بسم الله والحمد لله وحده لا شريك له نور السموات والأرضين والصلاة والسلام على مصابيح هدايته في العالمين سراجه المنير البشير النذير وآله الهداة الميامين.
السلام عليكم اخواتنا واخوتنا المستمعين ورحمة الله وبركاته، يسرنا أن نلتقيكم على بركة الله في لقاء اليوم من برنامجكم هذا، لكي نقرأ لكم مديحةً رضوية وصلت للبرنامج لشاعرٍ ولائي هو الأخ مهدي الأسدي…
وتلتقي أيها الأعزاء في هذه المديحة التي تحمل عنوان (طوبى الرضا) تصويراً فنياً لتجربةٍ في عالم المعنى لمؤمنٍ توسل الى الله عزوجل طالباً الهداية الى طريقٍ يوصله إليه جل جلاله، فدعاه وتوسل إليه بالحسين وآل الحسين- عليه وعليهم السلام-، فكان أن أجاب الله دعاءه وفتح قلبه على محبة الرضا أبي الحسن علي بن موسى غريب الغرباء وأنيس الضعفاء، فهو- صلوات الله عليه- من الأبواب الواسعة التي فتحها الله لعباده لكي يدخلوا منها الى عالم الصفاء والأمن والسلام…عالم آل محمد- صلى الله عليه وآله-، ولا غرو في ذلك والرضا هو عليم آل محمد وسلطان آل محمد وملجأ الغرباء- صلوات الله عليه-.
قال الشاعر الولائي الأخ مهدي الاسدي:
طوبى لمن كان الرضا مولاه
طوبى لمن عرف الرضا رضاه
لما استوى مسترشداً بفؤاده
متحرراً من نفسه وهواه
متبتلاً في ليلةٍ قدريةٍ
ناجى الإله وبثه شكواه
ناداه: يا رب الورى طال الدجى
كيف السبيل إليك يا رباه
متضرعاً في لوعةٍ وسؤاله
(خذني إليك) بوجده ناجاه
مستمطراً نفحاته في لهفةٍ
مستنزلاً رحماته وعطاه
متعرضاً لنواله وبأدمعٍ
يحكي بها شوقاً طغى للقاه
لما انبرى متوسلاً لمراده
بمحمدٍ والآل عقد لواه
كلمات ربهم التي سارت بها
سفن النجاة بأرضه وسماه
لما توسل موقنا يدعو بها
اسماءه الحسنى وباب رجاه
شعت له في جذبةٍ قدسيةٍ
من نور طاها جذوةٌ لهداه
لاحت له من مشهد المولى الرضا
قبساً تدك الطور في سيناه
خضراء تحمل زهرةً وردية
نادته تكليماً يجيب دعاه
فدعته أن أقبل على شمس الهدى
واديه في طوسه فأتاه
خلع النعال الأنفسي بوثبةٍ
علويةٍ هدت له (نفساه)
ذلت لها جند الدجى وبسيفها
ذبح (الأنا) بـ (منى) الرضا وهواه
فرأى لآل الله مشهد عزةٍ
سلطانهم غمر الورى بنداه
أبوابهم مفتوحة في روضةٍ
فيها لكل الخير قطب رحاه
هجر الدنا نحو الفنا في حبهم
حيث البقا في عزهم مأواه
وأتى يهرول ساعياً من فجه
عمق الثرى والى العلى مسراه
ميقاته في كربلاء وحزنها
قد طهرته بمائها عيناه
فيها ارتدى إحرامه ثوب العزا
يبكي الحسين معطراً بثراه
بدموعه الحمراء أسبغ غسله
طيب التيمم من صعيد رباه
لبى بذكر مصائبٍ ضجت لها
أفلاك عرش الله في علياه
تكبيره فيها بلدم ظلوعه
تسبيحه آهاته وبكاه
من (قربة) العباس روّى روحه
متزوداً بوفائه وظماه
متزوداً من زينب آهاتها
متنوراً من صبرها لسراه
مستمعينا الأفاضل، وفي الأبيات الأخيرة إشارة مهمة الى عظمة آثار التفاعل مع الملحمة الحسينية ورموزها الطاهرة في الوصول الى الله وقربه عزوجل، فهي حسبما يصفها شاعرنا الأخ مهدي الأسدي تمثل الزاد الذي يحمله السالك الى الله جل جلاله…نبقى معه وهو يواصل تصوير هذه الرحلة وما جرى لزائر الرضا وهو يأتيه- عليه السلام حاملاً الزاد الحسيني، قال الشاعر:
وسعى بهذا الزاد يطوي دربه
ومن الطفوف الى الرضا مسعاه
وأتى يطوف بكعبةٍ رضويةٍ
الخضر خادمها كذا موساه
والانبياء مسبحون لربها
في ظلها نوحٌ كذا الاواه
لما رأى من نورها ما قد رأى
أهوى يقبّل عتبة لطوى (هو) [لطواه]
أصغى لما يوحى له في سجدةٍ
عرجت به نحو العلى أقصاه
فرأى لفاطمة البتول تجلياً
عين الحياة بنوره محياه
من فاطمٍ نور الاله وسره
وجلاله وجماله ورضاه
سمع الخطاب موشحاً أنوارها
وخطابها وهو الذي أحياه
عبد الرضا اثبت على حب الرضا
أنس النفوس فربه (الله)
واعكف على التسبيح في عرفاته
وأقم صلاتك في (صفا) نجواه
قد أفلح الساعي الى حصن الرضا
فبحبه تؤتى له تقواه
حاشا يمس الخوف صبّاً للرضا
وهو الأمين بعينه يرعاه
في ظله الأمن المقدس منزلٌ
(منّ السما) لوليه سلواه
فانهض بأسم الله وأشكر نعمةً
كل النعيم بظلها مغناه
فهي الولاية شمسها وشموسها
سلطان آل الله بحر سناه
بشر بها وببهجةٍ عشاقه
والطالبين لربهم ولقاه
وإصدع بأن الفضل ذا عنوانه
والفضل ما رب العلى آتاه
فانهض بشرح الصدر واتلو آيةً:
طوبى لمن كان الرضا مولاه
نشكر لكم مستمعي إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران حسن الأصغاء لهذه الحلقة من برنامجكم (مدائح الأنوار) وقد قرأنا لكم فيها مديحة (طوبى الرضا) وهي من إنشاء الشاعر الولائي الأخ مهدي الاسدي طابت أوقاتكم بكل خير ودمتم سالمين.