بسم الله وله الحمد والمجد غاية آمال الموحدين والمتوسلين إليه بأحب الخلق إليه المصطفى المختار وآله الأطهار الأبرار صلوات الله عليهم أجمعين. السلام عليكم أعزائنا المستمعين، من القصائد العقائدية المهمة التي وصلت للبرنامج، مديحة علوية غراء لأحد الأدباء المعاصرين شاء أن لا يذكر اسمه. ومما يميز هذه المديحة العصماء جميل إستفاداتها من النصوص الشريفة الواردة بشأن الإمام علي – عليه السلام –.وقد قرأنا لكم في حلقات سابقة مقاطع منها ونقرأ لكم في هذه الحلقة مقاطع أخرى فكونوا معنا مشكورين.
من الحديثين النبويين المشهورين والمرويين من طرق الفريقين: أقضاكم علي، وعلي قسيم الجنة والنار ينطلق أديبنا الولائي في المقطع التالي قائلا:
أقضى قضاة الله يا عدلــه
بغيــر حكــم الله لــم تفصـل
بحكمك العدل يثاب الورى
أو يلقى ذا في ناره يصطلي
ضعيفهم قويتـــه ناصــرا
أعززتـــه بحكمــك الأعــدل
ظالمهم أذلــه ظلمـــه
فقدته بجرمـــه المخجــل
أذقتــــه وبالـــه حازمـــا
كأنمـا العاذل لـــم يـــعذل
أستاذ داوود أيبقـي لهـــم
قضاؤك الثاقب مــن معضل
ومن الأحاديث الشريفة المصرحة بأن جميع الأنبياء عليهم السلام توسلوا إلى الله بسيد الرسل وآله الطاهرين، ينطلق الأديب الولائي المعاصر في المقطع التالي يصور مضامينها بقوله:
سفين نوح أنت في فلكـه
لولاك لم ينجج ولم يمهـل
منقذ إبراهيم يدعو بــــه
بقلبه السليم فـــي الموئل
كـــل نبي قــد دعـا ربـه
باسم علي غوثه المسبل
فكلهم قـد عاهدوا ربهــم
أن يأخذوا بعروة المجبل
بالمصطفــى نبيهـــم سيدا
والمرتضى وصيه الأمثل
مذ عرفوه في ضحى ذرهم
بأنـــه إمامهم والولـــي
فأسلمـوا لله طوعـــا ولـــم
يستكبروا كفعلــة الجهــل
مستمعينا الأفاضل، ولا يغفل هذا الأديب الولائي عن تذكير مخاطبيه بأن كل الكرامات العلوية إنما تقع بإذن الله عزوجل كما أشار لذلك القرآن الكريم في قصة إحياء الموتى وإبراء المرضى وغير ذلك مما كان يقوم به نبي الله عيسى بن مريم – على نبينا وآله وعليه أفضل الصلاة والسلام – نفتح قلوبنا لما يقوله في المقاطع التالية ونحن نخاطب معه إمامنا أمير المؤمنين عليه السلام بخطاب :
يا مظهر العجائب المرتجى
لحــل كــل مشكــل مشكـــل
تذلـــل الصعـــاب للمبتلـــى
تجعلها مــــن أسهل الأسهل
فأنت روح الله تربـــو بـــه
آمالنا فــــي عسرها المنحل
واليأس منــك آيس راحـــل
ليس له في القلب من مدخل
تنقطع الأسباب طــرا ومــا
ينقطــع الرجــاء منك علي
ملكك الله لهــا منـــة
ووحده المنــان بالأفضل
ما شئت شاء الله من أمره
ما شاء لم يمح ولم يبطل
ولــي أمـــر الله يــــا عبده
بغير أمــــر الله لــم تعمل
فلك نجاتي مرتضانا علي
غوث الموالي مدد يا علي
مفرج الهموم فـي ذكره
ظل همومي قبلها ينجلي
ففيك ذكر الله مستبطــن
تهليلة الموحـــد الأكمـــل
يا بهجة الله وكــم نفست
من كربة برزئها المتقل
يمازج الرضا بها فرحـة
تسليمها لرأفــة المبتلــي
قدسك المعبود يـــا قدسه
تقديسه في ذكرك الأجمل
يا إسمه الأعظم يدعى به
حروفه مكنونة للولي
بغيرها مـــا عبدوا ربهــم
لم يدع داع لا ولـــم يسأل
فالكلم الطيب ذكر علــــي
والعمل الصالح حب علي
نشكر لكم أيها الأعزاء جميل الإصغاء لهذه الحلقة من برنامج مدائح الأنوار الذي يأتيكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران تقبلوا منا خالص التحيات ودمتم في رعاية الله سبحانه.