفاضل أطلق الأديب النصراني جورج صيدح على مديحته للنبي الأكرم – صلى الله عليه وآله- إسم (المولد النبوي وحراء يثرب)، وضمنها صوراً بليغة في بيان معالم العظمة المحمدية وقال فيها:
وجهٌ أطل على الزمان
لألاؤه شقّ العنان
فيه شعاع النيرات
وفيه أنفاس الجنان
ضاقت قريش به أما
يكفي قريش الازهران
من ذا رأى طفلاً يناغي
الله بالسبع المثان
نبذ التمائم وهو في
مهد الرضاعة والختان
يا صاحبيّ بأي الآ
ء السماء تكذبان
لا يعجز الله الذي
إن قال كن للشيء كان
أمر الرمال فأطلعت
صحراء يثرب إقحوان
للرسل آياتٌ وهذا
الطفل آيته البيان
الروح يملي ما يترجمه
ونعم الترجمان
بالضاد أذنّ ربه
فتخلدت لغة الأذان
يا صاحبيّ، بأي ألا
ءِ الرسول تكذبان
الوحي سطّر شرعةً
من لا يدين بها يدان
ورسالة الايمان تنشر
بالسواعد واللسان
والعرب أخلاق تثور
على الضلالة والهوان
يوفون بالنذر الذي
كتب الكتاب له الضمان
وضعوا الندى في وضعه
ووراءه حدّ السنان
يا صاحبيّ بأي الا
ء الرسول تكذبان
الوحي سطر شرعةً
من لا يدين بها يدان
تغزو ولكن حربها
باسم ابن آمنةٍ أمان
العدل حائط ملكها
وأساسه تقوى الجنان
فرض الزكاة محتّم
لا منّ فيه ولا إمتنان
هذا كيان الشرق
هل في الغرب يفضله كيان
يا صاحبيّ بأي آلا
ء الرسول تكذبان
يا من سريت على البراق
وجزت أشواط العنان
آن الأوان لان تجدد
ليلة المعراج آن
عرّج على القدس الشريف
ففيه أقداسٌ تهان
ضجّ الحجيج به وريع
ضريحه والمسجدان
هذه سدوم تصاعد
النيران منها والدخان
والذعر يحدو الشاردين
كأنهم قطعان ضان
ماذا دهاهم هل عصوك
فأصبح الغازي جبان
أنت الذي علمتهم
دفع المهانة بالسنان
ونذرت للشهداء جنات
وخيرات حسان
يا صاحبيّ بأي الا
ء النبي تكذبان
ويختم مستمعينا الأكارم الأديب النصراني جورج صيدح مديحته الغراء للنبي الأكرم شاكياً ظلم الغرب والصهاينة وأذنابهم والمتحاذلين وهو يطلب شفاعة رسول الله – صلى الله عليه وآله-لنصرة فلسطين، قال:
سمعاً رسول الحق ضاع
الحق وإختل الوزان
أممٌ تنازعنا البقاء
كأنها خيّل الرهان
باسم السلام تسلحت
وتآمرت باسم الحنان
عملت على خنق الشعوب
بما تجود به اليدان
وتأنقت فالنير في
عنق الأعارب أفعوان
لا رحمة الانسان تردعها
ولا قدس المكان
فاشفع له وأعنه يا
نعم الشفيع المستعان
بارك جهاد المؤمنين
النافرين الى الطعان
قرأنا لكم أيها الاخوة والأخوات من إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران وفي هذا اللقاء من برنامجكم (مدائح الأنوار) المديحة الإستغاثية بالنبي الأكرم – صلى الله عليه وآله التي أنشأها الأديب النصراني السوري جورج صيدح، نشكر لكم طيب الإستماع ودمتم في رعاية الله.