بسم الله وله الحمد والمجد غاية آمال العارفين وقبلة المصلين رب العالمين وأزكى صلواته وصلوات الشاكرين على صفوته من العالمين محمد وآله الطيبين السلام عليكم إخوتنا ورحمة الله.
مدح النبي الأكرم- صلى الله عليه وآله- هو مدح لجميع الفضائل والمحامد بأعلى مراتبها، لأنه – صلى الله عليه وآله- قد حاز المكارم بأعلى درجاتها، فهو العبد المطلق لله عزوجل، ولذلك مدحه الله بالعبودية حينما قال في اوائل سورة الإسراء "سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله".
ولذلك أيضاً أمرنا أن نشهد لرسول الله- صلى الله عليه وآله- في كل صلاة بالعبودية قبل الرسالة فنقول ((وأشهد أن محمداً عبده ورسوله))...
من هذا المدح الإلهي للحبيب المصطفى _صلى الله عليه وآله_ ينطلق الأديب الولائي المعاصر الأخ عبد الرضا الحائري في مديحته المحمدية (جنة المصطفى) وهو يصور بعض مظاهرالعبودية المحمدية لله عزوجل في المقاطع التي إخترناها لهذا اللقاء من مديحته المذكورة، ندعوكم للإستماع إليها، فتابعونا مشكورين.
قال الأديب الحائري:
صلّوا على النور الأتم محمدٍ
والآل صاروا نوره المعلوما
صلّوا عليه عبادةً فيها السنا
طابت ثناءً مفعماً تكريما
ومحمدٌ صلّى علينا رأفة
متمثلاً خلق الإله قويما
مذ كان كان مصلياً مع ربه
بدأ الصلاة لربه مأموما
مذ كان كان مسبحا ومهللاً
مستغرقاً في ذكره ومديما
مذ كان كان مكبراً وملبياً
ومناجياً رب العلى تكليما
مذ كان كان مطهرا بل مظهرا
طهر الاله مسنما تسنيما
مذ كان كان نبيه وصفيه
إذ كان آدم في ثراه ضميما
مذ كان كان خليفةً لإلهه
والخلق ثمة لم يزل معدوما
فهو الخليفة في السموات العلى
مذ كان كان إمامهم وزعيما
مذ كان أضحى عبده ورسوله
وصراطه للكائنات قويما
مذ كان صار الخيريجري فيضه
بيمينه صار العطاء عميما
مذ كان كان إسم الإله معظما
ومعظماً علياءه تعظيما
هو أعظم الأسماء نبع ظهورها
ومقسمٌ أنوارها تقسيما
فهو الخليل لربه له خلةٌ
قد أسعدت رشحاتها ابراهيما
وهو الكليم لربه في بهجةٍ
قد أبهجت موسى فصار كليما
مستمعينا الأفاضل، ويستمر أديبنا الولائي الأخ عبد الرضا الحائري في تصوير مصاديق كونه العبودية الخالصة التي تجلت في الرسول الأعظم- صلى الله عليه وآله- وهي منبع وصول الخير الى جميع الخلائق من الأنبياء -عليهم السلام- وغيرهم بها يعرف الله وبها يعبده العابدون وبها يحيا ويرزق المخلوقون، فالعبودية المحمدية هي محض جودٍ ونبع خير يفيض عطاءً من فاتح الخير... يقول الأديب الحائري مشيراً الى ما ذكرته روايات المعراج المحمدي:
في قاب أدنى عند سدرة منتهى
سمع الخطاب محبباً ورخيما
صوتاً علياً من عليٍ قائلاً:
أبشر حبيبي عبدي الموسوما
لولاك لم أخلق سماواتٍ ولا
أرضاً دحيت ولا برأت جسوما
أنت الولي فمن أحبك صنته
وأنا المعذب من جفاك خصيما
فأنثر عطائي بين خلقي رحمة
وسعّتها بك يا محمد ديما
صلّوا على وجه الإله محمدٍ
بالوجه قد عرف العظيم عظيما
هو ذوالجلال محمدٌ إكرامه
بجماله جعل الوجود وسيما
قد بارك الوجه الجميل الإهه
وبوجهه يسقى العباد سجوما
ومحمدٌ روح الإله تنزلت
من قدسه فترابها ملثوما
قد كان روحاً يوم لم يك غيره
كان الإله إنيسه ونديما
وبنفخةٍ منها تنوّر آدمٌ
صار الصفي وقبل كان أديما
وبنفحةٍ منها حوتها مريمٌ
صار المسيح مباركاً وحليما
وبجلوةٍ قدسيةٍ من أحمدٍ
يهوي الملائك سجداً تعظيما
فهو المقدس قد تجلى ربه
فيه جليلاً قاهراً وكريما
وهو المبارك من ندى بركاته
تعطي الزهور رحيقها وشميما
الله واهبه عطاءً كوثراً
أزكى الهبات أعزها مقسوما
شرحاً لصدرٍ بالطهارة نيرٌ
حفظ الأمانة معلناً وكتوما
رفعاً لذكرٍ في علاه ممجّدٌ
ليغيظ دوماً كافراً وغشوما
خلقا وخلقا في الكمال سنامه
فكما يحب أتمّه توسيما
كانت هذه مستمعينا الأكارم بعض مقاطع قصيدة (جنة المصطفى) التي أنشأها الأديب الولائي الأخ عبد الرضا الحائري في مدح سيد المرسلين النبي الأكرم _صلى الله عليه وآله_ وقد قرأناها لكم ضمن لقاء اليوم من برنامج (مدائح الأنوار) إستمعتم لها من إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران تقبل الله منكم حسن الإصغاء ودمتم في رعايته سالمين.