البث المباشر

(عباس علم الوفاء وسقاؤه) حميد الحائري

الأربعاء 11 ديسمبر 2019 - 08:52 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 427

بسم الله وله الحمد الجزيل إذ أنار قلوبنا بأنوار معرفة ومودة كنوز رحمته وناشري فضله محمد واله الطيبين الطاهرين صلواته وتحياته وبركاته عليهم أجمعين.
سلام من الله عليكم أخوتنا المستمعين، معكم في لقاء اخر مع مدائح الانوار الساطعة بالهداية والمغفرة والرضوان … في هذا اللقاء نتابع أيها الاعزاء تعطير قلوبنا بأريج الولاء والوفاء ونحن نقرأ مقاطع أخرى من قصيدة (زينة الفضل) وهي ملحمة كربلائية في مدح حامل الواء الحسيني باب الحوائج مولانا العباس بن أميرالمومنين -سلام الله عليه- القصيدة الملحمية هي من إنشاء الاديب الولائي المعاصر الاستاذ حميد عبد الحسين الحائري..
في المقاطع التالية نلتقي بتصوير روائي فني بليغ لدروس الوفاء من سيرة الفتى الخالد سقاء الحسين -عليه السلام-. عنوان المقطع التالي هو (علم الوفاء ذخيرة أهل الوفاء)، وفيه يخاطب الاديب مولانا العباس -عليه السلام- قائلا:

وأنت يا مولاي كنز الوفا

بك الوفاء رافعٌ لواه

لك الوفاء خرّ مستعظماً

وفاءك الشامخ في ذراه

وفيت لله بعهد الولا

وفاء من يهفو إلى وفاه

فأسفرت شمس الولا رايةً

شعاعها وفاك في ضحاه

توجّك الوفاء أربابه

زينتهم في عرس كربلاه

أهل الوفا بالنذر في (هل أتى)

وتاجهم من نورهم سناه

تحمله مجداً على مفرقٍ

عمود أهل الغدر قد أدماه

أدموه غيظاً من وفاك الذي

أبى أماناً منهم تؤتاه

((أيّ أمان، ويحكم!)) قلتها

دون حسين، والحمى حماه

ما كنت أن أكون من دونه

بل دونه أقتل في ولاه


المقطع التالي يحمل عنوان (سقاء الوفاء الضامي) نقرأ فيه الخطاب التالي ساقي العطاشى:

لم تذق الماء على حبّه

والحبّ ما كان الوفا غناه

لم تذق النفس ولا قطرةً

والقلب قد ألهبه ظماه

وأنت وسط الماء، لكنّما

مولاك ظامٍ في لظى رمضاه

والماء في كفّيك، ترنوله

معاتباً إذ لم يصل مولاه

عجلت أن تخرج من برده

لتوصل البرد إلى لظاه

قد أذن الحسين أن ترتوي،

و قلب عبّاس الوفا.. حاشاه

أن يرتوي والسبط في ظماه

فدينك الوفيّ ذا يأباه

ما كان أن ينسى ظماك، وما

- وأنت منه- كنت أن تنساه

بلى بلى…كلٌّ نسي خطبه

كلا كما، كلٌّ نسي بلاه

وأنتما قلبا كما واحدٌ،

فواحدٌ ظماه أو رواه

أتشرب الماء بقلبٍ أبى

أعذبه إذ علقماً يراه؟!

ولو أذقت النفس من عذبه

ما كنت منه، لا ولا أخاه

خرت مواساة حسين الظّما

فصرت سقاءً لمن يهواه


مستمعينا الافاضل، ويشتمل المقطع التالي على تصوير فني بليغ لموقف سيد الشهداء الحسين -عليه السلام- وكريم مجازاته لوفاء أخيه المواسي من خلال دعوة بلسان الحال ومناجاة وحوار رمزي مع الله عزوجل، حمل مقطع عنوان (عباس دعوة الحسين) وجاء فيه:

يا سلوة الحسين في كربه

وخير من حامى، ومن واساه

وكاشف الكروب عن وجهه

بك انجلت عن قلبه لأواه

ودرعه اللصيق مستنفراً

من أوّل الدهر إلى أخراه

قد جدت بالكفّين مستفدياً،

والحبّ جودٌ دائمٌ قراه

توّج بالكفّين راياته

تاج الفدا مخلّداً ضياه

درّته العين التي أبصرت

- والسهم فيها- الفتح في محياه

ضمهّما الوتر إلى نحره

سقتهما من فيضها عيناه

شمّهما مقبّلاً والهاً

فاستكنت إليهما خدّاه

وعفّر الجبين في سجدةٍ

ناجى بها الحبيب: يا ربّاه

تقبّل القربان ذا خالصاً

لوجهك الكريم، يا مناه

أخيّ عبّاسٌ وهو سلوتي

تقطّعت محبّةً أشلاه

ظماه فيك، فاسقه مشرباً

يغبطه الخضر على صفاه

وجازه عنّا بأوفى الجزا

مضاعفا، ياخير من جازاه

واوه عندك في محضر

مقدّس القدس له مأواه

فجاءه الجواب من ربّه

وهو قريبٌ…سكنٌ نجواه:

أبشر حسيني، فأنا ربّه،

قد صام عبدي، فأنا جزاه

مبيته عندي في داركم

خالدةٌ في ذكركم ذكراه

أسقيه ريّاً بيدي…شربةً

من أطهر الشراب، من أحلاه


كانت هذه مستمعينا الافاضل مقاطع في مدح لواء الحسين الخالد مولانا أبي الفضل العباس -عليه السلام- من قصيدة (زينة الفضل) للأديب الولائي المعاصر حميد عبد الحسين الحائري.
وقد قرأناها لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في إيران ضمن برنامج (مدائح الانوار) لكم مني أزكى تحية ودمتم في رعاية الله.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة