البث المباشر

أواه يا كربلاء وعرس الفداء للأديب ناجي الحرز

الأربعاء 11 ديسمبر 2019 - 10:05 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 429

بسم الله وله الحمد والثناء على أن حبانا بنعمة المودة والولاء لصفوته الرحماء سادة الأولياء محمد وآله النجباء صلوات الله وتحياته عليهم آناء الليل وأطراف النهار...
السلام عليكم إخوة الإيمان والولاء، (أواه يا كربلاء)، و(عرس الفداء) هما عنوانا قصيدتين حسينيتين إخترنا لكم أبياتاً منهما لهذا اللقاء وهي من ديوان (الوسيلة) للأديب الولائي الإستاذ ناجي بن داود الحرز وهو من أعلام أدباء الإحساء المعاصرين ومؤسس أول رابطة لهم عام الف واربعمائة وثمانية للهجرة وله عدة داووين شعرية ومؤلفات منها دراسته الادبية لملحمة الغدير لبولس سلامة والتي حملت عنوان {الإمام علي (عليه السلام) في وجدان الشاعر بولس سلامه} وقد فازت هذه الدراسة بجائزة مهرجان الغدير سنة الف واربعمائة وثلاثة عشرة للهجرة النبوية المباركة.
مستمعينا الأفاضل ، تمتاز هذه الأبيات الحسينية ببراعة تصويرها لمشاعر محب أهل البيت المحمدي – عليهم السلام- وهو تمتلأ بصدق الولاية لأولياء الله وصدق البراءة من أعدائهم كثمرة لصدق تفاعله مع ملحمة كربلاء الخالدة...قال- حفظه الله- مخاطباً سيد الشهداء الحسين- عليه السلام- من قصيدته (أواه يا كربلاء):

الجرح جرحك والآلام آلامي

أذاب يومك فيها كلَّ أيامي

رغم السنين التي ما بيننا احتشدت

قد أتبع السهم قلبي قلبك الدامي

فإن وقعت صريعاً في دماك فقد

غرقت بعدك في طوفانها الطامي

مازلت أبحث عن مجداف زورقك الـ

محفوف نصراً فلا يمتدّ إلهامي

أين المفرُّ؟ وأطياف المصاب على

جفني يقلبّهنّ المجرم الشامي

لم ينس أشياخه والحقّ يطحنهم

طحناً بسيفٍ لظهر الشّرك قصّام

فهبّ يطلب ثأراً عند جدّك ما

كان الألى أسسوا عنه بنوّام

فكنت أنت الفدا للخلق تضحيةً

قدماً تقلّدتها من غير إحجام

مذ كنت نوراً بساق العرش قلت: أنا

أفدي الذبيح بآمالي وأحلامي

وبالضياغم من فرسان ملحمة الـ

إيمان يكلؤهم عطفي وإعظامي

وبالحرائر من أبناء فاطمةٍ

أسعى بهنّ لهول الخطب قدّامي

وبالرضيع تناغيه السهام على

صدري وتسلي الدما خفّاقه الظامي

وبالخيام ونار الحقد واريةٌ

فيها وفيها نساويني وأيتامي

وبالحبال تقاد الثاكلات بها

إلى (يزيد) فلا راعٍ ولا حام

وبالمدامع من أكباد شيعتنا

وجداً علينا كصوب العارض الهامي

هوّن عليك أبا السجاد لو تلفت

نفوسنا فيك من حزنٍ وآلام

لم نوف خنصرك المبتور واجبه

والسيف يبريه في حقد وإجرام

لم نبك إلاّ على أقدارنا شحطت

بنا إلى الآن عن خيلٍ وأعلام

حيث الصعود إلى عدن الخلود على

سنان عسّالة أو حدّ صمصام

أوّاه يا كربلاء واليأس ينخر في

رجاء جيلٍ على ذكرك حوّام

ألا تمدّين للفجر الحبيس يداً

لم يثنها الليل عن عزمٍ وإقدام

فتنزعين عن الأيام حيرتها

أو تبدليهنّ أيّاماً بأيّام

وتزرعين دروب الصابرين منىً

تغفو على صدرها المخضّل أسقامي


ويخاطب الأديب الولائي الإستاذ ناجي الحرز في قصيدة (عرس الفداء) سيد أهل الأباء- عليه السلام- قائلاً:

لذكراك أنهض من مصرعي

وأنفض يأسي عن مضجعي

وأجمع شمل الحروف التي

تحنّ لجانبك الممرع

لعلّ القوافي الخضيبات من

دمائك تثأر من أدمعي

تنفّست كالصبح لمّا نهضت

بسيفك في وجه ليل الدعي

فأغرقت كيد (أمية) في

عزائم والدك الأنزع

وأجهضت حلم الطليق الذي

يبشّر بالظمأ المفزع

وصدرك فجّرته منبعاً

فيالصمودك من منبع

وطنبّت صرح الهدى بالذي

تكسّر فيه من الأضلع

ورأسك طوّفته هالةً

من النصر قدسيّة المطلع

و(زينب) تتلو بيان الخلود

هتافاً وراء القنا الشّرّع

متى نجتليك يداً للصلاح

أطيحت عليه ولم ترجع

متى نجتليك انعتاقاً من الـ

هوان إلى رحمة المبضع

فنعلم أنك لما قتلت

عزلت المحبّ عن المدّعي


كانت هذه مستمعينا الأكارم أبياتاً حسينية إخترناها من قصيدتين للأديب الاحسائي المعاصر الأستاذ ناجي الحرز قرأناها لكم ضمن هذا اللقاء من برنامج مدائح الأنوار، استمعتم اليه من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران شكراً لكم ودمتم في رعاية الله.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة