بسم الله وله الحمد ذو الفضل والانعام والصلاة والسلام على سادة الانام المصطفى الأمين واله الطاهرين.
السلام عليكم إخوتنا المستمعين، معكم أيها الاعزاء في لقاء اخر مع قصيدة (زينة الفضل) التي أنشاها الأديب الولائي الاستاذ حميد عبد الحسين الحائري في مدح حامل اللواء الحسيني مولانا أبي الفضل العباس صلوات الله عليه.
وقبل أن ننير قلوبنا بقراءة المقاطع التي اخترناها لهذا اللقاء نذكركم أن الأديب الحائري بدأ من البيت الثامن والعشرين بعدة المئتين من القصيدة في تصوير تجربة ذاتية في عالم المعنى يصور فيها أبا الفضل -عليه السلام- وكأنه يحدثه بلسان الحال وهو ينسب كل مامدحه به الى مولاه الحسين عليه السلام، فهو منتهى الفضل ومنه يصدر عطاء أبي الفضل…. و في المقطع التالي الذي يحمل عنوان (الحسين دين الله المرتضى) يحدثنا أبو الفضل بلسان الحال عن خصوصيات الطف الحسيني قائلا:
ما عرف الحسين مولى الورى
وسرّه المكنون…إلاّ الله
هو ثاره ووتره المرتضى
أتمّه ديناً لنا ارتضاه
((دين الورى)) أتمّه ربّهم
يوم غديرٍ، بالولا مجراه
لكنّ ((دين الله)) لم تكتمل
أركانه، ولم يقم بناه
إلاّ بيوم الطفّ، إذ أسفرت
شمس حسين، أكملت هداه
فأكمل الله لنا دينه
نعمته تمّت بعاشوراه
كان غدير الدم في كربلا
هديّة الله لمصطفاه
في مجمع النورين من أحمدٍ
والمرتضى، والملتقى زهراه
هو الحسين ورد جبريلها
هديّة الله لمصطفاه
ذبيحه الأوحد، فهو الذي
من قبل أن يفطره ابتلاه
فكان وترا في الفدى مفردا
بلا حدود فاديا راه
فاختاره ردء لأهل الكسا
من قبل ان يخلقه صفاه
المصطفى منه، وهو سبطه
في قدرٍ…بحكمةٍ قضاه
في طفه خيمة أهل العبا،
من امّهم في الطفّ ملتقاه
كساؤهم تحمله فاطمٌ
لمجلسٍ يعقد في عزاه
إذن الدخول شمّنا طيبه
رائحةً خصّ بها ثراه
ضريحه الكعبة في سرّها
مفتاحها الإعراض عن سواه
زمزمي الدمع على خطبه
يندب: ((واحسين)) من يسقاه
وحوضه الكوثر..دمعٌ جرى
من مهج العشّاق في رثاه
من يلبس السّواد حزناً له
من ورق الجنّة ما ارتداه
سوادها السّتر على مذنبٍ
مستغفراً من ذنبه أتاه
لمّا ارتداه آدمٌ تائباً
تاب عليه الله واصطفاه
وفي مقطع لاحق عنوانه (الحسين دمعة الله) يقارن أبوالفضل العباس -عليه السلام- في ما ذكره الشاعر في المقاطع السابقة من عظيم مصابه يقارن بمصاب اخيه سيد الشهداء -عليه السلام- فكأنه يقول:
شتّان ما بين مصابي وما
أصاب مولاي…فوا لهفاه!
إن كنت قد أبليت مستسقياً
فمن فرات مهر فاطماه
وسيّدي استسقى وهو آيسٌ
بطفله الظامئ، من عداه
وجودي المحمول جلد الظّبا
وجوده الرضيع..واويلاه!
إن كان جودي شقّه نبلهم
فماؤه المراق في ثراه
وجوده…سهم العدا قد فرى
أوداجه، فارتفعت دماه
خضّبت العرش وما حوله
وأبكت الله الذي براه
عدّت وماء الجود يجري على
صدري، كدمعٍ سال من جواه
وعاد مولاي…على صدره
دم الرضيع قانياً مجراه
آليت أن أظلّ في مصرعي
كي لا أرى الرضيع في ظماه
كي لا أرى الأطفال ترنو إلى
جوديي في كفّي…فلا تراه
كي لا أرى الدمعة في عين من
وعدتها بالماء أن تؤتاه
كي لا أرى سكينةً في أسىً
آيسةً تندب: واعمّاه!
وسيدي عاد وهو حاملٌ
رضيعه المذبوح في مناه
وشاهد العيال في وجدها
آيسةً تلوب في خباه
وشاهد الرّباب في دهشةٍ
مذيبةٍ للقلب في أساه
تسأل عن رضيعها زينباً،
وزينبٌ تجهد في إخفاه
تسأل عنه: ما له ساكتٌ؟!
هل نام ظامٍ ربّه رواه؟!
أم بحّ من طول البكا صوته
أم إن ثقل الجوع قد أضناه؟!
أم إن حرّ الشمس قد غاله؟!
وا لهف نفسي…ما الذي أراه؟!
أهو خضابٌ من دما نحره
أم من دم المظلوم قد أدماه ؟!
سيّدتي الحوراء…أخبريني
هل وتروا بقتله أباه؟!
فاسترجعت زينب في لوعةٍ
فضجّت الرباب: واطفلاه!
كفكفت الحوراء دمعاتها
وسبّحت…والذّكر: يا الله
فأسبل الحسين دمعاته
وذكره: فاطم…واغوثاه!
وأرّقت نخوته صيحةٌ
تقول: من بعدك واذلّاه!
وألهبت آهاته جمرةً
رقيّةٌ… وفجرت بكاه
لمّا أتت تحمل في كفّها
حرزاً برّقٍّ وجدها طواه
قد كتبت في رقّها عوذةً
دموعها المداد...من أقناه
علّقت الرّق على صدرها
أمانة …سرعان ما تلقاه
وفي الابيات الاخيرة مستمعينا الافاضل إشارة إلى أن وداع السيدة رقية لأبيها الحسين إشتمل على تذكرة بأنها ستكون حرزا لعياله تحميهم من بطش يزيد في الشام عندما تضحي بنفسها وهي تعانق رأسه الشريف في خرابة الشام، فتحدث الضجة التي ستمنع الطاغية من الفتك بجميع سبايا ال الرسول صلى الله عليه واله وسلم.
وبهذه الاشارة التوضيحية ننهي لقاء اليوم من برنامج (مدائح الانوار) الذي قرأناه لكم من طهران وفيه بعض مقاطع ملحمة (زينة الفضل) للأديب الولائي المعاصر حميد عبد الحسين الحائري …شكرا لكم وفي أمان الله.