بسم الله نور السموات والأرضين وله عظيم الحمد إذ جعلنا من أهل مودة وموالاة صفوته من العالمين محمد وآله الطيبين الطاهرين صلوات الله وتحياته وبركاته عليهم أجمعين.
السلام عليكم مستمعينا الأطائب ورحمة الله…. تحية طيبة نهديها لكم في مطلع لقاء اليوم مع مدائح الأنوار الإلهية، وقد إخترنا لكم فيها أبياتاً في مدح سيد المرسلين وخاتمهم الحبيب المصطفى – صلى الله عليه وآله -، وهي أبيات ليس من إنشاء شعراء مسلمين بل لأحد الشعراء النصارى من الذين وجدوا في شخصية النبي الأكرم ونهجه الإلهي القويم طريق النجاة والكرامة للإنسان…شاعر هذا اللقاء هو الأديب السوري المعاصر جاك صبري شماس وليد مدينة الحسكة السورية سنة ۱۹٤۷ للميلاد وقد إختص بتدريس اللغة العربية منذ تخرجه الجامعي الى حين تقاعده … و هو من الشعراء المبدعين صدرت له عدة داووين تحمل عديدٌ من قصائدها هموم وتطلعات الأمة للتحرر….
نقرأ لكم إخوتنا المستمعين أبياتاً من قصيدة هذا الأديب النصراني التي سماها (خاتم الرسل) التي أنشأها في مدح النبي الأكرم – صلى الله عليه وآله- وشارك بها في مسابقة (البردة النبوية) الشعرية، ونالت إستحسان النقاد… وقال فيها:
يممت (طه) المرسل الروحاني
ويجلّ (طه) الشاعر النصراني
يا خاتم الرسل الموشح بالهدى
ورسول نبلٍ شامخ البنيان
ألقى عليك الوحي طهرعقيدة
نبوية همرت بفيض معان
قوّضت كهف الجهل تغدق بالمنى
ونسفّت شرك عبادة الأوثان
لا يحجب الغربال نور شريعة
ويظل نورك طاهراً روحانى
ماذا أسطر في نبوغ (محمد)
قاد السفين بحكمةٍ وأمان
ومآثر الإسلام في سفر الهدى
درب النجاة وشعلة الفرقان
أنا يا (محمد) من سلالة يعرب
أهواك دين محبةٍ وتفان
وأذود عنك مولهاً ومتيماً
حتى ولو اجزى بقطع لسانى
أكبرت شأوك في فصيح بلاغتي
وشغاف قلبي مهجتي وبياني
وأرتل الأشعار في شمم الندى
دين تجلّى في شذى الغفران
وتسامح يزهو ببرد فضيلة
وشمائل تشدو بسيب أغان
أغدقت للعرب النصارى عزة
ومكانة ترقى لشمّ معان
وأنرت درباً ناضراً برسالة
مسك الرسول وخاتم الأديان
وزرعت في قلب الرعية حكمة
شماء تنطق في ندى الوجدان
أودعت يمنك في حدائق مقلتي
ووشمت مجدك في شغاف جناني
ونقشت خلق (محمد) بمشاعري
ودرجت أرشف كوثر الرحمن
وشتلت في دوح التآخى أحرفي
أختال زهواً في بني قحطان
عاينت نور محمدٍ بشريعة
تزهو شموخاً في أجل بيان
رفلت مبادؤه نضار رجاحة
وتعطرت بالبر والإيمان
والمجد يتبع خطوه أنّى مشى
ويسيل شهداً في فم الأزمان
أنا (مسلم) لله أمرى في الدنى
ومفاخر (بالمسلم) المعوان
وختم الأديب السوري النصراني جاك صبري شماس قصيدته (خاتم الرسل) مخاطباً النبي الأكرم – صلى الله عليه وآله- قائلاً:
الله اكبريا رسول فسربنا
نحو الشموخ وقبلة الإيمان
وتكحّل الأقصى بروح مجاهد
والقدس تزهو في قلاع أمان
إن تاه عنواني فإني شاعر
عشق النخيل وسورة الإنسان
مهما مدحتك يا (رسول) فإنكم
فوق المديح وفوق كل بيانى
مستمعينا الأفاضل، وفي قصيدة له عنوانها (أوراق إعتمادي)
يقول الأديب السوري جاك صبري شماس في بعض أبياتها:
إني مسيحيٌ أجل محمداً
وأجل ضاداً مهده الاسلام
كحلت شعري بالعروبة والهوى
ولأجل (طاها) تفخر الأقلام
أودعت روحي في هيام محمدٍ
دانت له الأعراب والأعجام
وبهذا ينتهي مستمعينا الأفاضل لقاء اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) إستمعتم له مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران…تقبلوا منا خالص التحيات والدعوات ودمتم في رعاية الله.