بسم الله وله الحمد غياث المستغيثين وغاية آمال العارفين وبهجة قلوب المحبين... وصلواته المتناميات على أنوار ولايته ومحبته وهدايته للعالمين محمد الأمين وآله الطاهرين .السلام عليكم أيها الاخوة والأخوات، على بركة الله نلتقيكم في حلقة اليوم من برنامجكم هذا وفيها ننور القلوب بقراءة مقاطع أخرى من قصيدة (خيمة المصطفى) التي أنشاها في مدح سيد الكائنات حبيبنا إمام الهداة صلى الله عليه وآله الأديب الولائي المعاصر الأخ عبد الرضا الحائري... وقد أشرنا في حلقةٍ سابقة الى أن أديبنا الحائري عرض هذه المديحة بلغة الملحمة القصصية إنطلق فيها من وصف بركات عيش بطل قصته في خيمة الولاء للمصطفى صلى الله عليه وآله ثم إنتقاله منها إتباعاً للهوى الى خيام الولاءات الأخرى حيث لم يجد السعادة فيها إلا وهماً وسراباً، وهنا تطلع قلبه لرحلة العودة الى الخيمة المحمدية والنجاة من عذابات الإخلاد الى الأرض وظلمات سجون الأهواء والشهوات.
يتحدث الأديب الأخ عبد الرضا الحائري عن حال المتطلع للعودة الى خيمة النجاة المحمدية وهو يعيش أمل انتهاء يتمه بقبول ابوة المصطفى (صلى الله عليه واله وسلم) له، وهو الذي قال لوصيه المرتضى (يا علي أنا وأنت أبوا هذه الأمه )، قال الشاعر:
من ذا يخلص روحه من سجنها
ويزيح عنها همها وكلوما
فهو الأسير محيرٌ في تيهه
ومشتتٌ ذاق العذاب أليما
وهو الذليل أذله شيطانه
متسلطاً إذ قد رآه يتيما
قد اب عبداً داخراً ومؤملاً
إنهاء يتمٍ قد عفاه سقيما
لأبوة المختار شاقت روحه
مترنماً في ذكره ترنيما
مستعطياً صدر السماحة نظرةً
بالعفو تحيي عبده المأثوما
مستعطفاً بحر السخاء بمدحةٍ
قد حررت في صدره المكظوما
أمسى يحدق في النجوم رجاؤه
إحياء قلبٍ قد ذراه رميما
القلب منه محرّقٌ بنحيبه
والروح تصلى من لظاه حميما
آهاته حرّى فلا صبرٌ وقد
أشجى أساه بروحه الحلقوما
هجر الوسائل كلها فلقد رأى
أمل الخلاص بحبلها موهوما
إلا التوسل للقدير بحبل من
جعلوا ملاذاً للورى معصوما
سالت دموع الانكسار غزيرة
تدعو إلاهاً قادراً ورحيما
يا راحم الأيتام طال تيتمي
عمري تصرّم في سدىً تغريما
يا محيي الموتى بروح المصطفى
إجمع رميمي في هداه لميما
يا دافع البلوى بسيف المرتضى
إدحر قريني في حماه رجيما
يا كاشفاً غم الحزين بفاطمٍ
قد طال حزني وإستبد غريما
ببنيها الأطياب إرحم عبرةً
لفراقهم حملت أسىً وهموما
رباه ألحق بالهداة عبيدهم
فهلاكه في عيشه مفصوما
طال إنقطاعي عند ساحل جودهم
أأموت قرب حماهم محروما؟!
هبني لهم مولاي نذر جوارهم
ومحرراً رقاً لهم ولزيما
إني دخيلٌ أستجير بلطفهم
حاشا يعود دخيلهم مهضوما
إني دخيل حماهم من غيرهم
يؤوي الطريد وينعش المهموما
ظلم الهوى روحي فلذت بحبهم
من ذا سواهم ينصر المظلوما
إني سقيمٌ فاشفني برحقيهم
إني وحيدٌ لا تذرني يتيما
رباه طهّر بالولاء عبيدهم
وإجعله منهم بالوفا ملزوما
كشف التوسل بالنبي وآله
عن قلبه ظلماته وغموما
فأتاه فتحٌ بالنجاة مبشراً
يهدي إليه وسيلةً ونعيما
فتح الفتوح ينير كل سمائه
فجرٌ يبدد للقنوط غيوما
إذ أزلفت لفؤاده باب الصلاة
على النبي وآله تسليما
خطت عليها أحرفٌ نوريةٌ
كتبت له في سره مرقوما:
إن الصلاة على النبي وآله
أم الصلات وخيرها تنعيما
الخير كل الخير في نفحاتها
بركاتها غيث الربيع سجوما
ورد الحياة وبهجةٌ قدسيةٌ
تشفي السقيم وتبرئ المكلوما
فهي التي تمحو الذنوب بنورها
وتنير نهجاً للعروج قويما
عرفانها للسالكين براقهم
يسري بهم لمناهم تكريما
وهي الأنيس لصلبّ آل محمدٍ
يجلو بها ليل الفراق بهيما
وبها الدعاء مؤمنٌ للمبتلى
وبها يزيل من الهموم جسيما
فألهج بها متضرعاً تأتي بها
للقاء ربك مسلماً وسليما
ما خاب من جاء الاله بوردها
وردٌ تبارك لا يكون عقيما
وبهذه الأبيات البليغة في وصف بركات الصلاة على النبي الأكرم- صلى الله عليه وآله- ننهي أيها الاخوة والأخوات ما إخترناه من ملحمة (خيمة المصطفى) التي أنشأها الأديب الولائي الأخ عبد الرضا الحائري في مدح حبيبنا سيد الكائنات – صلى الله عليه وآله- وبهذا أيضاً ينتهي لقاء اليوم من برنامج (مدائح الأنوار) إستمعتم له من إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران، شكراً لكم وفي أمان الله.