بسم الله وله الحمد العلي الأعلى نورالسموات والأرضين وأزكى صلواته على مشارق نوره المبين المصطفى الأمين وآله الطاهرين
السلام عليكم أعزاءنا المستمعين… عندما نراجع النصوص الواردة في القرآن الكريم والسنة النبوية في بيان العلاقة بين النبي المصطفى والوصي المرتضى، نلاحظ بوضوح أن ثمة تخطيطاً إلهياً لهداية الأمة الى موالاة سيد الوصيين لكونه باب نجاتها بعد رحيل رسول الله – صلى الله عليه وآله-….هذه الحقيقة تصور ببلاغة الشعر الصادق في المقاطع التالية من قصيدة طويلة في مدح الإمام علي أميرالمؤمنين- عليه السلام-، عنوانها (رضوان الرضا) وقد وصلت هذه القصيدة للبرنامج من دون تعريف بمنشأ هذه القصيدة الغراء لذلك نكتفي بالإشارة إليه بعنوان احد أدباء الولاء المعاصرين حفظه الله، تابعونا مشكورين.
قال أديبنا الولائي مخاطباً أميرالمؤمنين- عليه السلام- وهويساءله عن سر ما ورد في وصفه في زياراته المأثورة بأنه تاج رسول الله من جهة وقوله- عليه السلام- في نص آخر بأنه عبدٌ من عبيده- صلى الله عليه وآله-، بمعنى أنه سيده ومولاه. قال:
يا نفس طاها، أنت في منزلٍ
تاجٌ وعبدٌ له في منزل
وتاجه يظهر علياءه
فكيف وهو الأحمد المعتلي؟
بأي سر صرت تاجاً لمن
قد ختم الفضل فلم يفضل
والتاج زين الرأس يحلوبه
من ها هنا مزيّن الأجمل؟
سرٌعظيمٌ، إي ورب النهى
ما حاجة الأكمل للمكمل
والرأس فوق الكل تاجٌ لهم
ما سر تاجٍ فوقه يعتلي
قد عقل العقل فلا حيصة
مذ عقل السرّ ولم يعقل
لكنما نقول: هو ذا هو
ونغلق الباب بذا المجمل
فليس ذا التاج سوى أحمدٍ
من غيره لا يأخذ الممتلي
كلاكما الرأس ...كذا تاجه
محمدٌ حيناً وحيناً علي
وفي مقطعٍ لاحق يتسائل أديب الولاء عن سر ودلالات إصرار النبي الأكرم- صلى الله عليه وآله- أن يرتقي وصيه / المرتضى علي عليه السلام كتفه الشريف ويصعد الكعبة لكي يطهرها من الاوثان في فتح مكة ، مع امكانية ان يوضع سلم او وسيلة اخرى لكي يصعد الكعبة فلماذا اصر النبي الاكرم ان يرتقي وصيه كتفه الشريف الذي ورد في الروايات الشريفة أن الله مسه في المعراج ، يقول الأديب:
رقاك كتفاً مسّه ربه
سواك لم يعل ولم يحمّل
فتوج البيت بمن زانه
ليعرف الحجيج باب العلي
وأنك المنار في بيته
قبلته بحبلك الموصل
أنت عليٌ في سما أحمدٍ
محمدٌ في الذات سرٌملي
كلاكما ظاهره باطنٌ
كلاكما سرٌبلا مدخل
فأنتما سر الإله العلي
مستودعٌ في غيبه المقفل
لم يعرف السرّسوى ربه
إذ لا يحيط النقص بالأكمل
قلبكما لسره موطنٌ
متعٌ لنوره الأجمل
نوركما منوره مظهرٌ
غيبكما في ستره المسدل
ما عرف الله سوى أحمدٍ
لم يعرف الله سواك علي
من عرف الله بتعريفه
معرفة من أول المنهل
يعرف أن المصطفى أوحدٌ
نبيه الرائد للأوّل
وعندها يعرف من نفسه
وصيّه الإمام للكمّل
وحبله المتين، ينجي الورى
ولاؤه من ميتة الجهّل
من أنكر الوصي ذا جاحدٌ
بالمصطفى وعزة المرسل
لم يعرف الله وقرآنه
ما وحّد الله ولم يقبل
على رضاه الحق من بابه
فبابه المفتوح باب الولي
وما سواه الله قد سدها
موصدةٌ قدماً ولم تقفل
فبيته المفضي الى داره
ومن أتى الأغيارلم يدخل
مسجد طاها، بل سراباً أتى
في تيهه ضلّ عن الموصل
الى رضى الاله فالمرتضى
رضيه المالك للمدخل
إذ سدت الابواب طراً، فما
لمسجد النبي من موصل
الا الذي علّاه رب العلى
بيت بتول الله عرس علي
ويختم أديبنا الولائي هذا المقطع بأبيات تبين حقيقة أن معرفة الله هي في معرفة أعظم آياته أي الآية المحمدية العلوية، قال:
تعرف الله بآثاره
لخلقه بالوجه والأنمل
ومن رأى أعظم آياته
لم يعش عنها لا ولم يغفل
رآه في حيدرةٍ واحداً
لم يلد الخلق ولم يفصل
في كل شيءٍ نوره نافذٌ
رآه ثمّ قط لم يأفل
عاين رباً واسعاً أوحداً
رأى شهوداً وجهه الأولي
فأكبر الآيات في كونه
بالمرتضى تزهو ولا تنجلي
من لم ير العليّ في حيدرٍ
وقد تجلى فيه نوراً جلي
قد عمي الجاحد عن ربه
وليّه الشيطان بئس الولي
أعماه عن رؤية شمس الضحى
صيّره أجهل من أجهل
ألجمه عن قول: هو أوحدٌ
إذ لم يقلها : مددٌ يا علي
والى هنا ينتهي لقاءٌ آخرمن برنامج (مدائح الأنوار) قدمناه لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران شكراً لكم ودمتم في رعاية الله.