البث المباشر

نجوى الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله وسلم) للشاعرالمسيحي جورج سلستي

الأربعاء 11 ديسمبر 2019 - 12:34 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 458

بسم الله وله عظيم الحمد وخالص الشكر و الثناء إذ جعلنا من أمة حبيبه سيد الأنبياء وصفوته وعترة نبيه سادة الأولياء صلوات الله عليهم أجمعين
السلام عليكم أيها الاخوة والأخوات، على بركة الله نلتقيكم في حلقة اليوم من برنامجكم هذا نخصصها لمديحةٍ نبوية تفجرت بها ينابيع الفطرة في شاعر مسيحي تجاه سيد المرسلين صلى الله عليه وآله – إذ أثرت في قلبه الأخلاق المحمدية السامية فجذبته إليها....
الشاعر هو الأديب جورج بن ميشيل سلستي المولود في سوريا سنة ۱۳۲۷ للهجرة والمتوفى في بيروت سنة ۱۳۸۸ للهجرة المباركة.
عاش هذا الأديب في سوريا ولبنان وتعلم اللغات العربية والإنجليزية والفرنسية واهتم بدراسة القرآن الكريم، وقد أسس جمعية خيرية ترأسها الى حين وفاته هي جمعية (التضامن الأرثودكسي)...وعمل في مجال الصناعات النفطية وله مؤلفات منها (قاموس المصطلحات النفطية) وعباقرة العلم وله قصائد كثيرة منشورة في عدة من الصحف والمجلات وهو شاعر وجدانى تملكه نزعةٌ إنسانية رحيبة...نشرت له في الكويت سنة ۱۹٦٤ قصيدة غراء سماها (نجوى الرسول الأعظم)...نقرأها لكم بعد قليل، فتابعونا مشكورين.
يبدأ الأديب جورج سلستي مخاطباً رسول الله -صلى الله عليه وآله – بقوله:

أقبلت كالفجر وضّاح الأسارير

يفيض وجهك بالنعماء والنور

على جبينك فجر الحق منبلجٌ

وفي يديك مقاليد المقادير

فرحت والليل ليل الكفر معتكرٌ

تفري بهديك أسداف الدياجير

وتمطر البيد ألاءً وتمرعها

يمناً يدوم الى دهر الدهارير

ما أنت - بالمصطفى- يا بيد مجدبةً

كلا ولا أنت يا صحراء بالبور

أبيت الا سمو الحق حين أبى

سواك الا سموّ البطل والزور

أطلعت من هامت الدنيا بطلعته

ونافست فيه حتى موئل الحور

أطلعت أكرم خلق الله كلّهم

وخاتم الرسل الصّيد المغاوير

بوركت أرضاً تبث الطهر تربتها

كالطيب بثّته أفواه القوارير

الدين ما زال يزكو في مرابعها

والنبل ما إنفك فيها جدّ موفور

فذاك افتخاراً على الاكوان قاطبةً

بما حبوت الورى يا بيد من نور

فليس كالدين نورٌ يستضاء به

في عالمٍ بظلام الجهل مغمور

مستمعينا الأفاضل: ونلمح شدة تأثير سمو أخلاق الحبيب المصطفى– صلى الله عليه وآله- على قلب هذا الأديب النصراني الإستاذ جورج سلستي حيث نقرأ خطابه لنبي الإسلام قائلاً:

يا سيدي يا رسول الله معذرةً

إذا كبا فيك تبياني وتعبيري

ماذا أوفيك من حقٍ وتكرمةٍ

وأنت تعلو مدى ظني وتقديري

وأنت ربّ الأداء الفذّ في لغةٍ

تشأو النهى حسن تنميقٍ وتصوير

على لسانك ما جنّ البيان به

وأقعد الشعر يرنو شبه مسحور

آي من الله ما ينفك معجزها

يعيي على الدهر أعلام النحارير

تلوتها فسرت كالنور مؤتلقاً

يطوي الدّنا بين مأهولٍ ومهجور

ولفّت الناس من بدوٍ ومن حضرٍ

كما تلف الثرى هوج الأعاصير

فلان من كان فظاً واستكان لها

مستكبرٌ وعنا طاغوت شرير

وكنت عفاً رقيق القلب متسماً

بكل زاهٍ من الأخلاق منصور

تستل بالحلم حقد الحاقدين وتحتل

القلوب بلطفٍ عنك مأثور

الله أكبر كم في اللين من عظةٍ

لعلق شرٍّ غليظ القلب مغرور

فاللين مقدرةّ والحلم مأثرةٌ

والعطف مكرمةٌ تنبيك عن خير

وأنت من أنت في دنيا الخصال ألا

بوركت من مرسلٍ بالطهر مفطور

تنهى وتأمربالحسنى ورائدك

الدين الحنيف بما ألهمت من سور

يا ممرع البيد بالايمان مرحمةً

لقد تناءى الهدى عن صفوة الدور

وجامع الشمل بالتقوى لقد صفرت

منها النفوس فتاهت كالمجامير

أشكو إليك دياراً كنت مرشدها

ومرشدوها أستكانوا اليوم للنّير

وأصبحوا تبعاً للأجنبي فما

زادوا- وحقك- الا سوء تدبير

وكان بالأمس حبّ الله يجمعهم

فبات يجمعهم حب الدنانير

وذي فلسطين أولى القبلتين لقد

بيعت على يدهم بيع الجآذير

يا سيدي يا رسول الله روّعنا

صرف الزمان بشرٍّ منه مسعور

وإمتد بالعرب ليل النائبات أما

للفجر بعد الدياجي من تباشير

فأشفع فانك أدنى المرسلين الى الـ

باري لنسلم من ذلٍ وتعيير

ويرجع العزّ معقود اللواء لنا

وحقنا مستحيرٌ غيرمنزور

واكلا –عليك صلاة الله- أمتنا

حياك ربك حتى نفخة الصور

كانت هذه مستمعينا الأفاضل قصيدة (نجوى الرسول الأعظم) التي أنشأها في مدح الحبيب المصطفى والإستغاثة به وطلب شفاعته – صلى الله عليه وآله-، الشاعر النصراني السوري جورج ميشيل سلستي وقد قرأناها لكم ضمن لقاء اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) إستمعتم له من طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران شكراً لكم ودمتم في رعاية الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة