بسم الله وله الحمد حمد الشاكرين له في السراء والضراء والصلاة والسلام على سادة الحامدين وصفوة الشاكرين محمد واله الطاهرين.
السلام عليكم إخوتنا المستمعين، نحييكم أطيب تحية ونحن نلتقيكم في حلقة أخرى من هذا البرنامج نعزز فيها مشاعر المودة القدسية لمن أوجب الله علينا مودتهم وجبلنا على محبتهم في فطرته السليمة التي فطر الناس عليها المصطفى الأمين واله الطاهرين …نعزز هذه المودة القدسية بقراءة مقاطع أخرى من قصيدة (زينة الفضل) وهي ملحمة كربلائية غراء أنشأها الأديب الولائي المعاصر الاستاذ حميد عبد الحسين الحائري في مدح حامل اللواء الحسيني علم الولاء والفداء العبد الصالح أبي الفضل العباس عليه السلام … وكنا -مستمعينا الأكارم- قد أنرنا قلوبنا بقراءة مقاطع منها في حلقات سابقة مدح فيها الاديب أبا الفضل العباس وذكر طرفا من مناقبه، ليفاجئنا بدء من البيت الثامن والعشرين بعد المئتين بنقل تجربة وجدانية في عالم المعنى يرد فيها ابو الفضل -عليه السلام- على ماقاله الشاعر ناسبا جميع مناقبه الى مولاه الحسين -عليه السلام- فهو مصدرها الحاوي لها ولما هو أعظم منها، وفي المقطع التالي يصور الشاعر على لسان حال أبي الفضل مقارنة موثرة بين ضمأه ومصابه وضمأ ومصاب مولاه سيد الشهداء فتحت عنوان (الحسين ضاميء الله) نقرا قول الشاعر بلسان حال العباس:
وكلّ بلواي وما مسّني
كقطرةٍ والبحر في بلواه
إن كنت ما أرتويت من عذبها
فسيّدي تشققت شفاه
إن كنت قد أصبت في هامتي
فسيّدي المذبوح من قفاه
إن كنت قد قطّعت في حبّه
فسيّدي قد طحنت أشلاه
إن كان سهمٌ مفردٌ مسّني
وضوء عيني في ضحىً أطفاه
فقلبه مثلثٌ شقه
وألف سهمٍ مزّقت حشاه
هويت في ظلِّ نخيلٍ علت
وسيّدي رمضاؤه مهواه
الروح فاضت وأنا آمن
في حجره ودمعه أسقاه
وروحه فاضت وشمر الخنا
لعابه يسيل مذ علاه
أغمضت عيني…وعيالي لها
حامٍ، هو الحسين…ما أبهاه
وسيدي قد قطعوا رأسه
مخضّباً ما أغمضت عيناه
ينظر للعيال … حفت بها
قنافذ الحبتر … ما أشقاه
لقد رأى علوج أشقى الورى
تجوس كالذئاب في حماه
ويستمر الأديب الحائري في نقل المناقب الحسينية بلسان حال أبي الفضل -عليه السلام- وكأنه يقول تحت عنوان (الحسين رب الوفاء).
إن كنت موصوفاً بطيب الوفا
فسيّدي: الوفاء من شذاه
سيّدي الأوفى، فقد ضمّني
لصدره من قبل أن ألقاه
وهو الذي صيّرني مروةً
يقصدها من حجّ في رباه
طود الصفا تلٌّ له ساجدٌ
وفاؤه الصفاء في ذراه
ومن وفاه طيب غاديات
علي من صلاة من حياه
ومن وفاه أنّه مدخلٌ
في قدسه من مات في هواه
لا يدخل الجنة إلاّ وهو
مرافقٌ من مات في حماه
ومن وفاه أنّه مذهبٌ
للهمّ عن فؤاد من بكاه
ونستمر مع أبي الفضل العباس وهو يحدثنا بلسان الحال عن المناقب الحسينية وهو يقول تحت عنوان (الحسين عصمة المصطفى).
إن كنت قد كشفت عن وجهه
كريب بعضٍ من بلا لأواه
فسيّدي الكاشف كرباته
عن قلب من لبّى ومن أتاه
واسيته بالبعض، وهو الذي
بالكلّ واسى كلّ من واساه
بكفّه يسقي- ومن حوضه-
سقاته… يا طيب ما تسقاه!
إن كان نذري أفتدي سيّدي
فقد فدى من قبل من فداه
إن كنت قد كفلت حوراءه
وهي التي قد كشفت بلاه
فهو كفيل عيبة المصطفى
وشرعه، بذا غدا أباه
وهو كفيل كلّ من زاره
وهو كفيلٌ كلِّ من والاه
ثم يصور الأديب الحائري جانبا من رد أبي الفضل العباس بلسان الحال أيضا على مدح الشاعر له بكفالة العقيلة زينب، فتحت عنوان (زينب كفيلة الطف) تقرأ:
إن كنت قد كفلت حوراءنا
لأنني من حيدرٍ فتاه
ففاطمٌ قد أودعت زينباً
كفالة الطف وماحواه
قد كفلت كنز مواريثنا
في صدرها ضلوعها حماه
كفيلة السبي بأشجانه
وثقله في كفها مرساه
قد جمعت مسلوب أشتاته
في قلبها الدامي من شجاه
حمته من أسواط أضغانهم
بمتنها المسوّد من لظاه
عنه أشاحت نيرأصفادهم
بمعصمٍ قيد العدى أدماه
بها حماه الله من بغيهم
بعينها العبرى غدت ترعاه
حمته من حراب إذلالهم
أذلت السابي ومن والاه
زينبنا بها علا مجدنا
فعزنا في سبيها مجلاه
مستمعينا الافاضل ويستمر الأديب الولائي حميد عبد الحسين الحائري بنقل مااستوحاه من حديث أبي الفضل العباس بلسان الحال عن أخته الحوراء في مقاطع أخرى من ملحمة (زينة الفضل) نسأل ألله تعالى أن يوفقنا لقراءتها لكم في حلقة مقبلة من برنامج (مدائح الأنوار) …تقبل الله منكم حسن المتابعة ودمتم في رعايته سالمين والحمد لله رب العالمين.