بسم الله وله الحمد غاية آمال العارفين وحبيب قلوب الصادقين وأزكى صلواته على كنوز رحمته للعالمين محمد وآله الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم أيها الأعزاء، تحية طيبة نهديكم لكم في مطلع هذا اللقاء...وفيه نقرأ لكم مقاطع أخرى من قصيدة "سبحانك اللهم ما فاطمة"... وهي قصيدة طويلة تشتمل على أمهات حقائق معرفة الصديقة الكبرى سلام الله عليها، مستفادة مما روته المصادر المعتبرة من أحاديث أهل البيت عليهم السلام في وصف سيدة نساء العالمين والقصيدة بعثها للبرنامج مشكوراً أديب ولائي هو الإستاذ حميد عبدالحسين الحائري، ومما يميز هذه القصيدة الغراء أن صياغتها جاءت بأسلوب لطيف لعله ثمرة تجربة وجدانية له في عالم المعنى، فقد عرض المناقب الفاطمية بلسان حال أهل البيت- عليهم السلام- بدءً من جدهم و سيدهم المصطفى- صلى الله عليه وآله- كما لاحظ المتابعون للبرنامج في المقاطع التي قرأناها في حلقاته السابقة، وفي هذه الحلقة ننقل المقاطع التالية، بعد المقطع الخاص بحديث الإمام الكاظم- عليه السلام- ينتقل أديبنا الولائي الى ولده الإمام الرضا والسيدة فاطمة المعصومة- عليهما السلام-، ويقول:
قال الرضا: غوث الورى فاطمٌ
بل غوثنا في شدة الداهمه
نجير ودّاً من دعانا بها
بدعوةٍ باسمها قائمه
في يوم ذرّ الخلق مدّت يداً
لبيعةٍ جلوتها قادمه
قالت: عليٌ أبو من ودّنا
من رام أماً فأنا الراحمه
البرّ من برّبها والهاً
إسخاطها العقوق والحاطمه
هي قوله الثقيل يلقى على
أفئدةٍ بنورها هائمه
من أدرك الفتح هوى ساجداً لقدسها في سجدةٍ دائمه
يستغفر الله بها قائلاً
رضاك يا أماه يا فاطمه
أخت الرضا قالت: وهي كعبةٌ
ببكة العوالم العالمه
هي حرم الله وأم القرى
ومأمن ٌللإنس والسائمه
هي قبلةٌ قد فطمت رحمةً
زمزمها المنعش للغارمه
فيه (الصفا) مروءةٌ، (مروةٌ)
منار هديٍ في دجى قائمه
وبيتها طهّره ربها
لصفوةٍ تحبها سالمة
عبادة الأحرار في بيتها
خالصةٌ من درن الشائمه
تنزيله يأتي لها مجملاً
في كل عامٍ سنةٌ قائمة
تفصل المجمّل في قلبها
لولدها في سنةٍ قادمه
قطب رحى الابرار في حجهم
وسيةً لربهم فاطمه
وكبر الجواد تكبيرةً
أنطقت الأبكم والنائمه
قال: هي القاف وكافٌ لها
مشفوعةٌ بـ (نونها) العائمه
بالقلم المكنون خطت لنا
أنسابنا بغزالها راقمه
من شجرٍ شتى الى لوحها
ترجع أولاداً لنا حائمه
تلتقط المحبّ من أسره
برأفة الوالدة الراحمة
فمبدأ النزول من خطها
بـ (كافها) انواره دائمه
ومنتهى الصعود في (نونها)
إيابكم للقطب في الخاتمه
وإستأثر الله بسرٍ لها
مقدسٌ عن منية الفاهمه
تدركه القلوب في وصلها
إن رضيت عن سيرها اللائمه
قد ملأ الكون وما هو يرى
عزّ فمن يعرف ما فاطمه
نقيها بشرنا قائلاً:
ولاؤها التطهير للآثمه
في كفها الطّهور تروي به
أفئدة في حبها عائمه
تطهر المحبّ من ذنبه
بلمسةٍ أرحم من راحمه
تكسوه ستراً من سنا نورها
في عفةٍ لنورها لازمه
وجذوة الحياء من هديها
تعرج بالأشياع للغانمه
فتنهل القلوب من طيبها
نقاءها الخالي من الواشمه
ينحدر النقاء من طهرها
لكل طهر ربةٌ ناظمه
عرض السماوات العلى قبةٌ
لأمنا ضريحها العاصمه
فريضة نزورها سجداً
زيارة الله بـ (يا فاطمه)
زكيها قال: ومن نورها
أنارت العوالم الغائمه
عابدةٌ تزهر في وردها
لأمةٍ صلت بها صائمه
زكيةٌ زكاؤها إرثها
زكاتها تزكية حاتمه
ترى القلوب ربها شامخاً
في عزّه المنيف بالغانمه
بلا حجاب سافرٌ حسنه
يرمقها بنظرةٍ باسمه
رحمته الكبرى بها أظهرت
فحجة الله بها حاسمه
قد جمعت حنانه سابقاً
غضبته إن لم تكن ناقمه
أم شموس الله زهراؤه
وزينة الكواكب الناجمه
أحتج بنا الله على خلقه
ثم علينا حجةٌ فاطمه
جزى الله خيراً أخانا الأديب الولائي الإستاذ حميد عبد الحسين الحائري على هذه الأبيات المؤثرة في مدح الزهراء- عليها السلام- وقد قرأناها لكم اخوتنا مستمعي إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران ضمن حلقة اليوم من برنامج (مدائح الأنوار) تقبل الله منكم جميل الإصغاء ودمتم بكل خير.