بسم الله وله الحمد ذوالجلال والاكرام والفضل والانعام والصلاة والسلام على أنوار هدايته وكنوز رحمته للانام الصادق الامين واله الطاهرين …
السلام عليكم إخوة الايمان:
تحية طيبة وأهلا بكم قي لقاء اليوم من مدائح الانوار المحمدية نقرأ لكم فيه مقاطع مديحة لعلم الوفاء والولاء الصادق نجم علي الثاقب وقمر الحسين وحامل لوائه أبي الفضل العباس صلوات الله عليه.
وهي من ملحمة كربلائية عنوانها (زينة الفضل) للأديب المعاصر الاستاذ حميد عبد الحسين الحائري، وقد قرأنا لكم في حلقات سابقة عدة من مقاطعها وننور قلوبنا في هذا المقطع بقراءة مقاطع اخرى، نبداها بمقطع عنوانه (عباس راية الزهراء).. وهذا المقطع تتمة لمقطع سابق يصور بلسان الحال موقف الحسين -عليه السلام- بعد استشهاد أخيه ومواسيه أبي الفضل، وفيه يصور الأديب أن سيد الشهداء وضع كفي العباس تاجا للراية الحسينية كتعبير رمزي.. ويستمر الأديب في هذه الرمزية البليغة في حوار بلسان الحال بين الحسين وأمه الزهراء عليها السلام فيقول:
وقدّم السّبط لوا كربلا
لفاطمٍ، وقال: ((يا أمّاه
نذر فتى والدي المرتضى
كفّا أخي العبّاس، ما أوفاه!
أودعها في كنزك المجتبى
وأنت كنز الله…يا رضاه
جزاؤه عندك موفوره
وكلّ أجرٍ منك ما أوفاه!))
أخرجت الزهراء من كنزها
كساءها المطويّ في عباه
واتّخذت عموده ضلعها
قوامه وتاجه كفّاه
ذي ((راية العبّاس)) هي أجره
قالت: بنيّ، الأجر ذا معناه
وخضّبتها من دما ولدها
من رائد الركب إلى أخراه
عمّدت الكفّين من دمعها،
وقلبها لربّه ناداه:
بأيّ ذنبٍ قتلوا ناصري؟!
بأي ذنبٍ قطعت يداه؟!
أودعت الكفّين في كنزها
نادبةً: عباس وا إبناه
والتفت السّبط إلى أخته
معزّياً، والوجد قد أضناه
فأشرفت زينب من خدرها
بصبرها.. تندب من أبكاه:
وفيت بالنّذر فتى والدي
أخيّ عبّاس…فوا لهفاه
بوركت مرضيّاً إلى الملتقى
أنعم كفيلاً سرمد محياه
بوركت يا فخر الولا كافلاً
من كان منّا وبنا نجواه
مستمعينا الافاضل، كان البيت المتقدم هو السابع والعشرون ومئتين من أبيات قصيدة (زينة الفضل)، وفي المقطع اللاحق يفاجئنا الاديب الحائري بانتقال المدح الى نمط اخر يكون فيه ابوالفضل مادحا بلسان الحال لمولاه الحسين -عليه السلام-، يبدأ بنقل تجربته الوجدانية من المقطع التالي الذي عنونه (وقال عباس أنا عبد الحسين) في إشارة الى تحقق عبوديته لله عزوجل بولائه لسيد الشهداء -عليه السلام- ، قال الأديب:
وقلت: عبّاس أخو نجدةٍ
فجاءني الغوث…وما أحلاه!
طلّ على القلب بأنواره
حياؤه مضاعفاً بهاه
أردت وصف البدر، لكنّه
قاطعني… والوصف في اولاه
أردت أن أبداً في مدحه
فسار بالمدح إلى مسراه
تفايضت عيناه في بهجةٍ
بجذوةٍ شعّ بها وفاه
قال لي العبّاس: مهلاً، ألا
الحمد لله على نعماه
إن شئت مدحاً أرتضيه فقل:
(عبد حسينٍ)، لا تقل: أخاه
لولاه ما كنت أبا فضلها
ما كنت عبّاس الوفا لولاه
إن كنت ذا فضلٍ فمن فضله
فهو أبوالفضل بمنتهاه
يفيض فضلاً عمّ حتّى العدا
برحمةٍ فاضت بها عيناه
يوم بكى عطفاً على زمرةٍ
سيسفكون في غدٍ دماه
ملّكني جوداً، فصرت- وما
أملك ملكاً – له من مولاه
فكلّ ما في الجود منه.. أنا
سقّاؤه، والماء من عطاه
ويستمر أديبنا الولائي في نقل مديحة العباس لأخيه الحسين -عليهما السلام- قائلا بلسان حاله وتحت عنوان (الحسين شمس الله).
إن كنت بدراً في سما هاشمٍ
فالبدر من ذكائه سناه
البدر لولا الشمس جرمٌ خبا
فنورها النبع الذي جلّاه
البدروالنجوم آياته
ادلّةٌ تنير في سماه
تؤنس في الليل بإشعاعه
فؤاد من في خلسةٍ ناجاه:
حبيبي الحسين…أنّى نرى
وجهك يا شمس الضحى نلقاه
أدلّةً تسري إلى فجره
هاديةً تذوب في ضحاه
شمس ضحى الله حسينٌ،وما
لي عروةٌ للمجد إلاّ هو
من ذروة المجد ينير الدّنى
فالطير لا ترقى إلى علاه
علياؤه العرش ومن دونه
كرسيّه الوسيع في فناه
قبّته في سدرة المنتهى
سامقةٌ في ظلّه طوباه
مستمعينا الافاضل نكتفي بهذا المقدار من أبيات قصيدة (زينة الفضل) للأديب الولائي المعاصر الاستاذ حميد عبد الحسين الحائري، وإلى لقاء اخر من برنامج مدائح الانوار قدم لحضراتكم من طهران استودعكم الباري عزوجل بكل خير ودمتم في رعايته دائمين.