بسم الله وله الحمد أن جعلنا من أمة سيد رسله المصطفى الأمين صلواته وبركاته وتحياته عليه وآله الطاهرين.
السلام عليكم أيها الاخوة والأخوات، تحية مباركة طيبة نهديها لكم في مطلع لقاءٍ آخر مع مدائح الأنوار الإلهية.
روي عن أئمة العترة المحمدية وبالتحديد عن أميرالمؤمنين علي المرتضى - عليه السلام- أن النبي الأكرم آخذٌ بحجزة ربه الجليل تبارك وتعالى، وأن أهل البيت – عليهم السلام- اخذون بحجزة النبي الأكرم - صلى الله عليه وآله-، والمؤمنون بعد آخذون بحجزة أئمة أهل البيت – عليهم السلام-، والحجزه كناية عن الإرتباط المباشر، وفي هذه الإحاديث إشارة الى سلسلة الولاية الإلهية التي يربط سيد الرسل حلقاتها بالله تبارك وتعالى...من هذه الأحاديث الشريفة ينطلق الأديب الولائي المعاصر الأخ عبد الرضا الحائري في بيانه الشعري للمقامات المحمدية في المقاطع التالية من مديحته للنبي الأكرم – صلى الله عليه وآله- التي إختارلها عنوان (جنة المصطفى)...
يبدأ الأديب الحائري مدحه في هذه المقاطع بوصفه لرسول الله- صلى الله عليه وآله- بكونه (عين الله) والعين أعزّ شيء، قال:
صلوا على عين الإله وآله
فالعين ترعى خلقه ترحيما
تهدي المحبة قسمةً نظراتها
ريح الصبا إذ تنثر التسنيما
وأعز خلق الله طراً عينه
عزّ (المحمّد) مصطفىً ونديما
من غيره أمّ الخلائق كلها
إذ لم يكن- ولأيّها- مأموما
من غيره ختم المراتب كلها
بذرى الوصال أتمها تتميما
من غيره أسرى به رب العلى
وأراه من آياته المكتوما
من غيره بلغ المدى في قربه
وإليه ألقى من لدنه علوما
من غيره كانت له من ربه
الحجزة الكبرى ولا تفصيما
من غيره تمت به كلماته
صدقاً وعدلاً في الورى تعميما
من غيره الموعود يبعث عزة
لمقامه المحمود عزّ حريما
من غيره جعل الحكيم صلاته
سكناً يطيّب للنفوس نسيما
من غيره قرن الجميل باسمه
ذكر الأذان محبباً ووسيما
من غيره للأنبياء وسيلة
هو سيدٌ فاق العلى تقديما
من غيره صلى عليه وآله
كل الخلائق ناطقاً وبهيما
مستمعينا الاعزاء، في المقطع التالي من مديحة (جنة المصطفى)، يشير الأديب الولائي المعاصر الأخ عبد الرضا الحائري الى دور نبي الرحمة - صلى الله عليه وآله- في إيصال الفيض والعطاء الإلهي للخلائق، وهو دورٌ بلغ فيها رسول الله - صلى الله عليه وآله- الذروة، فهو الذي وصفه الله في القرآن الكريم بشدة الحرص على هداية الخلق الى درجة أنه كاد يقتل نفسه من أجل ذلك فهو حقاً وصدقاً رحمة الله العظمى للعالمين...
بعض خصوصيات الرحمة المحمدية المستفادة من النصوص الشريفة يعرضها أديبنا الحائري قائلاً:
صلوا عليه يد الأله وآله
الممسكين لعرشه تحكيما
إن الصلاة على النبي وفادة
تغني الولاء وتجبر المهضوما
صلوا عليه تبايعوه مودةً
ترضي الإله وتنصر المظلوما
هي بيعةٌ لله طاب نوالها
فيها الوفاء موثقٌ تضميما
صلوا عليه يد الإله وقبّلوا
عليا الأيادي كرمت تكريما
ويد العزيز كريمةٌ مبسوطةٌ
تغني السؤول وتنقذ المهموما
كلتا يديه يمينه بمحمدٍ
يأوي اليتيم وينعش المحروما
فمحمدٌ يمن الكريم مباركٌ
غوث يزيح من البلاء ركوما
وهو الأمين لربه في خلقه
أوفى له التحليل والتحريما
وإمام رحمة ربه ونبيها
غمر الوجود تخومه وصميما
من غيره قد كاد يبخع نفسه
حرصاً على خير الأنام عموما
من غيره ردّ الأذى عن قومه
بدعائه لهداهم ترحيما
من مثله وبه إهتدى شيطانه
بكماله قد أصلح المرجوما
من غيره يأتي القيامة ناطقاً
والخلق طراً ذاهلون وجوما
في يوم (وانفساه) ينسى نفسه
والهول قد أنسى الحميم حميما
كل سها عن غيره من روعه
إلاّ يدعو للأنام رحيما:
ويقول: إرحم أمتي وأغفر لهم
صلّ عليهم رحمةً ونعيما
جعلنا الله وإياكم إخوتنا المستمعين من أهل المودة والوفاء والولاء لمحمد وآله الطاهرين وممن يديم الصلاة والسلام عليهم صلوات الله عليهم أجمعين آمين رب العالمين.
وبهذا ينتهي إخوة الإيمان لقاء اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) قرأنا لكم بعض مقاطع قصيدة (جنة المصطفى) للأديب الولائي المعاصر عبد الرضا الحائري، نشكر لكم طيب الإصغاء ومن إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران تقبلوا منا خالص التحيات ودمتم في رعاية الله تعالى.