بسم الله وله الحمد إذ جعلنا من أهل المودة والولاء والطاعة والوفاء لصفوته الرحماء سيد الأنبياء وآله النجباء صلواته وتحياته وبركاته عليهم أجمعين.
السلام عليكم اخوتنا المستمعين، ينقل عن أحد العلماء قوله إن الإمام عليا- عليه السلام- هو من أعظم معاجز النبي الأكرم- صلى الله عليه وآله-، وهذا الأمر يصدق على سائر أهل بيت النبوة – عليهم السلام-، فبكمالاتهم عرف الناس كمالات عميدهم المصطفى – صلى الله عليه وآله-.
هذا المعنى الجميل نتلمسه بوضوح في المقاطع التي إخترناها لهذا اللقاء من قصيدة (جنة المصطفى) للأديب الولائي المعاصر الأخ عبد الرضا الحائري، تابعونا على بركة الله.
قال الأديب الحائري:-
صلوا على سرالإله وآله
خير الوعاة لسره تسليما
من مثله الموصوف عبداً مطلقاً
من كل عيبٍ طاهراً معصوما
من مثله وهو الذي باهى به
مولاه في معراجه تفخيما
من مثله وهو الأديب لربه
سبحانه قد أحسن التعليما
آدابه الحسنى كحسن صفاته
خلقا كخلق الله طاب عظيما
من مثله كان الوصي أديبه
وصفيه نفساً له وقسيما
من مثله وله البتول وليدةٌ
كل سجى عن كنهها مفطوما
هي ليلة القدر التي في أمنها
يتنزل الرزق الكريم عميما
من مثله سبطاه سبطا رحمةٍ
إحسانها عمّ الوجود قديما
سادا الجنان أئمةً كانا معاً
حسناً حسيناً سيداً وكريما
من مثله في آله درر السما
حفوا به نعم البدور نجوما
فهم لشمس وجوده نعم الضحى
بنهارهم جلّوا هداه سليما
قمر الولاية كلهم يتلونه
يجلون ليلاً لوغشاه غشوما
طهر الكساء أتاهم في ربهم
بنبيهم قد خصهم تكريما
هم أحمدون، محمّدون بأحمدٍ
خصوا بحجزته أباً ولحيما
فيهم تجلى نوره بتمامه
منهم سرى للعالمين سهيما
ماء الحياة يسيل في ديانهم
كلٌ ينال نصيبه المعلوما
وبهم يتم الله نور ظهوره
وبهم ينجّز وعده المحتوما
سار الوجود بفضلهم وبيمنهم
يطوى السجل بنصرهم مختوما
صلوا عليهم بكرةً وعشيةً
في عسركم، في يسركم تأميما
نعم، مستمعينا الأفاضل، محمد وآله هم نورٌ واحدٌ والصلاة على محمد التي أمرنا بها الله عزوجل لا تكون كما يريد ويرضى جل جلاله إلا إذا قرنت آل محمد- لا غيرهم- به – صلى الله عليه وآله – كما صحت بذلك الرواية من طرق الفريقين.
فالصيغة الصلواتية التي أمرنا بها الله عزوجل هي التي حددها رسول الله لأصحابه فقرن آله بنفسه وقال: قولوا: اللهم صل على محمد وآل محمد. فلم يقرن بنفسه الشريفة غيرهم- صلوات الله عليه وعليهم أجمعين-.
وإنطلاقة من ذلك يتابع أديبنا الولائي مديحته للنبي الأكرم- صلى الله عليه وآله-، فيعمم الخطاب ليشمله وآله قائلاً:
صلى عليكم ربكم يا سادتي
يا من بكم يصحو السقيم سليما
أنا ألكنٌ قد جئتكم بمديحةٍ
فبحبكم صار العيي كليما
من مثلكم زان القوافي مدحكم
ومحببين زحافها المذموما
في مدحكم تزهو الحروف فخورةٌ
يغدو الكلام بنثره منظوما
ذي مدحةٌ جاشت بصدر متيمٍ
الشوق يشدو بالدموع نظيما
أفضى بها- وبقدره- إذ لم ينل
قدراً معلىً في العماء مقيما
هي بعض بعضٍ من يسير ثنائكم
منكم تجلت نفحةً ونسيما
من ذا يطيق بيان فضلكم الذي
أعيا العقول، قويمها وفهيما
من ذا يحيط بكنهكم إلا الذي
سواكم إذ أحسن التقويما
لولاكم لم يعرفوا من ربهم
ولظل كنزاً عنهم مكتوما
لم يعرف العرفاء حقاً ربهم
إلا بكم فتعبدوا تسليما
عرفوا صفاء جماله بجمالكم
وجلاله بجلالكم مرسوما
بصفاتكم عرفوا سمو صفاته
فبكم تجلى بالكمال وسيما
نكتفي أيها الاخوة والأخوات بهذا المقدار من قصيدة (جنة المصطفى) للأديب الولائي المعاصر الأخ عبد الرضا الحائري والتي أنشأها في مدح سيد الأنبياء الهادي المختار صلوات الله وتحياته وبركاته عليه وآله الأطهار.
وبهذا ينتهي لقاء اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) إستمعتم له مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، دمتم في رعاية الله تعالى والسلام عليكم.