البث المباشر

(الحسين والدمعة القدسية) حميد الحائري

الأربعاء 11 ديسمبر 2019 - 10:45 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 438

بسم الله وله الحمد ذوالجلال والأكرام والفضل والانعام وأزكى الصلاة والسلام على رحمة الله الكبرى للأنام محمد المختار وآله الاطهار.
السلام عليكم أيها الاخوة والأخوات ورحمة الله وبركاته، على بركة الله نلتقيكم في حلقة أخرى من هذا البرنامج ننير قلوبنا بقراءة أبيات حسينية مستلهمة من الأحاديث الشريفة المتحدثة عن عظيم بركات البكاء على الحسين – عليه السلام- في الدنيا والآخرة.
وهذه الأبيات هي من المقاطع الختامية لقصيدة (زينة الفضل) التي تربو أبياتها على الخمسمائة وهي ملحمة عصماء من غرر الشعرالحسيني…
هذه القصيدة أنشأها الأديب المعاصر الإستاذ حميد عبدالحسين الحائري في مدح مولانا علم الوفاء والولاء باب الحوائج أبي الفضل العباس صلوات الله عليه وقد اشتملت في نصفها الأول على ذكر الشاعر لمناقبه، ولكن في منتصفها تغير مسارها بدون إرادة الشاعر وإستمرت بتصوير فني بليغ لتجربة ذاتية في عالم المعنى يظهر فيه العباس- عليه السلام- وكأنه يقاطع مديحة الشاعر ويسير بها بأتجاه ذكر المناقب الحسينية بأعتباره المثل الأعلى لما ذكر الشاعر من مناقبه- عليه السلام- فيتحدث بلسان حال الوفاء وصدق الولاء لأخيه سيد الشهداء- عليه السلام- عن مناقبه ليختم حديثه بالمقاطع التالية واولها مقطع عنوانه. (الحسين والدمعة القدسية) نقرأ فيه:

وللحسين دمعة أسبلت

من منبع الرحمة في علاه

واسى بها الله حسيناً، ومن

غير الحسين ربّه واساه؟!

معجزة الحسين في دمعةٍ

تنطق بالتوحيد من أحلاه

فيها الإله واحدٌ أوحدٌ

كما الحسين أوحدٌ بلاه

تري الفؤاد ربّه خالعاً

استاره مذ سلبوا رداه

تسمعه التسبيح من ربّه

مغفرةً حيناً، وحيناً ((آه))

تسمعه القرآن من قائلٍ

أسجد عزّاً كلّ من ناداه:

إنّي أنا الله أنا جهرةً

وذا حسينٌ…أنا من ناجاه

فاطّو طريق الحبّ في كن وكن

بـ ((كن)) محبّا له…كن هواه

كينونة واحدةٌ دونها

كينونة اللمح وما سواه

ومن هوى الحسين أحببته

مقدّماً على الرضا رضاه

أسكنه طوبى وجنّاتها

نعيمها البعيض من هناه

هناؤه الأكبر في مدمع

رضواني الأكبر مجتناه


وتحت عنوان (الحسين عزيز مصر الله) نقرأ:

ما خاب من باع له نفسه

قد غنم الشاري، فيا بشراه!

بالثمن الأعلى دنىً باعها

فأيّ ربحٍ هو، ما أدراه!

هو الحسين يشتري عبده

بنفسه، عزيزه اشتراه

وهو عزيز الله، أكرم به

من مكرمٍ لعبده مثواه

بلا ((عسى)) الطامع يحفو به

حفاوة الكريم في مأواه


ونقرأ تحت عنوان (الحسين ميزان الله):

سبحان من أهدى له دمعة

تطفيء في جحيمه لظاه

سبحان من أهدى له دمعة

خمّرها في قلب من براه

فيها الحسين ساجمٌ غيثه

بلا نفادٍ، دائمٌ عطاه

من أوّل الخلق ومن قبله

من بعده وصلاً بمنتهاه

سبحان من جلّى له رحمة

حسينه، فأغرقت رباه

سابقةً جميع غضباته

إلاّ على من جاحداً جفاه

فمن جفا الحسين عن شنأةٍ

يبتره الله بما جناه

سبحان من آلى على نفسه

شنآن من بشقوةٍ آذاه

سبحان من أهدى له دمعةً

قدسيةً تبهج من بكاه

دمعته السرور في وجدها

يرنّ في ضحكة من بكاه

تطهّر الباكي من حزنه

تطهّر الفؤاد من أساه

حرارةً تذيب أزباده

تكشف همّاً مثقلاً خطاه

وتغسل العين بماء السما

فتنثرالغطاء في هباه

لا تبق في القلب سوى كربلا

وشمسها الحسين في قباه

تشعّ في الملهوف نوراً على

نورٍ، هو البراق في إسراه

من مسجد الحسين في أرضه

لمسجد الحسين في سماه

من حرم الحمد إلى مسجدٍ

إحرامه السجود في أقصاه

من حرم نطوف في باحةٍ

تحيط بالبيت وما حواه

لمسجدٍ نسجد في بيته

فيصبح السّجّد من عراه

مستمعينا الكرام وفي البيت الأخير إشارةٌ لطيفة الى أن تفاعل المؤمن مع قضية الحسين- عليه السلام- يجعل روحه حسينية فيفيض بالعطاء والرحمة والإيثار لخلق الله فيكون بذلك من غرى الحسين- صلوات الله عليه-.
وبهذه الإشارة ننهي حلقة اليوم من برنامج (مدائح الأنوار) قرأنا لكم فيها مقاطع من قصيدة (زينة الفضل) للأديب الولائي المعاصر حميد عبد الحسين الحائري من إذاعة طهران تقبلوا منّا خالص التحيات ودمتم بكل خير.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة