بسم الله وله الحمد والثناء وأزكى صلواته الناميات وتحياته المتواترات على مصابيح هداه المنقذة من الظلمات وأصفيائه الهداه الى أنوار كرامته ورحمته محمد المصطفى وآله الأزكياء.
السلام عليكم إخوة الإيمان والولاء، تحية طيبة مباركة وأهلاً بكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج نخصصه لمديحة حسينية مؤثرة فجرتها قريحة الولاء لاحد خدمة المنبر الحسيني المخلصين…قضى عمره في دعوة المسلمين لقيم سيد الشهداء وتعريفهم بمظلوميته صلوات الله عليه.
إنه العالم الشهير الشيخ أحمد الوائلي- رضوان الله عليه- وقد أنشأ هذه القصيدة المؤثرة في مرضٍ ألم به فتوسل الى الله بالرحمة الحسينية فعافاه منه…وفي القصيدة لواعج شوقٍ أصيل لجوار الحسين – سلام الله عليه-.
القصيدة عنوانها (لك مني رسالة من أنين) وقال فيها هذا الخطيب الحسيني الوفي:
أيها الرملة التي حضنت
جسم حسين ولفّعته رداءا
بلّغي عني السلام حسينا
واحمليني استغاثةً ونداءا
واسكبيني دمعاً على رملك
الأسمر يجري محبّة وولاءا
وامزجيني بآهةٍ نفثتها
زينب يوم قاست الأرزاءا
وبآهات نسوةٍ منذ يوم
الطّف للآن ألهبت كربلاءا
خبّريه بأنني لم أعد أقوى
على حمل ما أردت أداءا
لم أعد ذلك النعيت الذي
يحمل ذكراه لوعة وشجاءا
ويناغي بوجده ساجعات
كم حملن الحنين والأصداءا
وأواسي به النّبي وأشجي
لعليٍّ وأسعد الزّهراءا
عشرات السنين وهو بثغري
نغمٌ عاش يسحر الأجواءا
نغمٌ يحمل البطولة والأمجاد
في كل مهدها والفداءا
ويحثّ الدنيا لتزرع أغلى
تضحياتٍ وتحصد الآلآءا
رغم أنَّ المصاب شيءٌ يفوق
الوصف وقعاً ويعجزالإحصاء
وسمار السرّاء لا تتأتّى دون
أن يحتسي الفتى الضرّاءا
ثم ينتقل المرحوم الشيخ الوائلي- رضوان الله عليه- الى خطاب وجداني لسيد الشهداء أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) قائلاً:
سيدي إنني إليك انتماءٌ
ولو أنّي لا أبلغ الإنتماءا
وطموحات الطين والحمأ المسنون،
هيهات تبلغ الجوزاءا
لأنذبكم وأمنّي النّفس
أن تسعد المنى الادّعاءا
فأعدني إلى رحابك يا من
يحمل النبل كلّه والوفاءا
واسأل الله يا دماً بارك
الأرض وأرضى بما توخّى السمّاءا
سله دفع السّقام عني بلطفٍ
منه عمّ الدنيا، ويشفي الدّاءا
فيداه مبسوطتان لمثلي
ينفق الفضل فيهما كيف يشاءا
يا حسيناً يا من شدوت به
صبحاً، وناجيته بوجدي مساءا
لك منّي رسالة من أنينٍ
في تضاعيفه سكبت الرّجاءا
أتقرّى بها جداك ملحّا
وأرجّي من الحضور الدّعاءا
وأنادي يا من كسبت الضحايا
سلّم المجد سادةً شهداءا
إنّ أجواءنا ظلامٌ، فعلّمنا
بأن نسرج الدّماء ضياءا
وتقبّل منّا مواسم قامت
لتواسى الأئمة الأصفياءا
وأعدنا للصّاعدات وألهمنا
بأن نحمل الحسين لواءا
كانت هذه مستمعينا الأكارم قصيدة (لك مني رسالة من أنين) للخطيب الحسيني الوفي المرحوم الشيخ أحمد الوائلي رضوان الله عليه. ونختم هذا اللقاء بذكر شقيقة الحسين وحاملة لواء ملحمته الخالدة مولاتنا العقيلة الحوراء زينب الكبرى -عليها السلام- وهذه الأبيات الستة التي أنشأها أحد شعراء الولاء في مدح صبرها الإلهي قائلاً في خطاب سيدة الصابرين:
مجدت صبرك والدموع تسيل
من مهجتي ومسيلها تهليل
والقلب مستعرٌ بذكر مصائبٍ
عظمت خطوباً مالهن مثيل
فلأنت قرآن الصبور لربه
صبر الإله لصبرك التأويل
يا صبر زينب قد حملت أمانة
عن حملها الصم الجبال تعيل
سبيٌ وسلبٌ بعد قتل أحبةٍ
قد خصهم بمديحه التنزيل
ما جف منذ الطف منها مدمعٌ
دامٍ يسيل وشجوها ترتيل
وبهذا ينتهي أيها الاخوة والأخوات لقاء اليوم من برنامج (مدائح الأنوار) إستمعتم له من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران شكراً ودمتم في رعاية الله.