بسم الله وله كل الحب والمدح والحمد والثناء حبيب قلوب الصادقين وإله العالمين ونور السماوات والأرضيين والصلاة والسلام على مطالع نوره المبين وكنوز عطائه الثمين المصطفى الأمين وآله الطاهرين.
السلام عليكم إخوتنا المستمعين ونحن معكم في لقاءٍ أخر مع مدائح الأنوار الإلهية وفيه نوجه قلوبنا شطر أحد أسنى البيوت التي أذن الله أن ترفع الى المشهد الرضوي المقدس ونحن نقرأ لكم أبياتاً من مديحتين رضويتين أنشأهما إثنان من الأدباء المعاصرين وهما يزوران هذا المشهد المبارك، وهما الشاعر الولائي عقيل اللواتي من سلطنة عمان والشاعر العراقي الشاب علي الأسدي المقيم في سوريا، تابعونا مشكورين.
نبدأ أولاً بقصيدة الأديب الأستاذ عقيل اللوّاتي والتي جعل لها عنواناً هو: (الرضا كوثرٌ سياب) قال فيها:
وإذا الحنين تمايلت أغصانه
ألفيت شوقي للرضا ينساب
شوقٌ الى عطف الرحيم وفضله
يزجيه دون تمنّن وهاب
العشق معراج الصفي لخلّه
والحب زهد العاشقين وصاب
إن النقاء عيونه كل الرضا
والعارفون لشهده طلاب
وبباب عزته سجدت تشرفاً
والقلب يلهج قدست أبواب
ومن الجميل بأن تحز نفوسنا
في روضة منها الضياء يهاب
وتقدست أرجاؤه من مشهدٍ
سامي العلى وبه الدعاء يجاب
فأغث نداءات التوسل في دمي
فأنا دماي لقدسكم محراب
من مهد مولد خافقي كان الرضا
كالشهد في شفة الفؤاد يذاب
وصلاتنا في نورها أضواؤه
وضياؤه في نورها ينساب
كنّا ولا زال التوهج يقتفي
أثر الرضا ومساره الترحاب
عتباته قد أدمنت تقبيلنا
وشفاهنا في قبلتيه رضاب
وضريحه المنحوت في أبصارنا
عين الحياة وسحره غلّاب
ومرادنا قد علقت آماله
في عسجد الشباك حيث يصاب
حاشا وما ردّ الرضا آمالنا
الا بنجح حوائج ستجاب
باب المراد وغوث كل مغوثنا
يزجى إلينا غيثه ميزاب
والروح والريحان بعض نعيمه
ونعيمه من كوثرٍ سيّاب
كانت هذه مستمعينا الأكارم بعض أبياتٍ مديحة رضوية من إنشاء الأديب الولائي المعاصر الإستاذ عقيل اللوّاتي ونقرنها بأبياتٍ منتخبة في مديحة رضوية ثانية من إنشاء أديب ولائي أخر معاصرٌ أيضاً هو الاستاذ علي الأسدي إختار لها عنواناً هو (في حضرةٌ الرضا) وقال فيها عن زيارته لمشهد مولانا الإمام الرضا- عليه السلام -:
آت ٍ إليه يلمني قلبي الذي
لبى نداءات الضياء وأمره
في مسقطِ الشوق المقدس والهوى
ومِناهُ حيث الوردُ يلثمُ عطرهُ
أسعى وفي قلبي إشتياق نحوه
يجتاح صدري ثم يوقظ جمرهُ
أرجوه من داجي الدياجي أن يَرى
عيني ويرسلُ للمدامع بدرَهُ
ودمي يسافر في تراب محبتي
ومحبتي تبدي وتكتمُ سرَهُ
أحببتُ نفسي أن أريقَ حنينها
فوقي وأمسك من سناها سحَرهُ
أحببتها وهي الأسيرةُ بالرضا
حبا وتدمنُ بالمحبة أسرَهُ
وانا الميتمّ والميمم طرفه
لثراه خلف خلف قبرٍ قبره
وأنا المتيم بالولاء ومفردي
قبسٌ من المعنى يطارد سطره
وألوذ من ذنبي به كغزالةٍ
لاذت وصيّادٌ يسدد شره
أهواك هبني أمنياتي سيدي
فأنا المضيع بالمعاصي أجره
خذني لا شهد ما بنيت بمشهدٍ
نخلاً يصافح كالمقبّل تمره
أجري عليك وأنت مقصد خافقي
لله درك من جميل سره
جزى الله الأديب الولائي الأستاذ علي الأسدي على هذه الأبيات الولائية الشفافة في مدح مولانا الإمام الرضا عليه السلام والتوسل به الى الله عزوجل.
وبهذا ينتهي لقاؤنا بكم أيها الأعزاء ضمن هذه الحلقة من برنامج مدائح الأنوار طابت أوقاتكم بكل خير ودمتم في رعاية الله.