البث المباشر

خيمة المصطفى (صلى الله عليه واله وسلم) للأديب عبد الرضا الحائري- القسم 1

الأربعاء 11 ديسمبر 2019 - 11:24 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 448

الحمد لله وله عظيم الحمد أن جعلنا من أمة سراجه المنير البشير النذير حبيبنا محمد المصطفى صلوات الله عليه وآله الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم إخوتنا ورحمة الله. اهتم شعراء مدرسة أهل البيت عليهم السلام بتسجيل ولائهم العميق للحبيب المختار صلى الله عليه وآله والتعبير عن حبهم وعرفانهم لجميله العظيم على البشرية جمعاء. ورغم التعتيم على المدائح النبوية التي أنشأها شعراء أهل البيت عليهم السلام إلا أن تراثهم بقي يحفل بالكثير منها وهي مدائح تتميز بجامعيتها في بيان المقامات المحمدية التي خص الله تعالى بها نبيه الأكرم صلى الله عليه وآله. ومن هذه المدائح، مديحة وصلت للبرنامج من الأديب المعاصر عبد الرضا الحائري عنوانها (خيمة المصطفى صلى الله عليه وآله) وهي قصيدة مليحة معبرة، تتميز بلطافة مدحها للنبي الأكرم صلى الله عليه وآله من خلال استعراضها لتجربة قصيدة تسجل حقيقة أن الحبيب المصطفى هو صاحب الخيمة التي فيها الأمن والأمان والفوز والفلاح ... نفرد لكم في هذا اللقاء أيها الإخوة والأخوات مقاطعها الأولى فتابعونا مشكورين.
قال أديبنا الولائي على لسان حال الملتجئ إلى الخيمة المحمدية:

ناديت ربا بالمنيب رحيما

مولى غفورا ساترا وعليما

رباه صل على النبي وآله

متحننا ومسلما تسليما

صل عليهم كوثرا متناميا

وارحم بهم مستجديا وعديما

ارحم يتيما ضل عن آبائه

فغدا عليلا ضامئا محروما

أنقذ بهم مسكين تيه هائما

وأسير غي جاهلا وأثيما

وسقيم قلب قطعت أنياطه

فذنوبه قد صيرته حطيما

قد أخلقت منه المعاصي وجهه

جعلته كلا جاحدا ولئيما

مذ تاه عبدا آبقا عن خيمة

ملكوتها عدن وطاب أديما

هي خيمة التوحيد بيت المصطفى

تهب القلوب حياتها ونعيما

هي جنة التقوى وفيها المرتضى

يسقي الظماء رحيقها المختوما

طيب النبي مطيب لطعامها

فسواه خبث مشبع زقوما

وجد القطوف زكية في رزقها

وعطاؤها ملأ الوعاء كريما

لا شرك فيها لا فسوق يشوبها

لا غل لا مغلول لا محموما

ذكر الإله معطر أجواءها

يجلو الغموم ويبهج المغموما

فيها الملائك يخدمون تبركا

ويعظمون نبيه المخدوما

يستغفرون لأهلها وصلاتهم

تترى على خير الورى تسليما

مستمعينا الأفاضل، وبعد هذا التصوير الأدبي اللطيف لبركات العيش في خيمة الولاء والإتباع للحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله يصور الأديب الولائي الأخ عبد الرضا الحائري في مقارنة بليغة حقيقة الولاءات الأخرى وظلماتها مع ما تنوعت مظاهرها، فمرجعها هو إتباع الأهواء والشهوات. يقول هذا الأديب عن إنتقال بطل قصته التخيلي إلى سراب الفوز بالسعادة في الولاءات الأخرى من جنة خيمة الولاء المحمدي:

هي جنة ذاق السلام بطهرها

في ظلها لم يسمع التأثيما

لكنه اتبع الهوى فأظله

وغدا يلاحق للسراب كظيما

دخل الخيام الأخريات فلم يجد

إلا ظلاما موحشا وخصوما

أنوارها تعمي القلوب بزيفها

لهب النزاع يزيدها تعتيما

وصباحها كمسائها محض الدجى

حيث الفضاء ملبد يحموما

لا شمس فيها لا بدور تؤمها

حجب الضلالة في القلوب جثوما

آفاقها ضيق القبور مميتة

ظلم تسعر كفرها المركوما

وسماؤها للمفسدين مراتع

تزجي بهم للمصلحين رجوما

وقصورها كقبورها سكانها

بئس الموات أشدهم تصريحا

وجمالها وهم يخادع سذجا

يخفي قبيحا مرعبا مذموما

الكل فيها كالسكارى غفلة

لم يلق إلا تائها أو هيما

وطعامها جيف الكلاب كريهة

وشرابها أخفى الضريع حميما

لذاتها متبوعة بأسى الفنا

وهواؤها ملأ الفؤاد سموما

قد ضاق ذرعا من صديد قاتل

طفحت به شهواتها ترغيما

مل الحياة بظلها فبها رأى

حتى الجنان مذلة وجحيما

أني يكون خلاصه من نارها

إلا بركن للنجاة أقيما

إلا بمن صلى عليهم نوحها

مستعصما والماء فار هجوما

فنجا بفلك ضم لوح سناهم

أسماؤهم خطت عليه رقيما

مستمعينا الأكارم، وفي البيت الأخير إشارة إلى اللوح الذى وجد في بقايا سفينة نوح عليه السلام وقد كتبت عليه أسماء النبي الأكرم وباقي أصحاب الكساء عليهم السلام…كانت هذه المقاطع الأولى من قصيدة (خيمة المصطفى) التي أنشأها الأديب المعاصر الأخ عبد الرضا الحائري في مدح سيد الكائنات وقطب الأئمة الهداة حبيبنا الهادي المختار صلى الله عليه وآله وقد أفردناها لكم في لقاء اليوم من برنامج مدائح الأنوار الذي يأتيكم من صوت الجمهورية الإسلامية في إيران، في حلقات مقبلة سنقرأ لكم بعون الله ومشيئته مقاطع أخرى من هذه المديحة الملحمية وما فيها من تصوير ولائي بليغ للمقامات المحمدية السامية تقبلوا منا خالص الدعوات ودمتم بكل خير.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة