بسم الله وله الحمد أن فطر القلوب على محبة صفوة أوليائه المقربين أنوار هدايته ومعادن رحمته للعالمين محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين. السلام عليكم مستمعينا الأفاضل وطابت أوقاتكم بكل خير.
نصت عدة من النصوص الشريفة على أن حكمة الله عزوجل في تدبير شؤون عباده وإيصالهم إلى كمالهم المنشود ، اقتضت أن يجعل معرفة أوليائه المقربين –عليهم السلام– السبيل إلى معرفته عزوجل ، لأنهم – عليهم السلام – أسمى من تخلق بأخلاقه عزوجل وأظهرها لخلقه ، ليعرفوا من خلال ذلك عظمة أخلاق الله جل جلاله.ومن أبرز الأخلاق الإلهية حب الله عزوجل لإيصال خلقه إلي كمالهم المنشود وإعانته جل جلاله لهم للتأهل للحصول على مختلف أنواع رحماته وبركاته العامة والخاصة.
وأمير المؤمنين – سلام الله عليه – هو من سادة المتخلقين بهذا الخلق الإلهي الكريم كما نصت على ذلك كثير من النصوص الشريفة وصحاح روايات التاريخ الإسلامي وهذه الحقيقة تعرضها بلغة توسلية وجدانية مؤثرة المقاطع التي إخترناها لهذا اللقاء وهي المديحة العلوية الغراء لأحد الشعراء المعاصرين بعثها للبرنامج دون أن يقرنها بذكر اسمه فشكرا له وشكرا لكم وأنتم تستمعون لها مشكورين يخاطب أديبنا الولائي مولاه ومولانا الوصي المرتضي –سلام الله عليه– قائلا:
يا خير من أخرج من ظلمة
لداره يا خير مستقبل
بنوره يأتي بأضيافه
يلقاهم وهو على المدخل
منتظرا وفاتحا صدره
لأوبة العائد للمحفل
ضيفك مولاي ومنك القرا
وأنت جود المحسن المفضل
ربيب نعماك ، بكف الرجا
أطرق باب المنعم المجزل
أمنيتي الدخول في روضة
عشقتها من ذري الأول
حضيرة القدس وفي ربوة
عن ربها حجابه منجلي
أطمع أن أكون من أهلها
منكم ولو تربا لذي المنزل
لا أبغي في جواركم جنة
لا النار أخشى في جوار الولي
جنتي العليا رضى ربكم
وبعدكم – وربكم – مقتلي
إن شئت إبعادي عن داركم
بمن ألوذ ، أم بمن أختلي
والقلب لا يسكن إلا لكم
والروح لا تألف إلا علي
قولهما إن شئت إبعادنا
عن حيدر مهلا فلا تعجل
هذا فراق حائل بيننا
بدوننا إن شئت ذا فارحل
فهاهنا عكوفنا سرمد
وهاهنا سكينة المعقل
إن قدر القتل لنا عاجلا
ببابه ، بقتلنا عجل
وسيتمر هذا الأديب الولائي في هذا التصوير الفني البليغ كما ينبغي أن يتحلى به المؤمن الصادق من الإصرار والتمسك بعرى الولاية العلوية في كل الأحوال وعدم التخلي عنها مشيرا بلطافة أن الذي يضمن التمسك بالولاية الحقة هو ترسيخ مودة الإمام علي – عليه السلام – وحبه في القلب ، قال حفظه الله في استمرار خطابه للوصي المرتضي:
أين أولي الوجه يا قبلتي
والقلب ملك لك لا ليس لي
وكل أهل دونكم بعد
وغربتي في داركم تنجلي
وكل دار غير هذا الحمى
موحشة بالأهل لم تؤهل
لا جبل يعصمني ، لا ولاحياة
لي لو صرت في معزل
حالي ذا مولاي ، ما حيلتي
فأمنن بإيوائي يا مأملي
محبكتتم ليس له منزل
نزيلكم ليس من الرحل
أنت كمال الدين أتمم على
محبك النعمة في الموئل
تقبل القلب وروحي معا
لربكم عبيده فاكفل
بكم أتم الله إنعامه
علي من نعمائه أكمل
نعيمي المأمول لقيا علي
ومنيتي تقبيل كفي علي
وبهذا نصل أيها الإخوة والأخوات إلى ختام حلقة أخرى من برنامج (مدائح الأنوار) إستمعتم لها من طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران. تقبل الله منكم حسن المتابعة ودمتم بكل خير.