بسم الله وله الحمد الجليل والثناء الجميل جعل باب معرفة صفوة أوليائه المنتجبين محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.
السلام عليكم أيها الأعزاء.. قال مولانا جعفرا الصادق عليه السلام في وصف جدته الزهراء – عليها السلام -: إنها الصديقة الكبرى وعلى معرفتها دارت القرون الأولى.
وقد فسر علماء الإمامية هذا الحديث الصادقي الشريف بأنه يشير إلى أن معرفة مقامات بضعة المصطفى – صلى الله عليه وآله – طريق الفوز بالمراتب العليا لمعرفة الله وعبوديته الحقة عزوجل … و من غرر القصائد في معرفتها عليها السلام قصيدة تحمل عنوان "سبحانك اللهم ما فاطمة"، وقد بعثها لبرنامجكم هذا الأديب الولائي المعاصر الأستاذ حميد عبد الحسين الحائري …ووجدنا هذه القصيدة الغراء تمتاز بأسلوب لطيف وفريد للتعريف بالمقامات الفاطمية من خلال محاورات وجدانية ومسائلات في عالم المعنى من أهل بيتها – عليهم السلام – وبلسان الحال طبعا..
وقد قرأنا لكم في حلقة سابقة ما صاغه هذا الأديب الولائي بلسان حال أبيها المصطفى وأمها الخديجة الطاهرة سلام الله عليهما وآلهما.. ونتابع في هذا اللقاء قراءة مقاطع أخرى فكونوا معنا مشكورين.
مستمعينا الأفاضل، تحدثت كثير من الأحاديث الشريفة المروية في مصادرنا الروائية المعتبرة عن نور فاطمة ودوره الملكوتي الخاص في تنفيذ الإرادة الإلهية قبل هذا العالم وبدء من عالم الأنوار أو عالم الأظلة حسب تعبير الأحاديث الشريفة.
ونجد الأديب الولائي في المقطع التالي يشير إلى هذا الدور وعلى لسان جدة الزهراء السيدة آمنة بنت وهب سلام الله عليها وفي مشهد ولادتها للنبي الأكرم سيد الخلائق،صلى الله عليه واله، قال:
جدتها آمنة أنبأت
بما رأت ولم تكن حالمة
في ساعة المخاض جاءت لنا
شاهدتها ولم أكن واهمة
من عالم الأنوار في لمة
تعينني حاضنة راحمة
تلقت الوليد في رأفة
عنا لها في سجدة هائمة
وانكشف المشهد عن غرة
مهمورة بقبسة ناجمة
تشع في جبهته رحمة
وللدجى وحزنه هاشمة
أولهت الروح فهامت بها
كأنني كنت بها عالمة
آمنة صرت بها أمنة
إذ أنزلت سكينة رازمة
أولهت الروح فهامت بها
كأنني كنت بها عالمة
فصدق الوليد حدس الهوى
وقال: ذي القبسة من فاطمة
ويستمر أديبنا الولائي في مدحته الشفافة للزهراء ليسمعنا لسان حال زوجها المرتضى وولديها الحسنين في وصفها سلام الله عليهم اجمعين ويقول:
عجبت من شوق علي لها
يشتاقها وهي لها لازمة
حدثني عن كفوه قائما
وعينه منيرة حالمة
فقال والشوق سنا وجهه
ممازجا رجولة صارمة
ما كنت لولاها أمان الورى
ما كنت لولاها أبا الغانمة
بهائها اللباب في عصمة
نورية معصومة عاصمة
تزهر لي في يومها جلوة
في فجرها تحميدة ناسمه
وفي نهار الله تسبيحة
تبحر في غيوبه هائمه
في ليلنا تزهر تهليلة
فيها شفاء الفلذة الساقمه
ثلاث جلوات وسجداتنا
لمصطفى توحيدنا ناظمه
من فيضها الكون بأقطاره
ولم تكن من فيضها حارمه
كرسيها العرش فمن حوله
أولادها كوكبة خادمه
شيعتي الخلص أبرارها
تسقيهم من كوثر ساجمه
تفطمهم من نار شيطانهم
دافعة جنوده هازمه
وتنزع الأشواك من حولهم
ممجلة أكفها الناعمه
في سرهم تشرق أنوارها
في بحرها أرواحهم عائمه
معرفة تزهر في سيرهم
عبادة وقطبها فاطمه
(أم الحسين)، قالها المجتبى
عطائها ديم بلا خاتمه
كل كريم جوده قطرة
وجودها البحر له كاتمه
بيمنها بورك رزق الورى
وكلها يمن بلا شائمه
التين والزيتون من رفدها
تحيي به الطاعم والطاعمه
ورزقها الهنيء لا منة
فيه، عميم للعدى كارمه
الجار قبل الدار تدعو له
كل عيال الله من فاطمه
حسينها قال: وأم الحسن
فديتها منعشة الغارمه
حليمة مهضومة صبرها
جميلة قد شمل الهاضمه
هي أمم – لا أمة – وحدها
كل ولود بعدها عاقمه
الشهداء ولدها إنما
وثبتهم بأمهم عازمه
شهيدة الله علت همة
رايتنا بضلعها قائمه
محسنة قد قدمت محسنا
قربانها النادب يا فاطمه
مستمعينا الأفاضل، كانت هذه بعض مقاطع قصيدة (سبحانك اللهم ما فاطمة) التي وصلت لبرنامج مدائح الأنوار من الأديب الولائي الأستاذ حميد عبد الحسين الحائري.
اشكر لكم جميل المتابعة ولكم من صوت الجمهورية الإسلامية التحيات الدائمة.. دمتم في رعاية الباري عزوجل.