بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله والحمد لله العلي الاعلى واسمى صلواته على صفوة عباده الصالحين واولياءه المقربين محمد واله الطاهرين
سلام عليكم اخوة الايمان والولاء تحية طيبة وطابت اوقاتكم بكل مايحب الله لكم ويرضاه معكم ايها الاعزاء في لقاء اخر ومقطع جديد من القصيدة العلوية التي وصلت للبرنامج من احد ادباء الولاء والتي سميناها بالمديحة العلوية الغراء وهي من بدائع شعر الولاء في تصوير كثير من مناقب سيد الوصيين الامام علي المرتضى عليه السلام وكلها مستنبطة مما ورد في النصوص الشريفة المعتبرة. في هذا اللقاء نقرأ لكم مقطعاً منها يصور ببلاغة خصوصيات الشجاعة الحيدرية، احبائي الكرام اللافت في المقطع التالي تأكيد الاديب الولائي على ان للشجاعة الحيدرية مصاديق متعددة بعضها على الطرف الاخر من صور الشجاعة المألوفة، لاحظوا مايقوله:
شجاعة الكرار بدرية
تشع كالبدر ولن تأفل
احدية في احد اظهرت
تنمر الوتر على الجحفر
وفي حنين كشفت كربة
عن وجه طه بالوفا تنجلي
حمت حمى الاسلام من نكسة
اذ اعجبوا بكثرة الهذل
في ليلة المبيت ابدت لنا
سكينة مخجلة الاجبل
صوارم الشرك بغت غدرة
اجتمعوا للفتك بالاعزل
فردهم حيدرة خيباً
ماراعه الجمع ولم يحفل
ايها الاخوة والاخوات وهنا يشير الاديب الولائي الى نمط اخر من الشجاعة الحيدرية وهو نمط الشجاعة الصبرية في اقصى مراتب تحمل كظم الغيظ كما ظهر ذلك منه في يوم هجوم الجفاة على دار زوجته فاطمة الزهراء عليها السلام بعد رحيل والدها المصطفى صلى الله عليه واله فقد صبر وهو الغيور على ذلك التزاماً بالوصية المحمدية المشهورة، قال الاديب الولائي:
وفي هجوم الدار كانت له
شجاعة من نمط امثل
بها حمى الاكوان من خسفة
صبراً على مشيئة المبتلي
كيف يداني المرتضى باسل
وهو فتى القهار والمرسل
لم يعبر الخندق غير علي
لم يهزم الاحزاب الا علي
ويتوجه الاديب بخطابه الى امير المؤمنين علي عليه السلام قائلاً:
وانت سيف الله في كفه
لاينتضي الا على المبتلي
الا على من قد خلى صلبه
من مؤمن وبعد لم يمثل
ذو ذو الفقار شطره رحمة
منعشة المكبل الاعزل
وشطره الاخر من نقمة
تنزل بالمكبل الانذل
ياسطوة الجبار كراره
حماه تحمي قامع اليليل
ونصره النازل عن امره
لجنده بفتحه المذهل
صلى عليك الله ياليثه
ياملهم الفرسان والبسل
تجلو الدواهي مرتضانا علي
حتف الاعادي مرتضانا علي
ياقائد الغر وياكهفهم
في كل خطب راعب موجل
امير نحل الله يعسوبهم
نحجل يرعى تقى الحجل
ومعتق العبيد في غلهم
وفاتح للقلب لم يغلل
وكعبة الاحرار في حجهم
طوافهم بسرك الموغل
ياداحر الجن اذا استنفرت
فرارها كان بلا صندل
وفارق الهامات في خيبر
وهازم الاحزاب والجحفل
ويختم اديبنا الولائي هذا المقطع بأشارة الى ظهور مصاديق الشجاعة الحيدرية في عصر الرجعة في الدولة المهدوية المرتقبة حيث صرحت الاحاديث الشريفة ان للوصي المرتضى اكثر من رجعة يحييه الله عزوجل فيها، قال الاديب:
في دولة الله لكم كرة
بذي فقار ميثم مصقل
عجل بكراتك في رجعة
تزيل فيها وحشة الايلل
تشفي صدوراً حفظت دينها
بألف جرح من جوى منحل
تحيي عباد الله في ارضه
تعمرها بعدلك الاعدل
فيرفع النداء في صورها
بصوت جبرائيلها المسجل
يطرق اسماع الورى هاتفاً
في ملكوت لم يزل ازل
لاسيف الا ذو فقار الولي
ولافتى في الكون الا علي
نشكر لكم ايها الاخوة والاخوات طيب الاصغاء لحلقة اليوم من برنامجكم مدائح الانوار استمعتم اليه من صوت الجمهورية الاسلامية في ايران تقبل الله اعمالكم واسألكم الدعاء.