البث المباشر

(محبة لضامن الغزالة) للأديب ابراهيم رفاعة

الثلاثاء 10 ديسمبر 2019 - 14:37 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 406

بسم الله وله الحمد والثناء الرؤوف الرحيم، وصلواته الزاكيات وتحياته المتواترات على رحمته الكبرى للعالمين وحصنه الآمن للمستغيثين وسفن نجاته للطالبين محمد وآله الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم إخوتنا وأخواتنا المستمعين؛ تحية طيبة وأهلا بكم في لقاء آخر نقرأ لكم من شعر الأديب الولائي الأستاذ إبراهيم رفاعة بعض ما تفجرت به قريحة المودة فيه وهو يمدح إمام الرأفة وسليل نبي الرحمة مولانا أنيس النفوس شمس الشموس مولانا علي بن موسى الرضا _عليه السلام_ تابعونا مشكورين
مستمعينا الأكارم، للأستاذ إبراهيم رفاعة ملحمة شعرية من خمسمائة وخمسين بيتا في خمسين وخمسين بيتا خمس وخمسين مقطوعة، أنشأها كقصعة شعرية تحت عنوان (محبة لضامن الغزالة) حكى بها وبلغة الشعر المؤثرة قصة الغزالة التي التجأت من سطوة صياد عنيد إلى الإمام الرؤوف علي الرضا فضمنها سلام الله عليه بنفسه حتى تذهب إلى صغارها فتطمئنهم ثم تعود.. والحكاية ذات أصل تاريخي مشهور وله نظير في سيرة جده المصطفى نبي الرحمة _صلى الله عليه وآله_ رواها الطبراني في معجم الأوسط والبيهقي في دلائل النبوة والقاضي أبوالفضل عياض اليحصبي المالكي كما في كتاب (الشفا بتعريف حقوق المصطفى).. وغيرهم/ وورد فيها كما روت مولاتنا أم سلمة أن غزالة أسرها صياد إلتجأت إلى رسول الله وقد وقعت في حبائل صياد أن يجيرها حتى تذهب وترضع صغارها ثم تعود/ فضمنها - صلى الله عليه وآله – من الصياد فأطلقها فذهبت ورضعت صغارها ثم عادت فاستغرب الصياد وفاءها فوهبها لرسول الله فأطلق _صلى الله عليه وآله_ سراحها لتعود إلى صغارها. وشبيه ذلك جرى مع الغزالة التي استجارت بإمام الرأفة وسليل نبي الرحمة مولانا الرضا _عليه السلام_... أيها الإخوة والأخوات، نختار من هذه الملحمة الشعرية المؤثرة قول الأستاذ إبراهيم رفاعة في ختامها:
قال الأديب رفاعة في حال وصف الغزالة بعد تحريرها:

تطلعت يشدها البهاء

لطلعة نظرتها شفاء

تبسمت شاكرة وألقت

تحية مازجها الولاء

وإلتفت للمرج ثم سارت

مسعودة تتبعها الضباء

تقافزت صغارها بفخر

هناؤها كما الرضا يشاء

تلفت القلب بلا اختيار

يجذبه إلى الرضا انتماء

تمضي إلى المرج وكل نبض

يزخه من الرضا ضياء

واقتربت من مرجها فحارت

من مشهد أنواره تضاء

غزلان هذا المرج في احتفال

والطير لحن زفه الهواء

حتى الفراشات إزدهت جمالا

قد استخف قلبها إنتشاء

عتيقه الرضا الرؤوف مرحى

قد باركت حياتك السماء


ويختم الأديب الولائي الأستاذ إبراهيم رفاعة حكايته الشعرية (محبة لضمان الغزالة) بهذا الوصف الجميل لإمام الرأفة قال:

هو الرضا، ما أعذب الحروفا

من أسمه ، وأكثر القطوفا

الراء فيه ، رأفة تدلت

على البرايا غيمة عطوفا

والضاد من ضمانه الموقي

يضمن كل لحظة ألوفا

والألف:الأمان حيث يؤوي

من جاءه مضطربا رجوفا

وهو رضا الله لمن أتاه

بالعشق مشغوفا بأن يطوفا

حنانه يغمر كل شيء

يجذب حتى الصائد العنيفا

سلطانه ليس له حدود

حدوده تخطت السجوفا

له جناحان، هما جمال

وللجلال آخر أضيفا

ضريحه منبع كبرياء

يفيض رفقا حانيا لطيفا

من نبعه (الخضر) إستقى زلالا

فأستمرأ الخلود والكشوفا

هو الرضا منا له التحايا

بقدر ما في سره خفايا

ليس عجيبا أن يعيد أما

لولدها الصبيان والصبايا

لو كسرت قارورة شظايا

أعادها كأجمل المرايا

والخلق أبناء له صغار

وهو أب يحضن بالحنايا

ما في حمى محضره اغتراب

ولا جياع، لا، ولا حفايا

يكسوهم من يده برودا

بعزة و يستر العرايا

إن جاءه مكتئب حزين

عاد طروبا... معزفا ونايا

وإن أتته أمة عطاشا

تراهم قد صدروا روايا

نداؤه في الصبح والعشايا

(إلي كي أعطيكم الهدايا)

هو الرضا أبو الجواد حسبي

سلطان آل الله في البرايا


كانت هذه مستمعينا الأفاضل مقاطع من الملحمة الشعرية الغراء التي أنشأها عن حكاية الغزالة الشهيرة وتحت عنوان (محبة لضامن الغزالة) الأديب الولائي المبدع الأستاذ إبراهيم رفاعة وقد قرأناها لكم ضمن هذا اللقاء من برنامج (مدائح الأنوار)، أجمل تحية نقدمها لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران ودمتم في رعاية الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة