بسم الله وله الحمد أن جعلنا من أهل مودة صفوته من العالمين محمد وآله الطاهرين صلوات الله وتحياته عليهم أجمعين.
السلام عليكم أيها الإخوة والأخوات ورحمة الله، معكم أيها الأكارم في لقاء آخر مع مدائح الأنوار الإلهية، أهل بيت النبوة المحمدية عليهم جميعا صلوات الله.
نقرأ لكم في هذا اللقاء مديحة لطيفة وبليغة لسيدتنا (نرجس) أو مليكة قبل إسلامها سلام الله عليها والدة الإمام الحجة المهدي المنتظر – عجل الله فرجه –. والمديحة منشورة على شبكة الإنترنت وهي من إنشاء الأديب جعفر الجعفر الذي سعى مشكورا لتضمين مديحته شذرات من فضائل هذه السيدة الجليلة التي اختارها الله عزوجل لكي تكون أما لخاتم الأوصياء – عليه السلام – وفي أوضاع غاية في الصعوبة تحملتها سلام الله عليها بقلب شكور ونفس مطمئنة.
ويشير الشاعر الأخ جعفر الجعفر في قصيدته إلى ما ورد في الروايات المعتبرة من الألطاف الإلهية التي نقلت هذه المؤمنة الفاضلة من أجواء البلاط الرومي الذي تنتسب إليه من جهة ومن جهة ثانية إلى يوشع من حواري المسيح – عليه السلام –إلى رحاب بيت أهل النبوة – صلوات الله عليهم –.
يقول الأخ جعفر الجعفر في مخاطبا مولاتنا أم المهدي السيدة نرجس – سلام الله عليها –:
فديتك من نبعة طاهره
نجوم السماء لها ساهره
لترعى الإمامة في رحمها
مشيئة ربي لها آمره
فبنت الملوك حري بها
تكون الأميرة في الآخره
فيا أم يوسف هذا الزمان
عجاف سنينا غدت خائره
ويا أم مهدي كل الأنام
ويا أم هادي الملا الحائره
فأنت كما أم موسى الكليم
خفى الحمل في الأمة الجائره
وأنت كمريم في العالمين
ففي المهد كلتاكما ناذره
وأنت كآمنة للرسول
حملت رسالته الهادره
وأنت كوالدة المرتضى
حملت بسيف التقى ذاخره
تركت قياصرة الأولين
وجئت قياصرة الآخره
أولئك فخر الإله الذي
تباهى بهم أدهرا غابره
فكل الملائك حتى الملوك
قياصرة دونهم قاصره
يا نرجسا أنت بين النساء
مثالك كالزهرة النادره
مثال الطهارة ثم العفاف
مثال الحشيمة والخادره
تحملت ظلم العدى القاهرين
وكنت على ظلمهم صابره
أخذت بألبابهم في التقى
فديتك مأسورة آسره
فأنت ذخيرة خير الأنام
وفاطمة لإبنها ذاخره
فكنت على دربهم تبحثين
وها أنت في فلكهم دائره
ففي لجج البحر هم ملجأ
سفين نجاة بنا سائره
عليك التحايا عليك السلام
عليك الصلاة غدت ماطره
ويا ابنة يوشع في السابقين
شموخ سلالتكم زاخره
هنيئا فقد جاء عيسى المسيح
لجدك شمعون في السامره
وبشر أن قد أتاك البشير
فصل رحم العترة الطاهره
فزوج مليكة ذات المقام
وبالعسكري فصل آصره
ولا أنسى يوم اشتراك الإمام
من السبي في الروم في الهاجره
فكنت لدى الأسر معنى العفاف
ورمز الكرامة والظافره
مستمعينا الأكارم، وفي جانب آخر من مديحته يشير الأستاذ جعفر الجعفر إلى ما ذكرته الروايات الشريفة من تولي مولاتنا السيدة الجليلة حكيمة بنت الإمام الجواد – عليه السلام – لأمر رعاية السيدة مليكة أو نرجس عند انتقالها إلى بيت الإمام الهادي – عليه السلام – فيقول بهذا الشأن:
وقالت حكيمة أخت الإمام
أمرت لأرعاك يا آمره
فعلمك الشرع حق اليقين
فصرت العليمة والباهره
تهيأت منها تكوني وعاء
لنسل الإمامة في الآخره
وزوجك الهادي بالعسكري
فكنت وعاء النطفة الطاهره
بدا نوره فيك قبل المخاض
كما الشمس من نوره سافره
فيا رب سهل له مخرجا
وعجل بوثبته القاهره
ليحكم بالعدل كل الأنام
ويطعن إبليس في الخاصره
فإن قام بالسيف عند الظهور
فنفسي له بالفدا حاضره
مستمعينا الأفاضل وفي ختام قصيدته يتوسل هذا الشاعر الولائي إلى الله عزوجل بهذه السيدة الجليلة – سلام الله عليها – لشفاء مرض ألم به ودفع هم دين أنهكه... قال الأخ جعفر الجعفر في المقطع الختامي من قصيدته وهو يخاطبها طالبا شفاعتها إلى الله عزوجل:
عليك التحايا عليك السلام
عليك الصلاة غدت ماطره
سألتك سيدتي راجيا
فأنت لسؤلي أرى ناظره
تفكين هما غدا رازحا
دموعي لحزني أرى ناثره
وتقضين ديني بأغنى عطاء
فغير عطاياكم خاسره
إذا العبد يوم الجزا جاءكم
ولم تنصروه فمن ناصره؟
إذا العبد في كربه جاءكم
فلن تكسروا سادتي خاطره
وحاشاكم تمنعون العطاء
وعندكم الورد والصادره
وعندكم الطول في ذا المقام
فهل تبخلون على قاصره
تشرفت في مدحكم إنني
خويدم ابنك لا شاعره
كفاني بحبكم سادتي
بطيف لكم قد حلا زائره
إذا حامت الفلك في ذا الوجود
فأنتم لها مركز الدائره
اتخذتك سيدتي قدوة
فأنت الرشاد لدي الحائره
وأنت العظيمة في كل شيء
تدانيت للعصمة النادره
وأختم قولي أصلي عليك
على النور والعترة الطاهره
جزى الله خيرا أخانا الشاعر الولائي جعفر الجعفر على مديحته هذه لمولاتنا وأم إمام زماننا المهدي – أرواحنا فداه – السيدة مليكة أو نرجس سلام الله عليها. وقد قرأناها لكم أيها الأعزاء ضمن لقاء اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) نجدد لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران أطيب التحيات ودمتم بكل خير.