بسم الله وله الحمد مبدأ كل فضل ٍ ومنتهاه وأزكى صلواته على ناشري فضله بين خلقه انوار هداه وسفن نجاته المصطفى الأمين وآله الطاهرين.
السلام عليكم إخوتنا المستمعين ورحمة الله وبركاته....تجلت في مولانا أبي الفضل العباس بن أميرالمؤمنين -عليه السلام- من صفات الفتوة الإيمان والوفاء ما جذبت إليه القلوب وملئت بحبه الأفئدة وفجرت قرائح الأدباء فطفقت تنشأ في مدحه -صلوات الله عليه- روائع الشعر الولائي. ومن روائع مدائحه قصيدة عنوانها (زينة الفضل) وهي ملحمة كربلائية تربو على الخمسمائة بيت من إنشاء الأديب الولائي حميد عبد الحسين الحائري حفظه الله تعالى، نقرأ لكم في هذا اللقاء بعضاً منها، لكن قبل البدء بقراءة أبيات هذه القصيدة نشير الى انها كما يظهر بوضوح من التأمل فيها تعبر عن تجربة وجدانية للشاعر مع ممدوحِهِ فيها، وقد ذكر منشؤها أنه وجد في قلبه رغبة منشأها المودة لهذا البطل العلوي، أن يمدحه فلم يستطيع فطلب بتوسل من روحه القدسية أن يعينه -صلوات الله عليه- على قول خمسةِ أبيات في مدحه، فتفجرت قريحته ببركة أبي الفضل العباس بهذه الملحمة التي تجاوزت الستمائة بيت كما أسلفنا إفتتح الأديب قصيدته بمقطعٍ عنوانه (عباس مأوى الفضل) قال فيه مخاطباً، القمر الحسيني الخالد:
يا زينة الفضل ويا أباهُ
وأبن فتى الله ومرتضاهُ
فتوةُ الأمجاد عُلوية
هي إرثُك المُنزلُ من عُلاهُ
فتوةُ الجلال في حُسنها
تستجمع الجمال في بهاهُ
فتوةُ من كنزِ منّانها
عطية من العطا أنماهُ
عطيةُ تعطى لمن فضلهُ
عَمّ الورى تَعَطُّفاً – عطاه
فتوةُ يحبُّها ربُّها
يعشقها الفضل، فهي مأواهُ
مافارق الفضل فتى حيدرٍ
فهو لصيقُ مُقتفٍ خُطاهُ
ألستَ من حيدرةٍ شبلَهُ،
والحقُ إثرَ المرتضى مَمشاهُ؟
كذلك الفضل ُ أتى طالعاً
فحيثما سِرتَ فذا مَسراهُ
وتحت عنوان (عباس منار الفضل) قال الأديب الحائري في المقطع الثاني:
من لايرى فضلك – يافخره-
ماعرف الفضل، ولا راه
ملّكت يا مولاي أطرافه
فصار عبداً لك يا مولاه
الست من ضحّى بأطرافه
تعينها الهامة، بل عيناه؟!
من غيرك الناذر من ذرّه
أن يفتدي بكلّه أخاه ؟!
نذرت أن توثره باذلاً،
موطّن القلب على فداه
تطعم أوصالك عسلانها
نفيسةً، مقدّماً أغلاه
نذرت أن تظما بقلبٍ ذوى
من الظّما، والماء في يمناه
نذرت أن تدفع عن رأسه
برأسك العمود إذ أتاه
نذرت أن تدفع عن عينه
بعينك السّهام من عداه
نذرت أن تهوي له ساجداً
تعفّر الجبين في ثراه
نذرت كفّيك له قربةً
مواسي الذبيح من قفاه
وتحت عنوان (عباس سدره الفضل) خاطب الأديب مولاه أبي الفضل قائلاً:
مَن مثلُك الطيار في كونهِ
فربُه أجنحةً أعطاهُ؟!
ذا عَمُّك الطيار في عَدنهِ
كرامةُ الله بها حباهُ
له جناحانِ، جزاء الفِدا
إذ قُطعت في "مُؤتَةٍ" يداهُ
وأنت ضَحّيتَ بها أربعاً،
فجعفرُ قد سَلِمَت رجلاهُ
أبدلك الله بها أجنُحاً
رُباعُها في العَدَّ مُنتهاهُ
تطيرُ في الأكوان مستبشراً
تَصحَبُ من شاء إلى لِقاهُ
أجنحةُ الله بُراقُ... بها
وصلتَ في الفضل إلى أقصاهُ
لمنزلٍ فَذٍّ مقامٍ سَما
يغبطُك الكلُّ على مرقاهُ
(عباس قرة عيون الآل) هذا هو مستمعينا الأكارم عنوان المقطع الرابع وفيه يقول الأديب حميد الحائري:
ياابن أميرالمؤمنين الذي
من آلهِ في قلبهِ مأواهُ
مَرحى أخا الحسين...أنت الذي
لفاطمٍ عَليها أهداهُ
رِدءً وزيراً لشهيدِ العُلى
وحامي َ الرايةِ في مَسراهُ
إلى ذُرى الفتوح في طَفَّهِ
وفاطمُ قد عقَدَت لواهُ
لنَجلها الموعود فتحاً سَما
يذبَحُ مظلوماً، فمن عزاهُ
غيرُك أنت العضدُ المُفتَدي
بنفسهِ... بكلَّهِ أخاهُ؟!
أقررت عين الطُهرِ زهرائها
وحيدرٍ والسّبط مُجتباهُ
إذ صرتَ للمظلوم في كربلا
ظَهراً ظهيراً ثمّ، بل فِداهُ
وتحت عنوان (عباس غيرة الله) نقرأ المقطع الخامس من ملحمة (زينة الفضل) حيث يقول الأديب الولائي:
وحارس الركب حِمى زينبٍ
كفيلها المقدامَ....ماأبهاهُ!
من يكفلُ الحوراء فهو الذي
والدها لعِزّها ربّاهُ
إذ لافتى الا عليُّ العلى
و أنت في عليائهِ فتاهُ
وحيدرٌ سيفُ إله السما
فقارُهُ الغالبُ في مداهُ
و(ذوفقار) السبط عباسُهُ
ضرغامه المجير من عداه
غيرتُهُ الحارس طراقَهُ
ونجمه الثاقب في حماهُ
مستمعينا الأكارم، كانت هذه بعض مقاطع الملحمة كربلائية (زينة الفضل) التي أنشأها في مدح مولانا باب الحوائج أبي الفضل العباس -صلوات الله عليه- الأديب الولائي المعاصر حميد عبد الحسين الحائري حفظه الله وقد قرأناها لكم في لقاء اليوم من برنامج (مدائح الأنوار)، قدم لحضراتكم من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران اشكر لكم حسن الإستماع ودمتم في رعاية الله.