بسم الله وله عظيم الحمد والثناء أن وفقنا لمودة صفوته من العالمين حبيبه المصطفى وأنوار هدايته آله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.
السلام عليكم إخوتنا وأخواتنا ورحمة الله، تحية مباركة طيبة نفتتح بها لقاء اليوم من برنامجكم هذا.
أيها الأعزاء، جمع الحافظ القندوزي -وهو من المذهب الحنفي- في كتابه الموسوعي ( ينابيع المودة لذوي القربى) وفي أجزائه الثلاثة، كثيراً من الأحاديث النبوية الشريفة التي تبين حقيقة أن التعبد لله بالصورة التي يرضاه عزوجل لا يتحقق إلا بالتوسل إليه بمحمدٍ وآله الطاهرين، فهم صلوات الله عليهم الوسيلة الى الله الذين أمر الله عزوجل بابتغائها إليه، وقد دعا حتى أنبياءه العظام عليهم السلام إلى التوسل إليه بأنوار محمد وآله قبل مجيئهم الى دار الدنيا. وهذه هي- مستمعينا الأفاضل- من امهات الحقائق التي عرفتنا بها كثيرٌ من أحاديث النبي الأكرم – صلى الله عليه وآله- المروية من الطرق المعتبرة عند مختلف المذاهب الإسلامية.
وهذه الحقيقة يصورها لنا بلغة الشعر الأديب المعاصر الأخ عبد الرضا الحائري في مديحته المحمدية التي حملت عنوان (جنة المصطفى)، نقرأ لكم في هذا اللقاء المقاطع التي يتطرق فيها لتلك الحقيقة، تابعونا مشكورين.
قال الأديب الحائري مخاطباً محمداً وآله الطاهرين- صلوات الله عليهم أجمعين-:
صلى عليكم ربكم يا سادتي
يا من بكم يغدو الجهول عليما
فبكم عرفنا ربنا يا آله
يا حبّه يا روحه المعصوما
ناموسه أنتم، وشمس وجوده
قد أشرقت بوجودكم تكريما
صلى عليكم ربكم، مذ كنتم
صرتم منار سمائه ونجوما
من قبل خلقكم إبتلاكم ربكم
كلٌ تجلّى صابراً وحليما
فأختاركم للخلق بعد أئمةً
تهدونهم نهج الرقي قويما
وبكم تجلى للخلائق رحمةً
إذ لم يطيقوا نوره الموسوما
من زاركم زار الإله فأنتم
أبوابه قد أشرعت ترحيما
صلى عليكم ربكم يا عزه
وجماله وجلاله المختوما
يا أمنه وسلامه، يا حلمه
يا جوده يا رزقه المعلوما
يا عينه ويمينه، يا وجهه
وجهت وجهي شطركم تعظيما
إياه نعبد ثم نطلب عونه
إذ نستعين بلطفكم تقويما
فلقد وجدنا عونه في داركم
دون الديار بيمنكم مضموما
نفحاته في فيضكم جلبت لنا
رزق الكريم ببابكم مقسوما
في داركم جعل الكريم عداته
رزقاً تنزل من علاه عظيما
مستمعينا الأكارم، وكما أشرنا في مطلع هذا اللقاء، فإن الأحاديث الشريفة المروية من طرق الفريقين صرحت بأن الله عزوجل شاء بحكمته أن يكون محمد وآله الطاهرون وسيلة لقربه توسل بها حتى الأنبياء- عليهم السلام- بعد أن عرفهم بمقامات محمد وآله وهم -صلوات الله عليهم- انواراً بعرشه محدقين حسب تعبير الزيارة الجامعة، وهذا ما يشير إليه الأديب عبد الرضا الحائري في مقطع آخر من مديحته مخاطباً محمدا وآله المعصومين- عليهم السلام- قائلاً:
صلى عليكم ربكم يا سادتي
متلطفاً بعباده ورحيما
فهو اجتباكم كعبةً مرضيةً
ووسيلة ضمت رضاه صميما
وبكم توسل آدمٌ متلقيا
أسماءكم من ربه تعليما
وبكم حظى مستبشراً بكرامةٍ
فهوى الملائك سجداً تفخيما
وبذكركم صارت لظى نمرودها
برداً سلاماً أنعش ابراهيما
وبكم توسل يوسفٌ في جبّه
إذ كان في رقّ الأسى مظلوما
فغدا عزيزاً حاكماً في غربةٍ
وعلى خزائن ملكها مخدوما
وحبا سليمان النبي ودادكم
ملكاً فريداً في البلاد عظيما
والخضر صار معلماً لنبيه
لما بكى لمصابكم مهموما
لقمان أوتي قبسةً من علمكم
صلى عليكم فأجتباه حكيما
لهج الخليل بذكركم بمحبةٍ
صلى عليكم فأصطفاه نديما
وأقرّ يونس مذعناً لعلاكم
ومسبحاً مولاكم تسليما
فنجا سريعاً من دجى ظلماته
إذ صار فيها آبقاً ومليما
منكم تعلمت الملائك وردها
وبكم تسبح ربها تعظيما
وبكم تنزل للورى فيض الندى
لولاكم كان الأديم حطيما
فبكم يسوق الله رزق عباده
وبكم يزجّي في السماء غيوما
وبكم ينزل قطرها وشفاءه
مددٌ ينال رضيعها وفطيما
وبكم يزكي للزكاة تفضلاً
وبكم يبين آيّه تعليما
وبكم يهذب للنفوس، يثيبها
وبكم يعاقب من بغى محكوما
وبكم يتم صلاتنا وصيامنا
وبكم يتمم حجنا تتميما
كانت هذه مستمعينا الأكارم بعض مقاطع مديحة (جنة المصطفى) التي أنشأها الأديب المعاصر الأخ عبد الرضا الحائري في مدح محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين وقد قرأناها لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية ضمن لقاء اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) تقبل الله منكم حسن الإصغاء ودمتم في رعايته آمنين.