البث المباشر

(عباس خضر الحسين عليه السلام) حميد عبد الحسين الحائري

الأربعاء 11 ديسمبر 2019 - 08:49 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 426

بسم الله وله الحمد على واسع فضله الذي ملأ اركان كل شيء.. وأزكى صلواته على من أغنوا عباده من فضله حبيبه المصطفى وعترته النجبا.
السلام عليكم أيها الاخوة والأخوات ورحمة الله وبركاته.
تحية مباركة طيبة نستهل بها لقاء اخر من هذا البرنامج نتقرب فيه الى الله عزوجل بذكر اوليائه الصالحين فننير قلوبنا بمدائحهم العطرة.
في هذا اللقاء نقرأ لكم بعض مقاطع (زينة الفضل) وهي ملحمة كربلائية في مدح بن علي وربيب الحسنين مولانا باب الحوائج ابي الفضل العباس -عليه السلام- …هذه الملحمة من إنشاء الاديب المعاصر حميد عبد الحسين الحائري، وهي من روائع الادب الولائي في مدح أهل البيت المحمدي عليهم السلام، وقد قرأنا لكم جانبا من مقاطعها في حلقات سابقة ونقرأ لكم بعضها في هذا للقاء.
في المقطع الثاني يشير الاديب الحائري الى استمرار بركات أبي الفضل العباس بعد إستشهاده _عليه السلام_ كرامة من الله له على جميل موقفه يوم عاشوراء وهو موقف نال به وسام (سقاء الله)..
يحمل المقطع التالي عنوان (ساقي وفد الله) وفيه يخاطب الشاعر مولاه قائلا:

يا ملك الماء ويا ربه

ومالك الجود وما حواه

أنت أبوالفضل ومحموده

وسيّد السّقاة من عطاه

فعمّك العبّاس كانت له

سقاية الحجيج في فناه

من زمزمٍ تنبع في أرضه

غلمانه يسقون من أتاه

فالفضل فيها قسمةٌ بينهم

لكلّ ساقٍ أجر ما نواه

وأنت حزت الفضل مستجمعاً

إخلاصه الوفاء من أنقاه

تسقي ضيوف الله في كونه

من أمّ بيت الله أو رجاه

فأنت تسقي الضيف في فجّه

بكفّك العليا ولا تنساه

تجود بالرّشفات، فهي التي

بها يسير الوفد في مسراه

تذيقه عذوبة الملتقى

وتبعث الشوق إلى لقاه

فيعشق الحجّ إلى كعبةٍ

بها الحسين كاملٌ رواه

ساقي عطاشى الله من ربّه

من زمزمٍ مجراه... من سماه

ذا شيبة الحمد أتى زمزماً

يطلبه ريّاً عسى يؤتاه

تفجّر الماء مدلّاً على

طالبه، فالحفر قد أضناه

وأنت من يطلبه زمزمٌ

برمسه يطوف في هواه

يأمل أن يقرّ في قربةٍ

يحملها العبّاس في فضاه

يأمل أن يقيم في جوفها

فيرتوي منها، فهي سكناه

يأمل أن يروى به عاشقٌ

يسير عبّاس إلى لقاه


وقبل ان نتابع قراءة الابيات اللاحقة، نشير الى ان في المقطع المتقدم إشارة الى كرامة أحاطة الماء بقبر العباس -عليه السلام- وهي ظاهرة إعجازية لم يجد العلماء لها تفسيرا، خاصة وأن طعم هذا الماء عذب لايشبه طعم المياه الجوفية، كما انه لاينضب ولايتغير سطعمه …أم المقطع اللاحق فعنوانه (عباس خضر الحسين) يقول فيه الأديب الحائري:

يا مروة السعي لنيل المنى

حيث حسينٌ شامخٌ صفاه

مناسك الإحرام علمتها

خليلها، فاستحلم الأوّاه

يا مشعر الحسين في قدسه

يزدلف الوفد إلى مناه

وخضر من حج إلى كربلا

رفيقه المعين في خطاه

باب منى الحسين، تهدي له

من أمّه ملبيّاً أتاه

ترجم بالكفّين شيطانه

مبلّغاً من أمّه مناه

تبلغه المأمن في كعبةٍ

بلا حجابٍ ربّه يلقاه

تكشف عن فؤاده رينه

فهديه ذا بالغٌ مأواه

بلا حجابٍ وجهه ناضرٌ

تريه بالقلب كما تراه


ولا يخفى عليكم مستمعينا الكرام أن مايشير اليه الأديب الولائي في المقطع المتقدم هو من جهة أثر التفاعل الوجداني مع ابي الفضل وحبه -عليه السلام- في تقوية الروح الحسينية في المومن بكل بركاتها ومن جهة ثانية يشير الى اثر الروح القدسية لأبي الفضل العباس والتوسل به -عليه السلام- في إيصال الطالبين الى المغنى الحسيني وهذا ماسيكتمله الاديب في المقطع اللاحق: فتحت عنوان (عباس باب الحسين) يخاطب ابا الفضل قائلا:

يا غوث من نادى حسيناً، أغث

عبيدك الهارب من لظاه

غوث حسينٍ أنت في سماه

وغيثه الواصب في رباه

هارونه الوزير في ملكه

وبابه المفضي إلى مغناه

من كوثر الحسين تروي الورى

ريّ كريمٍ هانئ عطاه

وزمزم الولاء نبعٌ صفا

بقبرك المعمور يا سقّاه

حبّ حسينٍ ريّك المجتنى

تحيي به من مات في هواه

و(عابس) أجنّه حبّه

برشفةٍ سقيت من سناه

وأنت عبّاس ورشفاته

شرابك الدائم في علياه


أدام الله علينا وعليكم إخوتنا وأخواتنا بركات معرفة مودة حامل اللواء الحسيني مولانا باب الحوائج أبي الفضل العباس عليه السلام …اللهم امين، ماقرأنا لكم أيها الاعزة هي مقاطع من قصيدة (زينة الفضل) للأديب المعاصر حميد عبد الحسين الحائري، وقد استمعتم لها من اذاعة صوت الجمهورية الاسلامية في إيران ضمن لقاء اليوم من برنامج (مدائح الانوار)، تقبل الله منكم جميل الاصغاء ودمتم في رعايته سالمين.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة