بسم الله وله الحمد والمن أن تفضل على عباده بأن فتح له باب محبته بالتخلق بأخلاقه إذ أمرهم بأتباع سادة أوليائهِ وأمنائهِ المصطفى الأمين وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين. السلام عليكم إخوتنا المستمعين.. تحية طيبة، أهلاً بكم في لقاء آخر من هذا البرنامج نقرأ لكم فيه مقاطع أخرى من ملحمةٍ كربلائية في مدح البطل العلوي والوفي الحسيني مولانا باب الحوائج أبي الفضل العباس بن أميرالمؤمنين -عليه السلام- ..عنوان هذه الملحمة هو (زينة الفضل) من إنشاء الأديب الولائي المعاصر الإستاذ حميد عبد الحسين الحائري والتي قرأنا لكم في لقاءٍ سابق خمسةٍ من مقاطعها الأولى …والمقاطع التي إخترناها لهذا اللقاء تشتمل على إشارات لطيفة لتخلق حامل اللواء الحسيني -عليه السلام- بأخلاق أهل الكساء _صلوات الله عليهم_ أجمعين..تابعونا مشكورين...
في المقطع السادس يشير الى تخلق أبي الفضل -عليه السلام- بالأخلاق المحمدية العلوية، فيقول تحت عنوان (عباس فتى محمد وعلي):
ياابن أميرالمؤمنين الفتى
حُييتَ شِبلاً قد حكى أباهُ
من أسد الله نَما عُودُهُ
مستقصيا مقتفيا خطاه
والمرتضى نفس نبي الهدى
فأبن علي نجل مصطفاه
فأنت من طه بَلي عبدُهُ
كقابِ قوسين، بلى..أدناهُ
أنت لصيق الحَسَنين، هما
كلاهما للمصطفى نجلاهُ
وتحت عنوان (عباس بدر السبطين) يتابع الأديب خطابه لأبي الفضل قائلاً:
فيا أخا السبطين فذاً حوى
من مجمع النورين ما حَواهُ
الحسنان جوهرُ واحد
من فاطمٍ وحيدرٍ سَناهُ
هو جوهر التوحيد في سرَّهِ
الليلُ فجر ظاهرُ خفاهُ
المجتبى غيبُ حسينِ الندى
فجر حسين ليلُ مُجتباهُ
وأنت ظلُّ لهما مُفردٌ
فأنت من كلاهما آخاهُ
للمجتبى الجود، وأنت الذي
حملته في غيب كربلاهُ
وأنت للحسين في طفَّهِ
عينُ ظُهور الجود في رُباهُ
المجتبى أهداك من صمتهِ،
وصمتهُ جذبٌ إلى نجواهُ
ثم الحسين لك أهدى فماً
تنطقُ عنه ألفاً بياهُ
وجاء المقطع الثامن في وصف التجليات الحيدرية في حامل اللواء العباس –عليه السلام- فتحت عنوان (عباس وجه حيدر) قال الأديب الحائري:
طِبت فطابت لك من حيدرٍ
بُنُوّةُ العارج في سَماهُ
بُنوّةُ المُبحِرِ في عُمقهِ
لآلئُ الإخلاص مُجتَناهُ
بُنوّةُ الوارث في حُبَّهِ
ما شاء من علمٍ، ومن تُقاهُ
شجاعةُ الضحاك في حربهِ
في بسمةِ العبّاس في وغاهُ
عبادةُ البكاء في ليلهِ
في دمعة العبّاس في هُداهُ
بنوةُ العارف، من حيدر
مَجّدهُ بسجدةٍ....حَياهُ
بنوّةُ الولاء في صدقهِ
فبالولي طائفٌ أوّاهُ
(عباس وليد أم الوفاء) هو عنوان المقطع التاسع وفيه يقول الأديب:
قد رضع الولاء من أمه
ولاؤها أزهر في ولاهُ
أمُّ البنين أخلصت ودَّها
لحيدرٍ، بل قَبلَهُ زهراهُ
وَصيفةُ الزهرا لأولادها
أمُّ وكهفُ دافئُ فِناهُ
بكت حسيناً قبل أبنائها
بكاؤها الولاءُ في عُلاهُ
قد شهقت لزينبٍ شهقةً
بها حنانُ الأمّ ...ما أشجاهُ!
وأرضعت أبناءها نخوةً
من أقدسِ الولاء..من أنقاهُ
بها فَدَوا حسينَها أنفُساً
تلتذُّ بالموت..فما أحلاهُ!
دون إمام الحق من فاطم ٍ
إذ رضعوا من أُمّهم هُداهُ
أُمّ البنين أُمّ ذي فضلها
و فاؤها المُضيئُ في وفاهُ
ورثت العباس إخلاصها
لفاطم، وقلبه حواه
وبعد هذه الإشارة لما ورثه ابوالفضل من امه الطاهرة الوفية -عليها السلام- ينتقل الاستاذ الحائري الى ذكر وراثته من أبي طالب -عليه السلام- فتحت عنوان (عباس وارث سيد البطحاء) يقول الشاعر:
قد كفل الحوراء مُستورثاً
كفالة الجَدَّ لمصطفاهُ
من سيد البطحا أبي طالب
تَسَلم العّباس ما حَباهُ
كفالة النور بقلبٍ غدا
درعاً يقي فؤاد من حَماهُ
من جدَّهِ بيضةِ أُم القرى
حاز الفتى اللُّباب من بهاهُ
ذاك حَمى النور أبا فاطم ٍ
حتّى قضى رِدءً لمن وَقاهُ
من بعده ضاقت على المصطفى
أُمُّ القرى، إذ غاب من آواهُ
هاجر منها تحت جنح الدجى
منتشراً من طيبه ضُحاهُ
وذا حمى النور بني فاطم
حتّى مضى مُقدَّماً أشلاهُ
فأصبح الحسين رهن العدى
وأطبق الشرُّ على سماهُ
فهاجر السبط..ولكن إلى
ربَّ العلى مخضّباً لقاهُ
وهاجرت زينب مأسورةً
إلى شئام الشام، واذلّاه!
ترمقُ شطَّ العلقمي نُدبَةً
وصرخةُ الفؤاد: وا أخاهُ!
وصامت الصَّبيةُ عن عذبها
وذكرُها الحزين: واعمّاهُ!
اخوتنا مستمعي إذاعة طهران، صوت الجمهورية الاسلامية في ايران وبهذا المقطع المؤثر في المقارنة بين كفالة أبي طالب للمصطفى -صلى الله عليه وآله- وكفالة أبي الفضل العباس للركب الحسيني ننهي هذا اللقاء من برنامج (مدائح الانوار) وقد قرأنا لكم بعض مقاطع الملحمة الكربلائية تحت عنوان (زينة الفضل) وهي في مدح حامل اللواء الحسيني مولانا أبي الفضل العباس -عليه السلام- أنشأها الأديب المعاصر الإستاذ حميد عبد الحسين الحائري..
شكراً لكم ودمتم في رعاية الله...